#1  
قديم 01-29-2012, 01:24 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي الهجرات القسرية لعلماء قرطبة عند مطلع القرن الخامس الهجري


الهجرات القسرية لعلماء قرطبة
عند مطلع القرن الخامس الهجري
من خلال كتاب الصلة لابن بشكوال
توصف الهجرات بكونها تحركات في المجال يقوم بها فرد أو ثلة من الأفراد. و قد تقوم بها مجموعة بشرية خلال فترة زمنية محدودة أو خلال فترات. و تتم بين نقطة و أخرى داخل حدود كيان سياسي معين. و قد تتم خارج حدود هذا الكيان.
و تعتبر من وجهة نظر البحث العلمي من بين المواضيع التي يشترك في الاهتمام بدراستها الباحثون في مختلف حقول المعرفة. م من بينهم الديموغرافي و المؤرخ و المهتم بالديموغرافيا التاريخية.
فالأول يتعامل معها كظاهرة ديموغرافية تندرج ضمن الظواهر الأخرى كالولادات والوفيات و الخصوبة. و قد يوليها في بعض الحالات أهمية قصوى لأنها مثل ظاهرتي الولادات و الوفيات تؤثر في العدد الإجمالي لسكان الكيان المعني بها سواء تمت منه أو إليه. كما تؤثر في تركيبته السكانية من حيث الأعمار و الأجناس (الذكور و الإناث) و الأنشطة السوسيو – مهنية.[1]
و يعمد الديموغرفي لدراستها من حيث الكم و الكيف إلى التصاريح التي يضعها الأفراد لدى المصالح المختصة بعد تغيير مراكز الإقامة حين يتعلق الأمر بالهجرات الداخلية، و إلى القوائم التي يضعها موظفو مراكز الحدود و مصالح الهجرة فيما يتعلق بالهجرات الخارجية. و غالبا ما يلجا إلى سجلات عمليات الإحصاء العامة للسكان لتكون الدراسة علمية أكثر.
و الثاني يتعامل معها كحدث تاريخي شهدته معظم المجتمعات البشرية. و قد يتوقف مليا عند بعض الهجرات الفردية أو الجماعية التي اكتست بعدا تاريخيا هاما و حددت المسيرة التاريخية و الحضارية لبعض المجتمعات. كما هو الشأن مثلا بالنسبة لهجرة الرسول صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة، أو هجرة بطون من القبائل العربية و من القبائل البربرية إلى الأندلس، أو هجرة عرب بني هلال و بني سليم من صعيد مصر إلى إفريقية.
أما المهتم بالديموغرافيا التاريخية فيتناولها كظاهرة و كحدث حصلا في الزمن الماضي، ومن ثم يسعى إلى دراستها من وجهة نظر ديموغرافية؛ و لكن في سياق الظروف التاريخية التي أحاطت بها.
و يشترك المهتم بالديموغرافيا التاريخية مع المؤرخ في اعتماد مختلف شواهد الماضي من بقايا أثرية و نصوص مخطوطة و نصوص مطبوعة لدراسة نموذج أو نماذج من الهجرات الفردية أو الجماعية.
و قد ارتأينا في هذا العرض تبني و جهة نظر المهتم بالديموغرافيا التاريخية لدراسة الهجرات التي اضطر للقيام بها بعض علماء قرطبة عند مطلع القرن الخامس الهجري من خلال كتاب الصلة لابن بشكوال.
و إذا كانت علاقة موضوع العرض بالديموغرافيا علاقة وثيقة، على اعتبار أن الهجرات ظاهرة ديموغرافية كما أوضحنا ذلك من قبل، فان علاقة النص المعتمد بالديموغرافيا لا تطرح إشكالا في نظرنا. و نعتبرها مشروعة لأن كتاب الصلة يتضمن معطيات عن هجرات فئة من المجتمع، وردت تلك المعطيات في سياق التعريف بهم. ولا بأس أن نوضح في ضوء هذه الإشارة بأن كتاب الصلة يندرج ضمن المصنفات المعروفة بكتب التراجم. وضعه أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال الخزرجي الأنصاري[2]. المتوفى سنة 578ه.⁄ 1183م. كتكملة لكتاب "تاريخ علماء الأندلس"[3]؛ الذي ألفه أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نص الأزدي المعروف بابن الفرضي و المتوفى سنة 403 ه.⁄ 1013 م.
و قد وضع ابن بشكوال مصنفه على منوال ابن الفرضي. حيث عرف فيه بثلاثة و سبعين و خمسمائة و ألف (1573) عالم و فقيه. من بينهم أكثر قليلا[4] من مائة توفوا بين سنتي 350 هجرية و 399 هجرية لم يرد ذكرهم في كتاب علماء الأندلس. و حوالي أربعين(40) توفوا سنة 400 ه. و أكثر قليلا من أربعمائة و ألف (1400) عاشوا خلال الفترة المتراوحة بين سنتي 401 ه. و 563 ه. (1011 م. – 1108 م.) و هم الذين تشكل ترجمتهم معظم مادة الأجزاء الثلاث[5] التي يتألف منها الكتاب.
