ملتقى شذرات - الديك المزعج...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:21_52cf88ecc0_thumb

السعادة بقصة طريفة مليئة بالعبر
قصة الفيلسوف الالماني (كانت)
الذي كان كثير الإنزعاج من صوت ديك جاره
و كان الديك يصيح و يقطع على هذا الفيلسوف أفكاره
فلما ضاق به ...... بعث خادمه ليشتريه و يذبحه
و يطعمه من لحمه
و دعا إلى ذلك صديقا له...... و قعدا ينتظران الغداء و يحدثه عن هذا الديك و ما كان يلقى منه من إزعاج
و ما وجد بعده من لذة و راحة
حتى أصبح يفكر في أمان و يشتغل في هدوء
فلم يقلقه صوته و لم يزعجه صياحه.
و دخل الخادم بالطعام و قال معتذرا :
إن الجار أبى أن يبيع ديكه فاشتريت غيره من السوق
فانتبه (كانت)
فإذا الديك لا يزال يصيح!!
هذا الفيلسوف شقي بهذا الديك لأنه كان يصيح و سعد به و هو لا يزال يصيح
ما تبدل الواقع .. ما تبدلت إلا نفسه
فنفسه هي التي أشقته و نفسه هي التي أسعدته
ما دامت السعادة في أيدينا فلماذا نطلبها من غيرنا؟
و ما دامت قريبة منا فلماذا نبعدها عنا؟
إننا نريد أن نذبح الديك لنستريح من صوته
و لو ذبحناه لوجدنا في مكانه
مئة ديك لأن الأرض مليئة بالديكة.
فلماذا لا نرفع الديكة من رؤوسنا إذا لم نستطع أن نرفعها من الأرض؟
لماذا لا نسد آذاننا عنها إذا لم نقدر أن نسد أفواهها عنا؟؟
لماذا لا نقوي نفوسنا حتى نتخذ منها سورا دون الآلام؟
كل يبكي ماضيه و يحن إليه فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصبح ماضيا؟!

***
دمتم بخير