#1  
قديم 04-08-2015, 08:00 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,044
ورقة صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا


صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا
ــــــــــــــ

(عزمي إبراهيم عزيز)
ـــــــــــ

19 / 6 / 1436 هــ
8 / 4 / 2015 م
ــــــــــ

05.jpg


صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا
-------------------

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هوإلا وحي يوحى أما بعد. فهذه فوائد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: (صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)
.رواه البخاري
♦♦♦♦♦♦

شرح الكلمات:
--------

بواسير: جمع باسور هو ورم في المقعد وعند الأطباء نفاظات يحدث فيها تمدد وريدي وتكون في الشرج تحت الغشاء المخاطي.

المعنى الإجمالي:
-----------

قوله ( صل قائما فان لم تستطع ) المراد بذلك صلاة الفرض لان صلاة النفل يجوز ان يصلي فيه قاعدا وان كان قادرا على القيام لكن أجر القاعد حينئذ على النصف من أجر القائم؛ لما روى مسلم (1214) عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( صَلاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا نِصْفُ الصَّلاةِ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو؟! قُلْتُ: حُدِّثْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ قُلْتَ: صَلاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلاةِ، وَأَنْتَ تُصَلِّي قَاعِدًا ! قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ ).

بماذا نعرف عدم الاستطاعة؟
------------------

هل معناه انه لا يمكن ان يعتمد قائما ابدا؟ او معناه انه يستطيع لكن بمشقة شديدة لا يستحضر معها ما يقول في صلاته؟
الجواب: المراد بالمشقة التي توجب اشتغالك عما تقوله في صلاتك يعني إذا كنت لو وقفت شق عليك ذلك مشقة شديدة بحيث لا تدري ما تقول أو إذا وقفت صار في رأسك دوران وما أشبه ذلك فصل قاعدا.

إذا تمكنت أن تصلي قائما على عصا أو مستندا إلى جدار أو إلى عمود هل يلزمك؟
الجواب نعم يلزمك أأأن تستند الى جدار أو نحوه او تعتمد على عصا إذا استطعت أن تقف قائما لكن منحنيا تفعل أو تجلس؟
الجواب: تفعل تقوم ولو منحنيا حتى لو كان انحناؤك كانحناء الراكع تقوم.

ولكن؛ كيف يجلس؟
----------

يجلس متربعا على أليتيه، يكف ساقيه إلى فخذيه ويسمى هذا الجلوس تربعا؛ لأن الساق والفخذ في اليمنى، والساق والفخذ في اليسرى كلها ظاهرة، لأن الافتراش تختفي فيه الساق في الفخذ، وأما التربع فتظهر كل الأعضاء الأربعة.

وهل التربع واجب؟
---------------

لا، التربع سنة، فلو صلى مفترشا، فلا بأس، ولو صلى محتبياً فلا بأس؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فإن لم تستطع فقاعدا ) ولم يبين كيفية قعوده. فإذا قال إنسان: هل هناك دليل على أنه يصلي متربعا؟
فالجواب: نعم؛ قالت عائشة: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا )، ولأن التربع في الغالب أكثر طمأنينة وارتياحا من الافتراش.، ومن المعلوم أن القيام يحتاج إلى قراءة طويلة أطول من قول: ( رب اغفر لي وارحمني ) فلذلك كان التربع فيه أولى؛ ولأجل فائدة أخرى وهي التفريق بين قعود القيام والقعود الذي في محله، لأننا لو قلنا يفترش في حال القيام لم يكن هناك فرق بين الجلوس في محله وبين الجلوس البدلي الذي يكون بدل القيام.

وإذا كان في حال الركوع قال بعضهم: إنه يكون مفترشا، والصحيح: أنه يكون متربعا؛ لأن الراكع قائم قد نصب ساقيه وفخذيه، وليس فيه إلا انحناء الظهر فنقول: هذا المتربع يبقى متربعا ويركع وهو متربع، وهذا هو الصحيح في هذه المسألة " انتهى من "الشرح الممتع" (4/ 461).