رتب ابن بشكوال العلماء و الفقهاء الذين عرف بهم انطلاقا من أسمائهم على حسب ترتيب حروف المعجم. و رتب العلماء و الفقهاء المدرجة أسماؤهم تحت كل حرف حسب تقادم وفياتهم. فقيد الاسم الكامل لكل واحد منهم و نسبه مرفوعا إلى إحدى القبائل أو البطون التي ينحدر منها. و ذكر المدينة أو البلدة التي ينتسب إليها أو التي سكنها.
كما تحدث عن مجالات اجتهاد أولائك العلماء و الفقهاء. و أورد أسماء شيوخهم و تلامذتهم و عناوين مؤلفاتهم. و ساق أخبارا، كثيرة أو قليلة، عن سيرة كل واحد منهم في حياته الخاصة أو العامة. فتضمنت معلومات عن رحلاتهم و عن هجرات قسرية قام بها عدد منهم. و هؤلاء هم الذين يهمنا أمرهم في هذا العرض.
- أولا : من هم العلماء الذين قاموا بتلك الهجرات ؟
- ثانيا : هل كانت هجراتهم فردية أم كانت جماعية ؟
- ثالثا : هل قام بها كل واحد منهم بمفرده أم بمعية أفراد أسرته ؟
- رابعا : هل كانت هجراتهم مؤقتة أم كانت نهائية ؟
- خامسا : ما مقدار المسافة الفاصلة بين قرطبة و بين المراكز التي انتقلوا إليها ؟
- سادسا : ما هي أسباب و دواعي تلك الهجرات ؟
تلك هي أهم الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها.[6]
تتضمن الأجزاء الثلاث التي يتألف منها الكتاب ستا و تسعين و ثلاثمائة (396) ترجمة لعلماء و فقهاء كانوا أحياء سنة 400 ه. ينعت ابن بشكوال كل واحد منهم بكونه "من أهل قرطبة" أو "سكن قرطبة". اضطر واحد و عشرون (21) منهم للجلاء عن هذه الحاضرة بين سنتي 400 ه. و 422 ه. و أسماؤهم حسب تسلسل تراجم الكتاب هي[7] :
1- أبو العباس أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرج بن عيسى اللخمي الاقليشي، من سكان قرطبة. ولد سنة 363 ه. و توفي سنة 410 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 60، ص. 65.)
2- أبو عمر أحمد بن مطرف، المعروف بابن الحطاب، من أهل قرطبة. لم يرد ذكر تاريخ ولادته. توفي سنة 410 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 69، ص.71.)
3- أبو عمر أحمد بن عفيف بن عبد الله بن مربول بن حاتم الأموي، من أهل قرطبة. ازداد سنة 348 ه. و توفي سنة 420 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 75، ص. 74.)
4- أبو عمر أحمد بن محمد بن سعيد الأموي، المعروف بابن الفراء، من أهل قرطبة. لم يذكر ابن بشكوال تاريخ ولادته و وفاته. (الجزء الأول، ترجمة رقم 94، ص. 86.)
5- أبو عمر أحمد بن يحي بن أحمد بن سميق بن محمد بن واصل بن حرب، من أهل قرطبة. ازداد سنة 372 ه. و توفي سنة 450 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 119، ص. 102.)
6- أبو عمر أحمد بن محمد بن يحي بن أحمد بن محمد بن داود التميمي، المعروف بابن الحذاء، من أهل قرطبة. ازداد سنة 380 ه. و توفي سنة 467 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 350، ص. 249.)
7- أبو عبد الله حبيب بن أحمد بن محمد بن نصر بن غرسان مولى الإمام هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، من أهل قرطبة. ازداد سنة 324 ه. و توفي بعد سنة 404 ه.
(الجزء الأول، ترجمة رقم 350، ص. 249.)
8- أبو القاسم حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي، المعروف بابن الطرابلسي من أهل قرطبة، ازداد سنة 398 ه. و توفي سنة 469 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم
358، ص. 253.)
8- أبو القاسم خلف بن مروان بن أمية بن حيوة، المعروف بالصخري. لم يرد ذكر تاريخ ولادته. توفي سنة 401 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 366، ص. 259.)
10- أبو سعيد خلف مولى جعفر الفتى المقرئ، المعروف بابن الجعفري، من سكان قرطبة. لم يرد ذكر تاريخ ولادته. توفي سنة 425 ه. أو 429 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 381، ص. 266.)
