#1  
قديم 04-12-2012, 01:23 PM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي محاسن الصدق ومساوئ الكذب


09.gif



محاسن الصدق ومساوئ الكذب
الصدق مطابقة الخبر للواقع، وهو مطلوب من الإنسان في قوله وعمله واعتقاده، وفي تحقيق مقامات الدين كلها، وقد أمر الله بالصدق في عدة آيات من كتابه، وأثنى على الصادقين فقال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ{[التوبة: 119] وأخبر أنه أعدّ لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا ومدح الصادقين والصادقات.

وقال تعالى: }فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ{[محمد: 21] والصدق عنوان الإسلام وميزان الإيمان وعلامة الكمال، والصدق يهدي إلى البر الجامع لأبواب الخير كلها الموصلة إلى جنات النعيم }إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{[الانفطار: 13] والكذب الممقوت الداعي إلى الفجور الجامع لأبواب الشر كلها المؤدية إلى نار جهنم: }وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ{[الانفطار: 14] .

وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» متفق عليه.

وإذا تعلق الإنسان بشيء وتخلق به عُرف به حقًا كان أو باطلاً، وصار ممدوحًا به أو مذمومًا عليه، وخير ما يمدح به المرء هو الصدق في الحديث وتجنب الكذب، ومن صدق في حديثه مخاطبًا أو مجيبًا وآمرًا وناهيًا وتاليًا وذاكرًا ومعطيًا وآخذًا كان عند الله، وعند الناس صادقًا محبوبًا مكرمًا موثوقًا به، والصادق في عمله بعيد عن السمعة والرياء لا يريد بفعله وتركه إلا الله تعالى، فصلاته وزكاته وصومه وحجه وجهاده ونطقه وصمته وحركته وسكونه كلها لله وحده لا شريك له لا يريد بإحسانه غشًّا ولا خديعة ولا يطلب من أحد غير الله جزاءً ولا شكورًا، لا يخالطه أحد إلا وثق به وأمنه على نفسه وأهله وماله، يرغب الناس في جواره ومعاشرته ومصاهرته، وهو مؤتمن الأحياء ووصي الأموات وناظر الأوقاف وحافظ الودائع، ومؤدي الحقوق إلى ذويها، وبذلك يكون معتبرًا عند الله وعند الناس.

قال صلى الله عليه وسلم: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما» رواه البخاري ومسلم،
فالبركة مقرونة بالصدق والبيان، والتلف والمحق مقرون بالكذب والكتمان والمشاهدة والواقع أكبر دليل على ذلك، لا تجد صادقًا إلا مرموقًا بين الناس بالمحبة والثناء والتعظيم يحوز الشرف وحسن السمعة والاعتبار ويتسابق الناس إلى معاملته وبذلك تتم له سعادة الدنيا والآخرة، وهذا بخلاف الكذب المرذول فكلما أفرط المرء في الكذب والإخبار بما لم يقع عرف عند الله وعند خلقه بأنه كذاب فلا يقام له وزن ولا يأمنه أحد على شيء، فالكاذب يجني على نفسه قبل أن يجني على أحد لا سيما إذا تحرى الكذب حتى يكتب كذابا في السماء والأرض، فالكذب دليل على حقارة الكذاب وخيانته وقلة أدبه، والكذب يفضي بصاحبه إلى اللعن والطرد والفجور المؤدي إلى النار، فالكذب جماع الشر وأصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
دمتم بخير

المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
محاسن, الصدق, الكذب, ومساوئ


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع محاسن الصدق ومساوئ الكذب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النجاة في الصدق صابرة الملتقى العام 0 01-18-2016 03:49 PM
غارات على مخازن أسلحة الحوثيين عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 12-05-2015 09:40 AM
الصدق عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 01-02-2013 09:12 PM
حمل كتاب يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 02-02-2012 10:47 PM
بَنَيْتُ أمري على الصدق احمد ادريس شذرات إسلامية 2 01-15-2012 09:11 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59