• القيام في صلاة الفرض ركن لابد منه، ولا يجوز لأحد أن يصلي قاعدا إلا عند عجزه عن القيام، أو في حال كون القيام يشق عليه مشقة شديدة، أو كان به مرض يخاف زيادته لو صلى قائما فيدخل فيما ذكرنا: المُقْعَد الذي لا يستطيع القيام مطلقا، وكبير السن الذي يشق عليه القيام، والمريض الذي يضره القيام بزيادة المرض أو تأخر الشفاء.

وبين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ضابط المشقة التي تبيح ترك القيام في الفرض، وصفة الجلوس، فقال: " الضابط للمشقة: ما زال به الخشوع؛ والخشوع هو: حضور القلب والطمأنينة، فإذا كان إذا قام قلق قلقا عظيما ولم يطمئن، وتجده يتمنى أن يصل إلى آخر الفاتحة ليركع من شدة تحمله، فهذا قد شق عليه القيام فيصلي قاعدا ومثل ذلك الخائف فإنه لا يستطيع أن يصلي قائما، كما لو كان يصلي خلف جدار وحوله عدو يرقبه، فإن قام تبين من وراء الجدار، وإن جلس اختفى بالجدار عن عدوه، فهنا نقول له: صل جالسا.ويدل لهذا قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ﴾ [البقرة: 239]، فأسقط الله عن الخائف الركوع والسجود والقعود، فكذلك القيام إذا كان خائفا.

وقوله ( فان لم تستطع فعلى جنب ) إذا لم تستطع الصلاة قاعدا فعلى جنب ونقول في عدم الاستطاعة قاعدا كما قلنا في عدم الاستطاعة قائما تصلي على جنب ولكن على أي الجنبين؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ما عين ذلك فيجزئ على الجنب الأيمن وعلى الجنب الأيسر لكن الجنب الأيمن أفضل فإن لم تستطع أن تصلي على جنب يكون مستلقيا فيصلي مستلقيا ورجلاه إلى القبلة فإن لم يستطع أن يصلي يعني لا يقدر أن يومئ براسه ولا بعينه فإنه يصلي بقلبه يقول ( الله أكبر ) ويقرا الفاتحة وما تيسر ويقول الله أكبر وينوي أنه ركع ثم يكبر وينوي أنه رفع لعموم قوله تعالى ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].

الفوائد من الحديث :

1- مشروعية عيادة المريض لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عاد عمران بن حصين.

2- جواز التصريح بما يستحيا منه لنشر العلم يؤخذ من قوله ( كانت بي بواسير ).

3- حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم.

4- أنه ينبغي لكل من نزلت به نازلة أن يسال عن حكم الله في هذه النازلة.

5- وجوب الصلاة على المريض قائما لقوله ( صل قائما ) والمراد الفريضة.

6- النافلة لا يجب فيها القيام.

7- أنه يجب القيام ولو معتمدا على عصا أو على جدار أو على عمود لقوله ( صل قائما ) وهذا يشمل أي صفة تكون في القيام.

8- أن الصلاة لا تسقط عن المريض فيصليها على أي حال كان.

9- إذا عجز عن الأيمن يكون بالأيسر فاذا عجز فعلى الظهر فاذا عجز فعلى البطن.

10- إن صلى الفرض قاعدا لعجزه عن القيام أو مضطجعا لعجزه عن القيام والقعود، فثوابه كثوابه قائما، لم ينقص من أجره شيئا.

11- الذي لا يستطيع القيام في سفينة أو في طائرة أو في سيارة حيث إنه لو قام فإنه يصاب بالاضطراب أو الدوخ ويخشى عليه السقوط أو أن السقف قريب منه لكنه لا يستطيع الخروج ولا يستطيع القيام فهذا يصلي قاعدا وإن كان معافى في جسمه.

12- قال الشَّيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: "الواجب على من صلَّى جالسًا على الأرض أو على الكرسي أن يجعل سجوده اخفض من ركوعه والسُّنَّة له أن يجعل يديه على ركبتيه في حال الركوع أمَّا في السُّجود فالواجب أن يجعلهما على الأرض إن استطاع، فإن لم يستطع جعلهما على ركبتيه، لما ثبت عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال أمرت أن أسجد على سبعة أعظم.