11- أبو محمد، أو أبو سعد، خلف بن علي بن ناصر بن منصور البلوي السبتي، من سكان قرطبة. لم يذكر ابن بشكوال تاريخ ولادته. توفي سنة 400 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 408، ص. 281.)
12- أبو عبد الملك راشد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم، من أهل قرطبة. لم يرد ذكر تاريخ ولادته. توفي سنة 404 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 429، ص. 295.)
13 - أبو عثمان سعيد بن ادريس بن يحي السلمي المقرئ، من سكان قرطبة. ازداد سنة 349 ه. و توفي سنة 428 ه.(الجزء الأول، ترجمة رقم 504، ص. 343.)
14- أبو العلاء صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغدادي، من سكان قرطبة. لم يذكر ابن بشكوال تاريخ ولادته. توفي سنة 410 ه. أو 417 ه. (الجزء الأول، ترجمة رقم 546، ص. 371.)
15- أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد خالد بن خالد بن يزيد اليسري الأزدي العتكي المصري، من سكان قرطبة. ازداد سنة 333 ه. و توفي سنة 410 ه. (الجزء الثاني، ترجمة رقم 762، ص. 519.)
16- أبو عبد الله محمد بن معافى بن صميل، من سكان قرطبة. لم يرد ذكر تاريخ ولادته. توفي سنة 410 ه. (الجزء الثاني، ترجمة رقم 1103، ص. 736.)
17- أبو عبد الله محمد بن يحي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن داود التميمي، المعروف بابن الحذاء، من أهل قرطبة. ازداد سنة 347 ه. و توفي سنة 416 ه. (الجزء الثاني، ترجمة رقم 1111، ص. 740.)
18- أبو عبد الله محمد بن فتحون بن مكرم التجيبي النحوي، من أهل قرطبة. لم يرد ذكر تاريخ ولادته و تاريخ وفاته. ( الجزء الثاني، ترجمة رقم 1140، ص. 758.)
19- أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الأموي النجاد، من أهل قرطبة. ولد بعد سنة 350 ه. و توفي سنة 429 ه. ( الجزء الثاني، ترجمة رقم 1145، ص. 761.)
20- أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد البكري، المعروف بابن ميقل، من سكان قرطبة، ولد سنة 362 ه. و توفي سنة 436 ه.(الجزء الثاني، ترجمة رقم 1163، ص 770.)
21- أبو الوليد هشام بن غالب بن هشام الغافقي الوثائقي، من أهل قرطبة. ولد سنة 357 ه. و توفي سنة 438 ه. (الجزء الثالث، ترجمة رقم 1446، ص.937.)
لا يوضح ابن بشكوال ما إذا كان العلماء الذين أوردنا أسمائهم قد غادروا قرطبة فرادى أو بشكل جماعي. و لكن السياق الذي وردت فيه المعلومات المقتضبة عن هجراته يفيد بأنهم قاموا بذلك فرادى. فابن بشكوال يستعمل عبارات تؤكد ذلك من قبيل عبارة "خرج في الفتنة"[8] . أو عبارة "جلا عن قرطبة إذ وقعت الفتنة"[9] . و مع ذلك فنشير الى أنه ليس من المستبعد أن يكون حصل اتفاق بين عالمين، و قررا الخروج من قرطبة معا في وقت واحد. و نذهب الى هذا الاعتقاد انطلاقا من ثلاث اعتبارات :
- أولا : لأن ظاهرة الهجرة حدثت عموما على شكل موجة بين سنتي 400 و 404 للهجرة. و هذا ما يستشف من كلام ابن بشكوال في سياق ترجمته لأبي عمر أحمد بن عفيف بن عبد الله بن مريول. حيث يذكر أنه "(...) خرج من قرطبة فيمن خرج عنها لما وقعت الفتنة"[10].
- ثانيا : لأن العديد من العلماء الذين أوردنا أسماءهم خرجوا من قرطبة في وقت متزامن تقريبا. فأبو عمر أحمد بن محمد بن سعيد الأموي "خرج من قرطبة في أول الفتنة، أي سنة 399-400 ه. و هي السنة التي خرج فيها أيضا أبو محمد، أو أبو سعيد، خلف بن علي بن ناصر البلوي السبتي[11]. أما أبو القاسم حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي، فقد رحل عن قرطبة سنة 402 ه.[12] و هي نفس السنة التي هاجر فيها أبو عبد الله محمد بن معافى بن صميل[13].
ثالثا- لأن عددا من العلماء المهاجرين توجهوا الى نفس مراكز الاستقبال بعد خروجهم من قرطبة؛ كما هو الشأن مثلا بالنسبة لأبي العباس أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرج اللخمي اﻹقليشي و أبي عبد الله محمد بن معافى بن صميل و أبي عمر أحمد بن يحي بن أحمد بن سميق الذين اختاروا التوجه إلى طليطلة[14].
