هل يشكل النمو الديموغرافي لعرب الـ 48 خط على الكيان ان الصهيوني؟؟

أغرب , الديموغرافي , الصهيوني؟؟ , الـ , النمو , الكيان , يشكل , على

ميرفت عوف

تعتبر الحركة الصهيونية أن أهم شيء لحفظ اسرائيل هو ضمان أغلبية يهودية في فلسطين، وأخيراً شكَّل العامل الديموغرافي والتعداد السكاني لإسرائيل من حيث نسبة السكان اليهود في الدولة العبرية مقابل نسبة المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة العام >1948< إحدى أهم القضايا التي أكدت تصريحات الحاخامات والمسئولين أنها تقض مضاجع المؤسسة الإسرائيلية، وخصوصا في ظل استمرار ارتفاع نسبة الفلسطينيين في الداخل إلى درجة هدد فيها الميزان الديموغرافي العام للدولة العبرية التي تخشى من فقدان أغلبيتها اليهودية·


في العام 2000 م نشر أستاذ الجغرافيا اليهودي في جامعة حيفا >أرنون سوفير< دراسة مستفيضة عنوانها >إسرائيل: ديموغرافيا 2000 ـ 2020م أخطار وإمكانات<، وكان أبرز ما توصل له أن 42% فقط من اليهود، مقابل 58% من العرب سيعيشون في المنطقة الواقعة بين الأردن والبحر في سنة 2020م، من مجموع 15.2 مليون نسمة، واقترح في دراسته الفصل حتى لا يختفي الكيان الصهيوني عن الخريطة خلال سنوات، وكانت استنتاجات تلك الدراسة كفيلة بأن تحفِّز >أرييل شارون< مراجعة خرائط >سوفير< حول الفصل المقترح في الدراسة، كما كانت تلك الوثيقة بمثابة الشعلة التي تولت بعدها نار محاربة الوجود العربي الديموغرافي في أراضي الـ>48< على وجه الخصوص·





كما أدى مؤتمر هرتسليا السنوي المسمى >مؤتمر ميزان المناعة والأمن القومي< وهو مؤتمر ي*** إليه الخبراء والمختصون اليهود من جميع أنحاء العالم لمناقشة الأخطار التي يتعرض لها الكيان الصهيوني ويضع السياسات الأمنية والاستراتيجية المستقبلية للحفاظ على هذا الوجود غير الشرعي في أرض فلسطين دوراً مهماً في تلك المحاربة ، فعندما نأتي لأهم ما نوقش في هذا المؤتمر، نذكر أن الخطر الذي يشكله فلسطينيو الأراضي المحتلة العام 1948كان الأهم الذي اعتبره زعماء المؤتمر أكبر خطر يتهدد مستقبل الدولة العبرية، وفيه أيضاً ناقش الخبراء اليهود الخطوات التي يجب اتباعها لمواجهة هذا التهديد الجديد·
ويقترح >إسحاق رابيد< ـ الباحث في مركز الأبحاث العسكرية >رفائيل< ـ انتهاج سياسة صارمة لتحديد نسل المسلمين في الأراضي المحتلة العام >1948<، واستخلاص العبر في ذلك من النهجين المصري والإيراني، وادَّعى هذا الباحث أن غرف الولادة في مستشفى >سوروكا< في >بئر السبع< تحولت إلى مصنع لتوليد الفئات الضعيفة، في إشارة إلى عرب النقب·
مواقف وآراء
مباشرة بعد سماع تصريحات >بنيامين نتنياهو< الذي وصف عرب >1948< خطراً ديمغرافياً أبدى النائب >أحمد الطيبي< ـ الذي حضر حينها اجتماعاً رسمياً في الصين ـ امتعاضه واستنكاره لكلام >بنيامين نتنياهو<·