« على الجبهة -وأشار بيده على أنفه- واليدين، والرُّكبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثِّياب والشَّعر» [متفقٌ عليه]. ومن عجز عن ذلك وصلَّى على كرسي فلا حرج في ذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التَّغابن: 16]، وقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «وإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم» [رواه البخاري 7288]" انتهى.

13- سئل فضيلة الشَّيخ بن عثيمين -رحمه الله-: الَّذي يصلِّي على الكرسي في المسجد هل يجعل أرجل الكرسي الخلفيَّة بمحاذاة أرجل المصلِّين أم يجعل أرجله الأماميَّة بمحاذاة أرجل المصلِّين؟ فأجاب -رحمه الله-: "يجعل أرجل الكرسي الخلفيَّة بمحاذاة أرجل المصلِّين".

14- من كان قادراً على القيام ولو مُستنداً الى عصا أو حائط، فترك القيام وصلى جالساً في الفريضة فصلاته باطلة.

15- من ابتدأها وهو يقدر على القيام، ثم طرأ عليه العجز عنه، أو ابتدأها وهو لا يستطيع القيام، ثم قدر عليه في أثنائها، أو ابتدأها قاعدا، ثم عجز عن القعود في أثنائها، أو ابتدأها على جنب، ثم قدر على القعود؛ فإنه في تلك الأحوال ينتقل إلى الحالة المناسبة له شرعا، ويتمها عليها وجوبا؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ فينتقل إلى القيام من قدر عليه، وينتقل إلى الجلوس من عجز عن القيام في أثناء الصلاة... وهكذا.

16- لا تسقط الصلاة مادام العقل موجوداً.

17- لو عجز في أثناء صلاته عن القيام، قعد وبنى؛ أي: أكمل صلاتَه، واحتسب ما صلاه قائمًا.

18- لو قدَر القاعد على القيام لخفة المرض: إذا كان ذلك قبل القراءة؛ أي قراءة الفاتحة، قام وقرأ قائمًا، وكذا إن كان في أثناء القراءة قام وقرأ بقيَّة الفاتحة في حال القيام.

19- يجب التنبيه على أن ما يفعله بعض المرضى ومن تجرى لهم عمليات جراحية، فيتركون الصلاة بحجة أنهم لا يقدرون على أداء الصلاة بصفة كاملة، أو لا يقدرون على الوضوء، أو لأن ملابسهم نجسة، أو غير ذلك من الأعذار، وهذا خطأ كبير؛ لأن المسلم لا يجوز له ترك الصلاة. إذا عجر عن بعض شروطها أو أركانها وواجباتها، بل يصليها على حسب حاله، قال الله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ وبعض المرضى يقول: إذا شفيت؛ قضيت الصلوات التي تركتها، وهذا جهل منهم أو تساهل؛ فالصلاة تصلى في وقتها حسب الإمكان، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها، فينبغي الانتباه لهذا، والتنبيه عليه، ويجب أن يكون في المستشفيات توعية دينية، وتفقد لأحوال المرضى من ناحية الصلاة وغيرها من الواجبات الشرعية التي هم بحاجة إلى بيانها.

20- صلاة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مرضه عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مرضه الَّذي مات فيه: «مروا أبا بكر أن يصلِّي بالنَّاس» وصلَّى النَّبي خلفه قاعدًا [رواه البخاري 713].

والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

---------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
تستطع, فقاعدا, قائما


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انسحاب «صبّاحي» .. لايزال قائما !! Eng.Jordan شذرات مصرية 0 05-15-2014 09:09 AM
راد احدهم أن يختبر الإمام الشافعي في ذكائه قائلا ام زهرة شذرات إسلامية 2 10-25-2013 08:42 PM
الرئيس عباس يخطئ في إسم مرسي ، قائلا "محمد حسني" Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 02-07-2013 09:49 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59