لم يكن هم ابن بشكوال تقديم معلومات ضافية عن هجرة أولائك العلماء رغم أنها تندرج ضمن صميم الترجمة لهم، و لذلك فان الإشارات التي يمدنا بها لا تفيد ما اذا كان العلماء
المهاجرون قد خرجوا من قرطبة بمفردهم أم اصطحبوا معهم أفراد أسرهم. فقد كانوا كلهم متزوجين فيما يبدو انطلاقا من كنية كل واحد منهم. فهذا أبو العباس و الآخر أبو بكر و ذاك أبو عبد الله... و انطلاقا أيضا من المعلومات القليلة التي يقدمها عن بعضهم. فقد أورد في معرض ترجمته لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد البكري، المعروف بابن ميقل، أنه "سكن قرطبة من صباه، و تفقه فيها، و نكح بها"[15]. كما أورد و هو يعرف برئيس المحدثين بقرطبة أبا علي حسين بن محمد بن أحمد الغساني أنه ولد بمدينة جيان سنة 427 ه. بعد أن نزلها أبوه و أمه عقب خروجهما من الزهراء في الفتنة.[16] و حين اشتد عوده و شرع في طلب العلم، قدم إلى قرطبة و استقر بها للسماع بها من كبار علمائها أمثال أبي العاصي حكم بن محمد الجذامي و أبي عمر بن عمر بن عبد البر.
و من ثم، فالغالب على الظن أن جميع العلماء الذين أوردنا أسماءهم اصطحبوا معهم أفراد أسرهم حين خرجوا من قرطبة، و يحتمل أيضا أن يكون أحد العلماء قد ترك أفراد أسرته بقرطبة ليلتحقوا به بعد حين بمركز الاستقبال، ليكونوا هم الآخرين في مأمن من الأحداث الدامية التي كانت حاضرة الأندلس مسرحا لها كما سنوضح بعد حين. و لأنهم لم يكونوا متيقنين بأنهم سيعودون مجددا إلى قرطبة.
تفيد المعلومات التي يقدمها لنا ابن بشكوال بأن الغالبية الساحقة من العلماء الذين اضطروا لمغادرة قرطبة بمناسبة أحداث الفتنة لم يعودوا إليها. فلائحة العلماء الذين أوردنا أسمائهم لا تتضمن سوى اسمي عالمين قدر لهما أن يعودا إلى قرطبة. و هما أبو عمر أحمد بن محمد بن يحي بن أحمد بن محمد بن داود التميمي و أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الأموي النجاد.
فالأول عاد إلى قرطبة "في أخر عمره"[17] كما يقول ابن بشكوال، بعد سنوات طوال قضاها بين سرقسطة و ألمرية و طليطلة. و حين عاد اشتغل مدة متصرفا بين مدينتي اشبيلية و قرطبة حتى تاريخ وفاته سنة 467 ه. و إذا افترضنا انطلاقا من عبارة "أخر عمره" بأنه عاد إلى قرطبة سنة 460 ه. فقد يكون قضى حوالي ستين (60) سنة بعيدا عن قرطبة. لأنه غادرها حين "وقعت الفتنة و افترقت الجماعة"، أي حوالي سنة 400 ه. أو بعدها بقليل.و إذا علمنا بأنه ولد سنة 380 ه.، فمعنى ذلك أنه خرج من قرطبة شابا ابن عشرين أو اثنين وعشرين سنة وعاد إليها شيخا. و رغم ذلك لم يقدرله أن يلقى ربه بقرطبة. إذ توفي بإشبيلية. و تمت مواراة جثمانه بمقبرة الفخارين.[18]
و الثاني قدر له هو الآخر أن يعود إلى قرطبة بعد أن استوطن الثغر و أقرأ الناس به دهرا كما يقول ابن بشكوال[19]. و قد كان أكثر حظا من الأول. حيث كتب له أن يتوفى و يدفن بقرطبة في صدر ذي القعدة سنة 429 ه. و لكننا لا نملك، مع الأسف، أية إشارة تساعد على تحديد المدة الزمنية التي قضاها بعيدا عن قرطبة. و كل ما نملكه من معطيات هو أنه ولد بعد سنة 350 ه. بقليل.[20] أخذ القراءة عن علماء قرطبة. ثم أصبح بدوره يقرأ الناس بمسجدها حتى اضطر أن يخرج عنها إلى الثغر عند بداية الفتنة. و من المحتمل جدا أن يكون قد عاد الى قرطبة حوالي أواخر سنة 422 ه. بعد أن أخذ الأمن يستتب في المدينة. و بذلك فقد يكون قضى في الثغر حوالي عشرين أو اثنين و عشرين سنة.
و انطلاقا من المعطيات التي أمدنا بها ابن بشكوال يتضح بأن واحدا فقط من العلماء الذين اضطروا للهجرة هو الذي قدر له أن يعود إلى قرطبة و يتوفى و يدفن بها، أما الآخرون فلم يقدر لهم ذلك. إذ توفوا و دفنوا بعيدا عن أم المدائن في مدن أخرى كإشبيلية و طرطوشة وطليطلة و ميورقة ومرسية و سرقسطة و طليطلة.
