عيب...
عيب تحياتي لكلمة ( عيب ) تلك القائدة التي كانت رائدة في زمن الآباء والأجداد، وحكمت العلاقات بالذوق ومن ثم وضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمه . تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء وتقبلناها بحب ورضا ، وتعلمنا أنها ماقيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في أحرف .. تحياتي لأكاديمية ( عيب ) التي أخرجت زوجات صابرات صنعوا مجتمعات الذوق والاحترام ، وتخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والنشامة .. أبجديات ( عيب ) جامعة بحد ذاتها.. نعم تلك الأحرف المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف ، بتلك الحروف قدّر الكبير الصغير، احترمنا الجار، وتداولنا صلة الأرحام بمحبة ، كان الأب يقف ويقول عيب عمك ، خالك ، جارك ، سلم ، سامح .. إنه العيب .. حروفك ياعزيزتي نطق بها آباؤنا ليعلمونا تعاليم الدين، لنقيم أركان الإسلام ونؤدي الفرائض ، كان يقال للبنت عيب لاترفعي صوتك ، عيب لاتلبسي لا تتبرجي ... فتربت البنات على الحشمة والحجاب والآداب ، وتربى الشباب على غض البصر ( بعيب لاتنظر لنساء الحي ) وتربى الصغار على عيب لاتنقلوا سر الجار والدار !! ( عيب ) كانت منبرا وخطبة يرددها الأهالي بثقافتهم الدينية البسطية لم يكونوا خطباء ولا دعاة أو مفتيين وإنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة .. كلمة ( عيب ) سرنا عليها ذات يوم عندما قلنا علمونا العيب قبل ( الحرام ) .. وتمردنا عليها ظناً منا أنا سنعلم الجيل بطريقة أفضل ، فنشأ جيل جديد .. جيل لم نفلح في غرس كلمة ( عيب ) ولا شقيقتها الكبرى ( حرام ) في التفاهم مع سلوكياته !! ومع التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقيم .. تحياتي من القلب لكلمة (عيب ) ولكل الأجداد والآباء والسلف المعطاء الذي استطاع أن يجد كلمة واحدة يبني بها أجيالاً عرفت الأدب والتقدير واﻻحترام في الوقت الذي أخفقت فيه محاولاتنا بكل أبجديات التربية المطورة ! :1: |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع