اقتحام المساجد ينتقل إلى كينيا تحت دعوى مكافحة الإرهاب
 

اقتحام المساجد ينتقل إلى كينيا تحت دعوى مكافحة الإرهاب*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4 / 4 / 1435 هــ
4 / 2 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_3901.jpg


في الصومال قامت حركة الشباب الإسلامية أو حركة الشباب المجاهدين في أوائل 2004 كذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية, وسرعان ما تصدرت الواجهة بعد انهزام المحاكم أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية وذلك لانشقاقها عن المحاكم, وحركة الشباب يقال أنها تتبع فكرياً تنظيم القاعدة, وتتهم الحركة بالإرهاب من قبل عدة أطراف غربية.

وتدخلت كينيا في الشأن الصومالي فتدخلت بجيشها لمحاربة حركة الشباب داخل الأراضي الصومالية منذ أكتوبر 2011 مما جعل ميدان القتال يتسع ليشمل الداخل الكيني كأهداف لحركة الشباب والتي كان من آخرها الهجوم على مجمع ويستغيت التجاري في العاصمة نيروبي الذي قتل فيه 67 شخصا.

ولهذا فالحكومة الكينية تتعامل بشراسة مع ظهور أي لافتة لحركة الشباب داخل أراضيها فتلجأ لكل الأساليب الأمنية الشديدة لوأد أي ذكر لحركة الشباب داخل كينيا وخاصة لوجود الكثيرين من المتعاطفين مع الحركة بين صفوف المسلمين الكينيين.

ففي مدينة مومباسا الساحلية وسط كينيا وفي مسجد موسى تنامى للسلطات الأمنية – حسب الرواية الحكومية على لسان مسئول أمني -: أن عدة أشخاص رفعوا أعلام ورايات لحركة شباب المجاهدين الصومالية، داخل مسجد "موسى" بالمدينة، فقامت قوات الأمن بالتدخل، ووقعت اشتباكات بين عناصر حركة الشباب وقوات الشرطة، مما أدى إلى سقوط 3 أشخاص من بينهم شرطي وإصابة عدد آخر.

فيما تضاربت أو اختلفت الروايات الحكومية فقالت مصادر أخرى من الشرطة أن السلطات تلقت بلاغات بشأن استعداد عدد من الشباب المسلمين لتنفيذ هجمات فقامت الشرطة بمداهمة المسجد فقتل ثلاثة وأصيب العشرات واعتقلت الشرطة حوالي 100 شاب من داخل المسجد.

وقال رئيس الشرطة المحلية “تلقينا معلومات بأن ثمة اجتماعا حول الجهاد في مسجد موسى”، وأضاف أن المجتمعين قابلوا عناصر الشرطة بالعنف ولكنها تمكنت من اعتقال مائة شخص، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وقال شهود العيان أن السجد مستهدف من القوات الحكومية وأنها ليست المرة الأولى وان الشرطة بادرت بمداهمة المسجد واعتقال المتواجدين فيه والاستيلاء على الحواسيب المحمولة فتجمهر من في المسجد لإطلاق سراح المعتقلين فقامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على المحتجين الذين أخذوا يلقون الحجارة ويرددون "أطلقوا سراح أشقائنا" فنتج عن ذلك مقتل اثنين من المسلمين المحتجين بالإضافة إلى شرطي.

ففي غمرة الحدث وفي أثناء التحليل السياسي للموقف وبينما ينشغل الكثيرون في تقييم حركة الشباب هل هي متطرفة إرهابية أو مجاهدة على حق, لن ينتبه الكثيرون أن الاقتحام تم لبيت من بيوت الله واعتدي على حرمته, ففي هذه الآونة وفي الشرق والغرب أصبح الهجوم على أي مسجد أمرا لا يعتبره أحد ذا بال, بل يمكن القول بان الهجوم على أي دار للعبادة في أي مكان في العالم لأي ديانة أخرى يعتبر مشكلة ضخمة يتوقف عندها الإعلام العالمي أما المساجد حينما هانت على أهلها واقتحموها تحت مبررات واهية صارت على غيرهم أهون, ولعل التاريخ يذكرنا بأنه في اليوم الذي دخلت الخيول الأزهر قامت مصر كلها عن بكرة أبيها انتصارا للدين وحفظا لكرامة بيوت الله, هكذا كنا فمتى نعود؟

---------------------------------------