و تفيدنا نفس المعطيات بأن ثلاثة من العلماء المهاجرين توفوا خارج الأندلس. و ينطبق هذا الأمر على علماء أندلسيين من أهل قرطبة، و على علماء قدموا إلى الأندلس من مراكز أخرى بدار الإسلام و سكنوا قرطبة. و العلماء المعنيون هم أبو عمر أحمد بن محمد بن سعيد الأموي، و هو من أهل قرطبة. خرج عنها في الفتنة و استقر باشبيلية التي خرج منها إلى المشرق بنية الحج. فسار إلى بيت المقدس و بها توفي.[21] و أبو العلاء صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغدادي. الذي قدم من المشرق و سكن قرطبة. ثم اضطر لمغادرتها بمناسبة أحداث الفتنة. و قصد صقلية التي سكنها و توفي بها حوالي سنة 410 ه. أو 417 ه.[22] و أبو القاسم الأزدي العتكي المصري الذي قدم من مصر و سكن قرطبة إلى أن وقعت الفتنة. فخرج من قرطبة و عاد إلى مصر التي توفي بها سنة 410 هجرية.[23]
و تعني هذه المعطيات من وجهة نظر البحث في حركات الهجرة بأن المهاجرين تفرقوا في أنحاء عدة بعد خروجهم من قرطبة..و قطعوا مسافات تتراوح بين مئات الكلمترات
و ألاف الكلمترات. و لتوضيح هذا الأمر نذكر بأن بعض الحواضر التي استقبلت عددا من المهاجرين مثل اشبيلية و طليطلة تفصل بينها و بين قرطبة مسافات طويلة (بالنظر إلى وسائل النقل آنذاك). فإشبيلية تبعد عن قرطبة بثلاث مراحل،[24] و أن المسافة الفاصلة بينهما تقدر بثمانين ميلا[25]. (حوالي 148كلم)[26]. أما طليطلة فتبعد عن قرطبة بتسع مراحل[27] . وتبلغ المسافة الفاصلة بينهما 225 ميلا[28] (حوالي 416 كلم).
و يبدو أن عملية قطع هذه المسافات كانت أمرا طبيعيا بالنسبة للعلماء، لأن السفر و الرحلة كانا جزءا من نمط حياتهم. فقد اشتهر علماء بلاد المغرب و الأندلس بتحركهم الدائم في اتجاه المشرق لطلب العلم أو /و لأداء فريضة الحج. و من ثم، يمكن اعتبارهم في نظر المهتم بالبحث في حركات الهجرة أكثر أفراد المجتمع بعد التجار ممن يتوفر لديهم استعداد دائم للهجرة (la prédisposition à migrer). و هذا ما يعبر عنه ابن بشكوال في عدة مواضع من مصنفه. حيث يذكر و هو يعرف بالمترجم له أنه "سائح"[29]. أو "كان سائحا في الأرض، لا يأوي إلى وطن"[30]. أو "كان دائم التجول في الأمصار"[31].
و لا نحتاج إلى التأكيد بأن السفر و الرحلة كانا ينطويان على كثير من العناء و المكابدة بالنظر إلى وسائل النقل التي كانت مستعملة خلال العصر الوسيط ، كما أشرنا إلى ذلك فيما مضى، و بالنظر أيضا إلى طبيعة الأوضاع السياسية و العسكرية التي كانت سائدة في الأندلس عند مطلع القرن الخامس الهجري. فالخروج من قرطبة بعد اندلاع شرارة الفتنة كان في حد ذاته مغامرة. و قد قام بهذه المغامرة و نجح فيها العلماء الذين أوردنا أسماءهم ضمن لائحة المهاجرين، باستثناء أبا عبد الملك راشد بن إبراهيم الذي ألت مغامرته للفشل، حيث ذبح في الطريق بعد خروجه من قرطبة في اتجاه الجوف.[32]
و الراجح أن العلماء المهاجرين كانوا أوفر حظا إذ أتيحت لهم إمكانية المكابدة و المعاناة اللتان لاشك أنهم نسوها أو تناسوها بعد استقرارهم بالحواضر التي هاجروا إليها. أما زملاء آخرون لهم، و ما أكثرهم،فقد لقوا حتفهم[33] في الاضطرابات التي شهدتها قرطبة بمناسبة أحداث الفتنة. و هذا ما سيقودنا لتبيان دواعي هجرات علماء قرطبة عند مطلع القرن الخامس الهجري. و بالتالي، توضيح الأسباب التي دعتنا إلى نعتها بكونها هجرات قسرية.
لم يتطرق ابن بشكوال لتلك الدواعي. إذ اكتفى و هو يعرف بالعلماء الذين اضطروا للخروج من قرطبة بترديد عبارة "خرج من قرطبة في الفتنة". و قد انتقل إلى مستوى أعلى من التوضيح حين أورد في معرض ترجمته لأبي عمر أحمد بن محمد (ابن الحذاء) قوله : "جلا عن وطنه إذ وقعت الفتنة و افترقت الجماعة"[34]. و هو إذ اكتفى بهذه الإشارات و لم يوضح أكثر، فان همه لم يكن استعراض جوانب من تاريخ الأندلس السياسي و الاجتماعي، وإنما الترجمة لعلماء و فقهاء عاشوا خلال فترة معينة كما بينا ذلك بمناسبة حديثنا عن موضوع كتاب الصلة. و مع ذلك يستحق ابن بشكوال كل التنويه لأنه أحالنا على المظهرين السياسي و الاجتماعي لأحداث مطلع القرن الخامس الهجري.
