ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   علوم وتكنولوجيا (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   كلمة سر تكنولوجيا المستقبل «التغلغل» (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=8639)

Eng.Jordan 11-08-2012 09:30 PM

كلمة سر تكنولوجيا المستقبل «التغلغل»
 

يكتبها: جمال غيطاس
  • تتنوع الاستخدامات الطبية للحاسبات المتغلغلة، ومنها الكثير لا يحتاج إلى زرعها داخل الجسم فهناك الآن حاسبات متخصصة في قياس نبض القلب ومستوى السكر وضغط الدم
مجلة العربي أدى التطور الكبير الذي شهدته صناعة الحاسبات والمعلومات إلى ثلاث نتائج مهمة، هي التصغير الشديد في الحجم، والقوة العالية في الأداء، والسهولة المطلقة في التشغيل، ومن حاصل جمع النتائج الثلاث معا، أصبح الوضع مهيأ لظهور جيل من الحاسبات، قادر على استغلال صغر الحجم وقوة الأداء وسهولة التشغيل في التسلل والتغلغل بعمق داخل حياة الإنسان وجسده أيضًا، وقد ظهرت بالفعل حاسبات كاملة عبارة عن شريحة صغيرة قد لا تتجاوز مساحة ظفر الأصبع او أقل، لكنها محددة الوظيفة والقدرات، يمكن زرعها في ماكينة أو حتى جسم إنسان، إيذانا بظهور ما يعرف باسم «الحوسبة المتغلغة» التى بات الكثيرون يعتبرونها كلمة السر في تكنولوجيا المستقبل.

والحقيقة أن مصطلح ( الحوسبة المتغلغلة) أو (pervasive computing )، ليس جديدا كلية، بل تعود جذوره إلى عدة سنوات مضت، ففي عام 1999 تحدث مسئولو شركة آي بي أم في مؤتمر بلندن عن هذا الأمر باعتباره طريقة تجعل الناس ينسون الحاسب وهم يتعاملون معه، ويركزون فقط على وظائفه.



