#1  
قديم 01-17-2013, 09:16 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي بيان حالة الكيان الإسلامي في أوروبا





(مبحث من إحدى الدراسات المطولة عن الإسلام وأوروبا)

المصدر: موقع الإسلام في أوروبا التحليلي الإخباري

مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية


إنَّ الناظِرَ في الوضع الإسلاميِّ في أوروبا ليقعُ نظرُه على المواقف المتعدِّدة التي تنتَهِجُها الدولُ الأوروبيَّة تُجاهَ الإسلام والمسلمين، في المظاهر المختلفة للحياة الاجتماعيَّة والسياسيَّة والدينية، والتي يُعدُّ بعضُها مصدرًا للتفاؤل، بينما يُعدُّ الجانب الأكبر منها أحد مصادرِ الشُّعور بالعداء والاضطهاد، والممارسات العنصرية تُجاهَ الإسلام والمسلمين.

وذلك يوجد خصوصًا مِمَّن يجهلون حقيقةَ الإسلام، أو يُكنُّون له الحِقدَ والعَداء الجِبلِّي في سلسلة الصِّراع الكونيِّ الشرعيِّ بين قُوَى الخير وقوى الشَّرِّ، والتي لا تنقطع إلى أن يرثَ الله - تعالى - الأرضَ ومَن عليها، وكذلك بسبب انزعاج وقلق مِلَلِ الكفر المختلفة والعلمانيَّة من النموِّ الإسلاميِّ المتزايد على الأراضي الأوروبيَّة، والذي يَخشى الأوربيُّون معه عودةَ المجد الإسلاميِّ، وأن يرفرفَ التوحيدُ عاليًا على بلادِ الكفر والشِّرك والإلْحاد.

لذلك قامتْ (جوسيلين سيزاري) الأكاديميَّة - بمَدرَسَةِ دراسات الشَّرْق الأوسط بجامعة هارفارد - بعملِ دراسة مُطوَّلة؛ لترصدَ فيها الوضعَ الإسلاميَّ في أوروبا، وموقفَ الدول من المسلمين، بالإضافةِ إلى رَصْد العلاقات المختلفة بين المجتمع الإسلاميِّ والمجتمع الأوروبيِّ.

وقدَّمت لهذه الدِّراسة بمقدِّمة رصدتْ فيها الكثيرَ من المعلومات التي تُعتبر تمهيدًا عامًّا؛ لتَتَبُّعِ الوضع الإسلاميِّ في كثير من الدول الأوروبيَّة، كلُّ دولةٍ على حِدَة، وفي هذا المقال نُقدِّم البيانَ العامَّ لحالة الكيان الإسلامي في أوروبا، ثم نُردِف هذا المقال - بإذن الله تعالى - بمقالات أخرى تُبيِّن الأشكال المختلفة للممارسات العنصريَّة.

كما أظهرتْها هذه الدِّراسةُ على مرحلتَين:
1- مرحلة إجماليَّة لهذه الممارسات.

2- مرحلة تفصيليَّة تشمل تلك الممارساتِ داخلَ عددٍ من الدول الأوروبيَّة، كلُّ دولة على حِدَة.

وأمَّا البيانات العامَّة عن المجتمع الإسلاميِّ التي صدَّرتْ بها الباحثةُ الدِّراسةَ، فكانتْ من خلال النِّقاط التالية:
(1) الإسلاموفوبيا:
بَيَّنتِ الباحثةُ أنَّ هذا المصطلح قد ظَهَر للمرَّة الأولى في إحدى المقالات التي كتَبَها المستشرق الفرنسيُّ (إيتنيه دينيت)etienne dinet عام 1922، ثم إنَّه فقط في التسعينيات أصبح هذا المصطلح يدلُّ بصورةٍ أوسعَ انتشارًا على الممارسات العنصريَّة تُجاهَ المسلمين في الغرب.