و من ثمة، فان الوقوف على ذينك المظهرين، و لو بإيجاز، يستدعي الاعتماد على مؤلفات
أخرى أهمها الحوليات أو كتب التاريخ العام. و لكن لن نقوم بذلك. و لن نخرج عن إطاركتب التراجم، لأن المكتبة الأندلسية تتضمن لحسن الحظ مصنفا أخر يندرج ضمن الصنف. وضعه أبوعبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله الحميدي[35] الذي عاصر تلك الأحداث[36]. فتناول مظاهرها السياسية و الاجتماعية بإبجازضمن الجزء الأول الذي خصصه لاستعراض تاريخ الأندلس من خلال التعريف بقادتها و ولاتها منذ الفتح حتى بداية الفتنة.
انطلقت شرارة تلك الفتنة حسب رواية الحميدي[37] عندما استصدر عبد الرحمن بن محمد بن أبي عامر من الخليفة القاصر و المحجور عليه هشام بن الحكم أمرا أصبح بموجبه وليا للعهد. فأثارهذا الإجراء حفيظة محمد بن هشام بن عبد الجبار أحد أحفاد عبد الرحمن الناصر الذي استنفر عددا من المؤيدين لأسرة بني أمية. فاستغلوا غياب عبد الرحمن بن محمد في إحدى الغزوات،وقاموا بما يشبه عملية انقلاب يوم الثلاثاء 16 جمادى الآخرة سنة 399 ه.. حيث هاجموا قصر قرطبة و خلعوا الخليفة الشرعي ومكنوا محمد بن هشام من السلطة،التي انفرد بها لبضعة أشهر. اضطر خلالها إلى مواجهة حركة تزعمها هشام بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر الذي ألب البربر الناقمين على محمد بن هشام الذي شرع منذ توليه السلطة في التنكيل بهم.
فأخذ الصراع طابعا عرقيا بين طائفة العرب الأندلسيين و العناصر البربرية. و تفجر في مواجهة عسكرية أولى بين الطرفين حدثت يومي خامس و سادس شوال سنة 399 هجرية. انتهت بهزيمة العناصر البربرية ومقتل هشام بن سليمان. فاتجه الناجون من تلك العناصر إلى ضواحي قرطبة. حيث عينوا على رأسهم سليمان بن الحكم بن سليمان ابن أخ هشام السالف الذكر.
و استجمعوا قواتهم. و استعانوا ببعض المحاربين المسيحيين. و عادوا ثانية إلى قرطبة التي خرج أهلها للدفاع عنها في جبل قنليش (أو قنتيش). فسقط منهم ما يزيد على العشرين ألفا كما يذكر الحميدي[38]. من بينهم العديد من العلماء و الفقهاء و أئمة المساجد. بينما فر محمد بن هشام إلى طليطلة. حيث استجمع هو الآخر قواته التي انضم إليها الصقالبة بزعامة واضح الفتى العامري والي الثغر الأعلى و مقاتلون من المدن التي ظلت موالية له. و دعمها ببعض المحاربين المسيحيين. و زحف على قرطبة محاولا استردادها. فتم له ذلك بعد هزيمة سليمان بن الحكم في موقعة عقبة البقر بضواحي قرطبة في منتصف شهر شوال من سنة 400 هجرية. و لكن محمد بن هشام لم يستفد من نصره. إذ تم اغتياله بعد أشهر معدودة على يد أبرز حلفائه الفتى العمري واضح الذي أعاد هشام بن الحكم إلى سدة الحكم رغبة منه في إرضاء العناصر البربرية و حسم الصراع.
و رغم هذا التحول، فقد ظل هؤلاء يعملون بزعامة سليمان بن الحكم على توطيد وجودهم بعدة مدن أندلسية. ثم عادوا إلى قرطبة التي ضربوا عليها الحصار. و ضيقوا على أهلها. ثم اقتحموها في مطلع شوال من سنة 403 ه.
و لم يهدأ الوضع. بل تواصلت عمليات التصفية الجسدية و المواجهات العسكرية بين العناصر العربية والعناصر البربرية. و تأجج لهيبها أكثر بانضمام أطراف و عناصر أخرى من بعض المدن الأندلسية إلى الصراع الدائر بقرطبة. و لم تخف حدة الاضطرابات نسبيا إلا ابتداء من منتصف شهر ذي الحجة سنة 422 هجرية؛ حين تم إعلان النهاية الرسمية لمؤسسة الخلافة. وافترقت الجماعة.و أصبحت الأندلس و الجزائرالتابعة لها مجالا لأكثرمن عشرين دولة، عرفت منذئذ بدول الطوائف.
و كان من الطبيعي أن يتأثر العلماء و الفقهاء بهذه الأحداث. فمنهم من شارك في تفعيلها بالقول أو الفعل من خلال انضمامه إلى هذا الطرف أوذاك من أطراف الصراع. فقتل البعض
و تعرض الناجون للتهديد و الوعيد . و من العلماء من أثر العافية و لم يناصر أحدا. و في ضوء هذه الأحداث وجد نفر من العلماء و الفقهاء أنفسهم مكرهين على الخروج من قرطبة. و في هذا السياق تمت هجرات العلماء الذين أوردنا أسمائهم.