وأكد د·>الطيبي< في تصريح لـ>الوعي الاسلامي< أن القنبلة الديمغرافية لـ>نتنياهو< هي نتنة وقميئة، وتتعامل مع العربي ونسله ورحمه، كقنابل موقوتة يجب محاربتها، وأضاف: نحن السكان الأصليون وملح هذه الأرض وليس >نتنياهو< و>ليبرمان< وأمثالهم·
ويقول >صالح النعامي< ـ الخبير في الشؤون الإسرائيلية في حديث خاص ـ لـ>الوعي الاسلامي<: إن ما فجره وزير المالية الإسرائيلي >بنيامين نتنياهو< الذي اعتبر الأقلية العربية الخطر الديموغرافي الحقيقي على الدولة العبرية والذين سيمثلون في العام 2020 م 40% من سكان الدولة العبرية يعني لدى اليهود أن هؤلاء لهم حق التصويت وحق الانتخاب والترشيح، والأخطر تشكيل الأحزاب في مقابل أحزاب يهودية معدودة، ويضيف هذا ما يعني من وجهة نظر >نتنياهو< وغيره أن الفلسطينيين سيشكلون قوة مهمة جداً ومؤثرة في صنع القرار، وقد يتطور الأمر ويشكلون حكومة في هذا الكيان، ويؤكد النعامي أن هذا كلام خيالي، موضحا أن أسباب تزايد النمو الديموغرافي لعرب الـ>1948< جاء نتيجة زيادة النمو الطبيعي في مقابل انخفاضه عند السكان اليهود وتراجع الهجرة بشكل كبير، بل وزيادة نسبة الهجرة العكسية من دولة الكيان لتدهور الوضع الأمني في الأراضي المحتلة، إضافة إلى سوء الوضع الاقتصادي·
ويوضح النعامي أن ما ضاعف من ذلك هجرة رؤوس الأموال والكفاءات اليهودية الاقتصادية، ففي العام 2003م هاجرت ثلث مصانع التكنولوجيا وانتقلت إلى أميركا، ويشير >النعامي< إلى أنه في ظل انخفاض تعداد اليهود الموجودين في فلسطين، توالت الاقتراحات، ومن ضمن ذلك اقتراح للسماح بتهويد الموجودين في الدولة العبرية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الأزمة التي تعيشها الدولة العبرية، ومن ضمن ذلك تهويد العمال الأجانب الذين تستقدمهم إسرائيل للعمل في مجالات البناء والصناعة·
إحصاءات
يستمر ارتفاع نسبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة العام >1948م< إلى درجة ترعب الدولة العبرية التي تخشى من فقدان أغلبيتها اليهودية كما ذكرنا سالفاً·

وتشير آخر الإحصاءات إلى أن تعداد السكان العرب الفلسطينيين في الدولة العبرية بلغ في نهاية العام 2002، نحو 1,26 مليون نسمة، وهم يشكلون نسبة 19% من مجمل السكان في تلك الدولة·
وتؤكد معطيات نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، أن نسبة الزيادة الطبيعية لدى اليهود بلغت خلال العام الماضي 1,4%، في حين بلغت لدى المسلمين 3,4%، ولدى المسيحيين 1,3%، ولدى الدروز 2,1%· ويتبين من المعطيات المذكورة أن التعداد الكلي لسكان إسرائيل بلغ في نهاية العام 2003م 6,631 مليون نسمة·
وتوضح المعطيات أن السكان اليهود في إسرائيل هم >الأكبر سناً< من بين المجموعات الإثنية الأخرى، إذ إن 12% من اليهود يبلغون 65 سنة فما فوق، وبالمقابل فإن السكان العرب هم >الأصغر سناً<، إذ يشكل أبناء 65% فما فوق أقل من 3%· ويبلغ تعداد الأولاد تحت سن 14 سنة نحو 25,5% لدى اليهود، بينما تصل النسبة لدى العرب إلى نحو 43,2%، و بالنسبة لمعدل تعداد الأولاد في العائلة، فإن معدل تعداد أولاد العائلة اليهودية بلغ 3,1 بينما بلغ معدل تعداد الأولاد في العائلة العربية 5.1 ·
الهجرة
تعتبر الهجرة من أهم العوامل التي تعمل على رجحان كف الميزان الديموغرافي لصالح الفلسطينيين في الأراضي المحتلة العام >1948<، وإذا ما عرجنا على العامل الأهم في الزيادة بالنسبة لدول العالم وهو النمو الطبيعي فنذكر أن المعهد المركزي للإحصاء في دولة الكيان أكد أن تعداد سكان الدولة العبرية يبلغ 6ر6 مليون نسمة، وأن النمو السكاني بلغ خلال العام 2002 ما يقرب من 127 ألف شخص أي 1.9%، وهي النسبة الأدنى منذ العام 1990 بحسب المعطيات الرسمية، أما الهجرة وهي الأكثر تأثيراً، فقد أكدت التقارير أن العام 2002 شهد تراجعاً في تعداد المهاجرين إلى إسرائيل، حيث وصل التعداد الإجمالي إلى 34 ألف شخص فقط (بينهم نحو تسعة آلاف من غير اليهود) مقابل 44 ألفاً من المست***ين في العام 2001، علماً أن العام 2001 كان قد شهد أيضاً انخفاضاً في تعداد المهاجرين بسبب استمرار >انتفاضة الأقصى<، والتراجع الحاصل على المستويين الاقتصادي والأمني في إسرائيل، وهذا ما أكده >صالح النعامي< الخبير في الشؤون الإسرائيلية في حديثه مع >الوعي الاسلامي<·
ونختم تحقيقنا بما ألمح به الناطق باسم الوكالة اليهودية (الهيئة شبه الحكومية المكلفة بهجرة يهود الشتات لوكالة الأنباء الفرنسية) >ياكيليفيتش< أنه بانخفاض الهجرة اليهودية سيصبح عرب إسرائيل >فلسطينيو 48< وفلسطينيو الأراضي المحتلة يشكلون الأغلبية في أقل من 10 سنوات، وفق التوقعات الديموغرافية·

المصدر: ملتقى شذرات