ملتقى شذرات - مطلوب خطوات حكومية عاجلة لانقاذ اللامركزية

مطلوب خطوات حكومية عاجلة لانقاذ اللامركزية

http://www.gerasanews.com/image.php?...cb9b2364&size=

جراسا -محرر الشؤون المحلية - بعد قرابة اربعة شهور على اجراء انتخابات اللامركزية، بدات تطفو على سطح تنفيذ هذه التجربة الديمقراطية الرائدة التي تعد خطوة هامة في طريق الاصلاح المنشود، نحو اشراك المواطنين في صناعة القرارات المتعلقة بخدمات وتنمية مجتمعاتهم، بعيدا عن هيمنة المركز التي كانت مسيطرة وسائدة، وواجهت ما واجهت من اخفاقات، بات لزاما على الحكومة الالتفات الى مجالس المحافظات، واسنادها، بكل السبل والوسائل المتاحة، بدلا من تركها وحدها باعضائها الذين يخوضون غمار تجربة تاريخية وحدهم، دون توفير اية مقومات لوجستية لهم، من اية مؤسسة من مؤسسات الدولة.

الفكرة الرائدة التي من شانها الاسهام بادارة المجتمعات المحلية، وتطوير خدماتها، ورفع منسوب التنمية فيها، تركت الحكومة من تسلموا زمامها منذ اجراء الانتخابات حتى اليوم وحدهم، ولسان حالها يقول لهم : "فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".

اسئلة خطيرة وكثيرة، تطرح نفسها وتحتاج الى اجابات من شخص رئيس الحكومة بشكل مباشر، دون تهرب كتاريخ الحكومات المعتاد، ولا دفن الرؤوس في الرمال : هل يعقل ان تنفذ حكومتكم رؤية ملكية، وضرورة وطنية، كانتخابات اللامركزية، وتهلل وتطبل لها اعلاميا، قبل ان تقوم بتجهيز بنية تحتية لها، من مبان ومرافق ادارية وخدمية مساندة ؟؟

هل يعقل ان لا يجد اعضاء مجالس منتخبة، مكاتب لهم للعمل ولا للقاء ناخبيهم، ولا أدنى تجهيزات لهم، تسندهم وتمكنهم من ادارة شؤونهم ؟؟

واقع الحال، ان اعضاء المجالس يمتلكون حماسا متقداً للعمل والاسهام برفعة مجتمعاتهم وتطويرها، وفيهم ومنهم كفاءات واصحاب خبرات فذة تحترم، لتضرب الحكومة حماسهم في مقتل، وتحبطهم، وهي التي لم تهيء لهم ادنى وسائل الدعم، لتمكنهم من العمل والانجاز ؟

هل هناك اياد خفية تسعى لافشال التجربة الرائدة ؟ سؤال لا بد من طرحه، فالتجربة التي علقت عليها امال ذات يوم، تواجه الان منعطفا حادا، والعديد من اعضاء المجالس يطرحون تساؤلات فيما بينهم : لماذا تركتنا الحكومة وحدنا ؟

هل يعقل مثلا، ان لا يمتلك مجلس محافظة العاصمة كنموذج، قاعة اجتماعات خاصة به حتى اللحظة ؟؟ فيضطر لعقدها تارة في مركز الحسين الثقافي كضيوف عليه، وتارة قي قاعات ثانية حسب الممكن والمتاح، ولاحقا ربما تتجرا الحكومة وتسالهم : اين هي انجازاتكم ؟؟

وبعيدا عن الاسناد الحكومي الذي يساوي صفرا .. يحاول من يحاول من مسؤولين هنا وهناك، تقزيم وتحجيم مكانة المجالس واعضائها ، ورفع توصيات لوزارات ومؤسسات حكومية بعدم التعاطي المباشر معهم، في حسبة تاريخية قميئة طالما سادت، بالخوف من تقاسم جزء من كعكة النفوذ والسلطة، لذا يتم تضييق الخناق عليهم ، وهم المتحمسون لتقديم خدمة وطنية شبه مجانية وهذا امر اخر ..

فمكافئاتهم توازي بعد اقتطاعات ما يقتطع منها، راتب عامل وطن بكل اسف، ولا تكفي لتنقلاتهم من مناطق بعضهم باطراف عمان، الى المكتبين الهزيليين اللذين خصصا لمجلس من 63 عضوا داخل مبنى محافظة العاصمة على دوار الداخلية ؟

قانون اللامركزية ايضاً، لم يمنح المجالس صلاحيات تذكر، وفرّغ دورها بالكامل، وجعل منها مجرد هيئات استشارية، لا صلاحيات لها مطلقا، سوى اقرار موازنتها، وتم ربطها بالمجالس التنفيذية، في مشهد ساخر لا يعبر مطلقا عن فكرة اللامركزية القاضية بفصلها عن المركز، الذي ترزح فعليا تحت ادوات سلطته بالمحافظات الان، ثم يسالونك لاحقا من يفشل الخطوات الاصلاحية في البلد، ونحمل المسؤولية للمجالس واعضائها لاحقا، وهم من الذنب والتقصير براء.

على رئيس الحكومة، التحرك فورا، والالتقاء بمجالس المحافظات شخصيا، وبحث شكواهم ومعيقات عملهم، وايجاد الحلول المباشرة لها، والا فانه يتحمل المسؤولية الشخصية الكاملة بالتقصير، بل بافشال تجربة نطمح بها، ونعلق عليها امالا، وقد ابلغنا، فاللهم اشهد.

المصدر
http://www.gerasanews.com/article/288682