[1]- Georges Tapinos, Eléments de démographie. Analyse, déterminants socio-économiques et histoire des popu-
lations, Paris, A. Colin, 1985, pp. 154-155.

[2]- للاطلاع على ترجمته الوافية نحيل القارئ على مقدمة النسخة التي حققها إبراهيم الأبياري؛ و التي صدرت عن دار الكتاب المصري (القاهرة)
و دار الكتاب اللبناني (بيروت) سنة 1989 في ثلاثة أجزاء.

[3]- قام بتحقيقه لأول مرة المستشرق الاسباني فرنسسكو كوديرا و نشره بمدريد سنة 1831. و قد تلت هذا التحقيق عدة تحقيقات و نشرات أخرها
تحقيق إبراهيم الأبياري الصادر عن دار الكتاب المصري بالقاهرة و دار الكتاب اللبناني ببيروت سنة 1980 في جزأين.

[4]- استعملنا هذه العبارة لأن ابن بشكوال لم يذكر تواريخ وفاة بعض المترجم لهم.

[5]- نعتمد في هذا العرض على النسخة التي حققها إبراهيم الأبياري؛ و التي أحلنا عليها في الهامش الثاني.

[6]- نشير إلى أننا استلهمنا بعض هذه الأسئلة من دراسة :
Bernard Mumpassi Lututala, « Les migrations africaines dans le con****e socio-économique actuel, une revue critique des modèles explicatifs », in La sociologie des populations, livre dirigé par Hubert Gérard et Victor Piché, Montréal , Presses de l’Université de Montréal, 1995, pp.391-416.

[7]- تفاديا لأي التباس لم نسجل في هذه اللائحة سوى أسماء العلماء الذين يربط ابن يشكوال خروجهم من قرطبة بالفتنة التي اندلعت ابتداء من شوال 399 هجرية.

[8]- الصلة، الجزء الأول، ص. 65. و كذلك ص. 71 و ص. 75 و ص. 102 من نفس الجزء.

[9]- نفس المصدر، و نفس الجزء، ص. 110.

[10] - نفس المصدر و نفس الجزء، ص.75.

[11] - نفس المصدر و نفس الجزء، ص. 86 و ص. 281.

[12]- نفس المصدر و نفس الجزء، ص. 253.

