الجدل و المراء و الخصومة
 

الجدال والمراء والخصومة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ الجدال والمراء والخصومة دأب كثير من الناس سواء في أحاديثهم
ومنتدياتهم ، أو في مطالباتهم وخصوماتهم ، فتراهم يتجادلون
ويتمارون عند كل صغيرة وكبيرة .
ـ لا ل*** مصلحة ، ولا لدرء مفسدة ، ولا لهدف الوصول إلى الحق
والأخذ به ، وإنما رغبةً في اللدد والخصومة ، وحبَّاً في التَشَّفي من
الطرف الآخر .
ـ فالجدال والمراء على هذا النحو م***ة للعداوة ، ومدعاة للتعصب ،
ومطية لاتباع الهوى .
ـ بل هو ذريعة للكذب ، والقول على الله بغير علم خصوصاً إذا كان ذلك
في مسائل الدين ، وهذا أقبح شيء في هذا الباب .
ـ وأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير عناد ولا
إيذاء ففعله هذا ليس حراماً .
ـ ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلاً ؛ لأن ضبط اللسان في الخصومة
على حد الاعتدال متعذر .
ـ قال الأصمعي : ( سمعت أعرابياً يقول : من لاحى الرجال وماراهم
قلت كرامته ، ومن أكثر من شيء عُرف به ) .

ـ وما أجمل قول الشافعي ـ رحمه الله ـ حين قال :

قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلت لهم***إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ

والصمت عن جاهلٍ أو أحمق شرفٌ**وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ

أما ترى الأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ **والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
[م:أخطاء في السلوك والتعامل ــــــــــــــ
أخطاء في أدب المحادثة ــــــــــــــــــــــ
محمد بن إبراهيم الحمد ـــــــــــــ ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