ثم نَمَا هذا الفكرُ المعادي للإسلام، وازدادتْ حِدَّتُه على المدى الطويل من المواجهات بين الإسلام وأعدائه منذُ الحروب الصليبيَّة إلى الحروب الاستعماريَّة في العصر الحديث، إلى أن أصبحَ (الإسلاموفوبيا) منهجًا علمانيًّا معاديًا للإسلام، والذي يُتداول بكثرةٍ في الأوساط الأوروبيَّة السياسيَّة والإعلاميَّة، والذي بلغ الذروةَ عقبَ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وتُشيرُ الباحثةُ إلى أنَّه من الصَّعْب - تحديدًا - صياغةُ مفهوم هذا المصطلح، وإبرازُ مظاهر اختلافه عن عدد من المصطلحات الأخرى، مثل: العنصريَّة، ومضادة الإسلام ومواجهة الإسلاميِّين، ونحو ذلك.

وتشيرُ الكاتبة بعدَ ذلك إلى الدِّراسات الأوروبيَّة العديدة التي اهتمت ببحْث (الإسلاموفوبيا)، أو ظاهرة العنصريَّة والعداء للإسلام، وكيف كان موقفُ الأوروبيِّين شعوبًا وحكومات من المجتمع والأقليات الإسلاميِّين عقبَ أحداث 9 -11، وأحداث تفجيرات لندن 7 - 2005، وكيف عملتِ الحكوماتُ على خفْض حالاتِ التوتُّر داخلَ المجتمع الأوروبيِّ بين المسلمين وغيرهم.

وتُشير الكاتبةُ على إثْر ذلك إلى نوع آخر من التقارير، وهو تقريرٌ عن سياسات الدول، وهو أحد التقارير الصادرة عن الولايات المتحدَّة، والذي بحث الواقع الإسلامي الأوروبيَّ، ووقف على عجز الدول الأوروبيَّة عنِ احتضان الأقلية المسلمة، وأرجع ذلك إلى قُصورٍ في السياسية الأوروبيَّة تُجاهَ الأقليات والهجرة.

وتؤكِّد الباحثةُ أنَّ الدراسة المطوَّلة التي بين أيدِينا ستحاول فيها الجمعَ بين الوقوف على دَوْر الحكومات مِن وجه، والوقوف على الممارسات العنصريَّة من ناحية أخرى؛ مِن أجْل الوصول إلى وصف شامل لوضْع المسلمين في أوروبا، وما يتعرَّضون له من مختلف الممارسات العنصريَّة الدِّينيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وبحث حال الوضْع الاقتصاديِّ والسياسي للأقليات الإسلاميَّة في أوروبا.

(2) الخصائص العامَّة للمجتمع المسلِم في البلدان الأوروبيَّة:
يُمثِّل المسلمون - على أقصى الاحتمالات - 5% من الكثافة السكَّانيَّة الأوروبيَّة البالغة 425 مليون مواطن، وأكثر هؤلاء المسلمين غير أوروبيي المنشأ، وانتقل أكثرُهم في غضون الاحتلال الأوروبيِّ لبلدان العالَم الإسلامي، أو هروبًا كلاجئين من الحروب والعُنف في بلادِهم، كحال البوسنيين إبَّانَ انهيار الاتِّحاد السوفيتي، ويمثل العرب نسبة 45% من هؤلاءِ المهاجرين.

(3) التعددية العرقية والميول الثقافية المختلفة تحت مظلة الهُويَّة الإسلامية:
تؤكِّد الباحثة على التعدُّديَّة العِرقية التي تحمل في طيَّاتها الاختلافَ في العادات والتقاليد، والطبائع والتاريخ، والذِّكريات والمبادئ الفِكريَّة والثقافيَّة التي يتَّصف بها المجتمعُ الإسلاميُّ الأوروبي، وتُرجع ذلك إلى البيئة التي أتوا منها، ونشؤوا فيها، والتي يَظهرُ أثرُها على المستوى الأسري والمستوى الاجتماعيِّ.

(4) الحالة الاقتصادية للمجتمع الإسلامي الأوروبي:
وفي هذا العنوان تُبيِّن الكاتبةُ أنَّ الممارساتِ العنصريَّةَ تُجاهَ المسلمين قد تكون أيضًا بسبب الحالة الاجتماعيَّة الطبقية، التي يَنتمي إليها المسلمون، وليس فقط الخلفيَّة الدِّينية، وأنَّ هذه الحالةَ تظهر في مظهرين، وهما: مستوى الدَّخْل، والحالة السَّكنيَّة.