[13]- نفس المصدر، الجزء الثاني، ص.736.

[14]- نفس المصدر، الجزء الأول، ص. 66 و ص. 102 و الجزء الثاني، ص. 736.

[15]- نفس المصدر، الجزء الثاني، ص. 771.

[16]- نفس المصدر، الجزء الأول، ص. 233.

[17]- نفسه، ص.110.

[18]- نفسه، ص. 111.

[19]- نفس المصدر، الجزء الثاني، ص.761.

[20]- نفس المصدر و نفس الجزء و نفس الصفحة.

[21]- نفس المصدر، الجزء الأول، ص.86. نشير إلى أن ابن بشكوال لم يذكر تاريخ وفاته.

[22]- نفس المصدر و نفس الجزء، ص.371.

[23]- نفس المصدر، الجزء الثاني، ص.519.

[24]- انظر أبا عبد الله محمد بن محمد اﻹدريسى(توفي سنة 540ه.)، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، تحقيق مجموعة باحثين، مكتبة الثقافة الدينية ،
بور سعيد، بدون تاريخ، المجلد الثاني، ص. 573.

[25]- نفسه، ص. 580.

[26]- على أساس أن الميل الواحد يعادل 1.848 كلمترا. أنظر في هذا الشأن كتاب محمد ضياء الدين الريس، الخراج و النظم المالية للدولة الإسلامية،
دار الأنصار، القاهرة، 1977، ص. 300 و كذلك كتاب عبد القادر زلوم،الأموال في دولة الخلافة،دار العلم للملايين، بيروت، 1983، ص. 59.

[27] - الإدريسي، نزهة المشتاق...، مصدر سبق ذكره، المجلد الثاني، ص.536.

[28]- لا يورد الإدريسي هذا الرقم. و لكننا استنتجناه انطلاقا مما يقوله عن المرحلة و عن الميل في الصفحة 581 من المجلد الثاني.

[29]- ابن بشكوال، الصلة،مصدر سبق ذكره، الجزء الأول، ص. 167.

[30]- نفس المصدر و نفس الجزء، ص. 281.

[31]- نفس المصدر، الجزء الثاني، ص. 646.

[32]- نفسه، الجزء الأول، ص. 296.

[33]- من بينهم على سبيل المثال لا الحصر أبو عمر أحمد بن بريل المقرئ الذي استشهد بعقبة البقر صدر شوال سنة 400 ه. و أبو عمر أحمد بن محمد بن مسعود، و أبو القاسم خلف بن سلمة، و أبو الوليد عبد الله بن محمد بن نصر الأزدي (المعروف بابن الفرضي) الذين قتلوا يوم "دخل البربر قرطبة" في شوال سنة 403 هجرية. أنظر في هذا الشأن كتاب الصلة، الجزء الأول، ص. 50، و ص. 59، و ص.260، و ص.391. و كذلك نماذج أخرى يتضمنها نفس الجزء و الجزءان الثاني و الثالث.

[34]- نفس المصدر، الجزء الأول، ص. 110.

[35]- نقصد هنا كتاب "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس و أسماء رواة الحديث و أهل الفقه و الأدب و ذوي النباهة و الشعر". الذي نشره محمد عزة العطار الحسيني و قام بتصحيحه و تحقيقه محمد بن تاويت الطنجي. و صدر عن مكتبة الخانجي بالقاهرة سنة 1952.

[36]- توفي سنة 488 هجرية. فعاصر تلك الأحداث زمانيا. كما عاصرها مكانيا ، لأنه كان مستقرا ساعة حدوثها بقرطبة. و اضطر بعد اندلاعها إلى مغادرة الأندلس إلى أرض العراق التي ألف فيها الكتاب المذكور

[37]- أنظر نص تلك الرواية في الصفحات 17-34 من الكتاب.

[38]- أنظر جذوة المقتبس...، ص.18.

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لعلماء, مطلع, الخامس, الهجرات, الهجري, القرن, القسرية, عند, قرطبة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الهجرات القسرية لعلماء قرطبة عند مطلع القرن الخامس الهجري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حذف اسم مسجد قرطبة عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 12-17-2014 07:46 AM
تأثير إجازة ناسا القسرية Eng.Jordan أخبار منوعة 0 10-02-2013 09:12 PM
منهج الكتابة التاريخية في القرن السابع الهجري الثالث عشر ميلادي: ابن الأثير أنموذجاً Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 1 03-01-2013 06:22 PM
أفارقة في المدينة الوجود الإفريقي في المدينة المنورة في القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 11-15-2012 07:16 PM
المجتمع الأوربي في عصر الإقطاع من القرن 9 م إلى القرن 14 م Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 01-29-2012 07:38 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59