ويضع الخبراء والعلماء الكثير من السيناريوهات التي تشرح هذا التصور، وقد بدأ الكثير منها يجد طريقه للتطبيق العملي، ومنها ما يلي: داخل أي طائرة تحلق في الهواء على ارتفاع شاهق، يمكن أن يجلس شخص ممددا قدميه للأمام باسترخاء يخرج من حقيبة اليد التي وضعها بجواره أداة صغيرة أشبه بالنظارة، يرتديها فتظهر أمام عينيه قطعة زجاجية قريبة في شكلها من عدسة النظارة، لكنها اصغر قليلا وتبعد عن العين بضعة سنتيمترات إضافية، ومن الجانب الأيمن للنظارة تدلى سلك رفيع يحمل في طرفه ميكروفونًا صغيرًا، سيقوم بتشغيل الأداة، ويبدأ النظر إلى قطعة الزجاج الصغيرة، ثم ينخرط في حديث هامس عبر الميكروفون، لن يشعر من حوله أنه في هذه الحالة يقوم بتشغيل حاسب شخصي من النوع المتغلغل، الذي جرى تثبيته في النظارة، ومدمج معه تليفون محمول استخدمه في الوصول للإنترنت، وهذا الحاسب يعمل بالأوامر الصوتية لصاحبه عبر ميكروفون متصل بعدسة النظارة ، وشاشته معلقة في الهواء أمام عينيه،كشاشة عادية تظهر بها كل التفاصيل التي تجدها على الشاشة الضخمة الحالية، ومن خلال ماوس صغير يثبت في أحد الأصابع ومزود بزرار واحد، يمكنه بسهولة من القيام بكل المهام والأعمال التي يقوم بها على الحاسب التقليدي العادي، كتشغيل البرامج واستكشاف الملفات، وعبر الميكروفون الدقيق المتصل بالشاشة يمكنه الكتابة بالإملاء الصوتي، أما الوحدات الأخرى بالحاسب كوحدات الذاكرة الدائمة والمؤقتة والمعالج الدقيق فكلها موجودة معا داخل علبة صغيرة للغاية لا تتجاوز حجم علبة السجائر، يمكن تثبيتها في حزام البنطلون أو توضع في جيب الجاكت.
سيناريو آخر يفترض وجود حاسب متغلغل يتيح لصاحبه وظائف مختلفة نوعا ما، مثلما يحدث في المثال التالي:
شخص يسير في طريقه إلى العمل، يقترب من باب المبنى، يلمح أمامه شخصًا آخر، لم تساعده الأضواء الخافتة في المكان على تبين ملامحه، لم يدرك أن كان رجلا أم امرأة، لكن الملامح لم تكن غريبة عليه، لقد قابل هذا الوجه من قبل، ولكن أين، لم يحير نفسه، رفع يده قليلا، وأزاح كم القميص عن أداة تشبه ساعة اليد يرتديها حول معصمه، ضغط على زر بهذه الأداة، ظهرت على الفور شاشة عرض مدمجة في نظارته، فالأداة ليست سوى حاسب ساعة متصل بالنظارة الذكية التي يرتديها، والتي تعمل كشاشة عرض بجودة شاشات عرض الكريستال السائل عند اللزوم، ظهرت بالشاشة قائمة أوامر من بينها أمر يقول حدد الشخصية، على الفور قامت كاميرا دقيقة مثبتة بالنظارة بالتقاط صورة سريعة للشخص الواقف أمامه، ونقلت الصورة إلى حاسب في حجم بطاقة الائتمان موجود في جيب الجاكيت، قام الحاسب في كسر من الثانية بالتعرف على هذا الشخص، إنه شخص قابله بالصدفة في معرض منذ شهرين، على شاشة النظارة ظهر اسم الشخص كاملا ووظيفته، حدثت كل هذه الأمور في ثوان قليلة كان قد اقترب خلالها من هذا الشخص ، وما أن أصبح بجواره حتى سلم عليه محييا، ودار بينهما حوار قصير تطرقا فيه إلى بعض المعلومات المتعلقة بالعمل.
وقد ينظر البعض الى مثل هذه الأمور كترف يمكن الاستغناء عنه، ومن ثم لا يروقه الحديث عن الحاسبات المتغلغلة من الأصل، لكن الأمر لا ينتهي عند وصلة بالإنترنت أو التعرف على شخص يقف في مكان شبه مظلم، هناك تطبيقات أخرى فائقة الأهمية للحواسب المتغلغلة، فالباحث البريطاني الدكتور «كيفين وورويك»، خضع منذ فترة لعملية جراحية تم خلالها زرع شريحة من السليكون في ساعده، يبلغ طولها 23‏ ملم وقطرها ‏3‏ ملم، مثبت عليها حاسب من النوع المتغلغل، يستطيع الاتصال عن بعد بأجهزة حاسب متصلة بشبكة معلومات ذكية‏، وعندها يمكنه التحكم بمجموعة من الأجهزة المشغلة بواسطة الحاسب كالأبواب والضوء وأجهزة التسخين أو حتى أجهزة حاسب أخرى، كما يستخدم في أغراض أمنية وتجسسية،‏ وتستطيع الشركات استعماله لتسجيل أوقات حضور الموظفين وانصرافهم من العمل بصورة تلقائية‏.
وتتنوع الاستخدامات الطـبية للحاسبات المتغلغلة، ومنها الكثير لا يحتاج إلى زرعها داخل الجسم كما فعل الدكتور وورويك، فهناك الآن حاسبات متخصصة في قياس نبض القلب ومستوى السكر وضغط الدم، وتصنيف وتبويب البيانات المستخرجة من هذه القياسات وإرسالها لقواعد بيانات المستشفيات التي يعالج بها المريض، وهناك حاسب آخر متغلغل يثبت في حذاء الرياضيين ويقيس نشاط اعضاء الجسم الداخلية اثناء التدريبات، حتى لا يتعرض الرياضي لأزمات مفاجئة، وحاسب ثالث يقوم باستشعار نوبات الألم للمصابين ببعض الأمراض المزمنة، كآلام العمود الفقري والركبة، والصرع ويقوم بإزالته إلكترونيًا بإطلاق نبضات نحو الفص الأيسر والأيمن من الدماغ‏، وطبقًا لما يراه الدكتور بيتر كوشران‏ رئيس الأبحاث في مختبرات «برتش تيليكوم» فإن الحاسبات المتغلغلة ستنتشر بسرعة في المستقبل، حيث بدأت نسبة متزايدة من البشر تعتمد أكثر فأكثر في وظائفها الفيزيائية على الأجهزة والحاسبات الالكترونية الصغيرة، ويقول في هذا الصدد إن حوالي‏20 في المائة ‏ من الأجزاء الوظيفية في جسم الإنسان يمكن استبدالها أو مساعدتها عن طريق الحاسبات المتغلغلة.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59