فالمجتمع الإسلاميُّ يُعاني مِن نسبة بطالة عالية بين صفوفه، بالإضافةِ إلى أنَّ هذه النسبة تُمثِّل ضِعْفَي نسبةِ البطالة بين صفوف المواطنين الأصليِّين لأوروبا.

وهذا بخلاف المجتمع الإسلاميِّ بالولايات المتحدَّة، والذي يُعتبر وضْعُه الاقتصاديُّ أفضلَ من نظيره الأوروبيِّ، وتقول في ذلك: لعلَّ السبب هو قلَّةُ الممارسات العنصريَّة ذات الخَلفية الدينيَّة مقارنةً بأوروبا، بالإضافة إلى أنَّ المجتمع الإسلامي قليلُ العدد نِسبيًّا مقارنةً بنظيره الأوروبيِّ.

(5) تأثر المجتمع الإسلامي بالمواقف الدولية القاهرة:
وفي هذه النقطة تتناول الباحثةُ تأثُّر المجتمع الإسلاميِّ بالصراع بين أوروبا وما يُطلق عليه "التطرفُ والعنفُ الإسلاميُّ"، والذي دفع العديدَ من حكومات الدول الأوروبيَّة؛ لتبنّي السياساتِ المتشددة وفرض القيود على قوانين الهجرة لحماية بلدانها، والتي يتم تغييرها ما بين الحين والآخر بحسب الحاجة الأمنيَّة للبلدان الأوروبيَّة المختلفة.

كما أن الحكومات بدأت في صياغة القوانين التي تَسمحُ بالمزيد من أعمال التحقيق المختلفة، وحرية الاستخبارات، والتي تشمل الأفرادَ والمؤسَّساتِ الدينية كالمساجد.

وتؤكِّد الباحثةُ على أن هذا الموقف الأوروبيَّ لا يختلف عنه نظيره الأمريكيِّ كثيرًا؛ بل إن الأخير يُعدُّ الأسوأ.

فبعد أحداث 11-9 أصبحَ من الممكن أن يُعتَقل المواطنُ بلا مذكرة قضائية، وأن تُفتش المساجد بلا إذن أمْنِيٍّ، وأن تسجَّل المكالمات بلا إذن نيابيٍّ،كما أنه من الممكن أن يُصبحَ المرءُ رهينَ أحد السجون السريَّة الداخليَّة أو الخارجيَّة، والتي يتم فيها استخدام وسائل العنف من أجل الحصول على المعلومات أثناء التحقيقات.

وبهذا القدر من التمهيد ينتهي البيانُ العامُّ لحالة الكيَان الإسلاميِّ في أوروبا، ويليه - بإذن الله تعالى - بيانُ الأشكال والمظاهر المختلفة التي تُمَارَس من خلالها أعمالُ التمييز والعنصريَّة؛ بناءً على هذه الدراسة التي أعدَّتْها الباحثة جوسيلن سيزار.




الألوكة



المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أوروبا, الإسلامي, الكيان, بيان, حالة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع بيان حالة الكيان الإسلامي في أوروبا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البرد يجمّد أكبر أنهار أوروبا في حالة نادرة Eng.Jordan أخبار منوعة 0 01-13-2017 12:05 PM
بيان للتعاون الإسلامي عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 10-16-2015 06:59 AM
بيان خطير للمتقاعدين العسكرين : آليات جاءت من "المعبر" قامت باستخراج «كنوز الإسكندرالمقدوني» Eng.Jordan الأردن اليوم 0 09-28-2014 09:10 AM
بيان المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي بشان الأحداث في مصر عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-13-2013 06:36 AM
الأمن يؤكد في بيان لاحق سوء حالة الدركي لا وفاته .. ومقتل مواطن في اربد وإصابة 16 آخرين Eng.Jordan الأردن اليوم 0 11-15-2012 10:59 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59