ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   أعظم مربِ لإرادة الإنسان. (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=1347)

يقيني بالله يقيني 01-27-2012 11:01 PM

أعظم مربِ لإرادة الإنسان.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أعظم مربِ لإرادة الإنسان.
صوت المؤذن من بعيد.
حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
عماد: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة،
وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته.
يطرق عماد الباب، وينادي:
- يا عبد العزيز لقد أٌذِّن لصلاة العصر.
عبد العزيز: دقيقة يا عماد ... دقيقة.
عماد: افتح يا عبد العزيز ... ماذا تفعل؟
عبد العزيز: لا شيء ... لا شيء.
فتح عبد العزيز الباب.
عماد: لماذا لم تفتح الباب سريعًا؟!
سكت عماد قليلاً، وقال في تعجب:
- ما هذا الذي أراه على فمك!!
عبد العزيز: لا شيء ... لا شيء.
عماد يقول باستنكار:
- لا شيء! إن أثرَ الطعام واضحٌ على فمك.
عبد العزيز يحاول أن يخفي على عماد فطره
فيقول:
- أنا صائم مثلك يا عماد. واللــــ
عماد يضع يده على فم عبد العزيز يسكته قائلاً له:
- صه. لا تقسم.
فأنت مفطر، وتحاول أن تخفي ذنبك فتقسم بالله كذبًا!
عبد العزيز: الله غفور رحيم يا عماد ... ورجائي ألا تخبر أحدًا.
عماد: سبحان الله يا عبد العزيز، تخشى الناس والله أحق أن تخشاه.
عبد العزيز: والله يا عماد لقد كنت صائمًا حتى الثانية ظهرًا ،
ولما جاء سعد أكل، وألح عليَّ بالفطر.
عماد: هذا جرم وجناية كبيرةٌ، وأنت بذلك تهدم ركنًا من أركان دينك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
يُتْبَع

يقيني بالله يقيني 01-27-2012 11:06 PM

عبد العزيز: أنا أعرف أن ذلك حرام. ولكن غلبني الشيطان. وسعد هذا هو السبب.
عماد: لا يا عبد العزيز. لا تكن إمعة تتبع كل من هب ودب، لا بد أن يكون لك شخصية.
عبد العزيز: الحمد لله يا عماد، فإن لي شخصية محبوبة بين زملائي.
عماد: لا أقصد أن تكون محبوبًا بقدر ما أقصد أن تكون مؤثرًا في الآخرين.
ياسر من بعيد:
- نعم يا عبد العزيز تؤثر أنت في الآخرين.
بدلاً من سعدٍ يأخذك للعب وتدع الصلاة.
عماد: تتبع سعدًا في الفطر وترك الصلاة يا عبد العزيز!!
أعوذ بالله من قرين السوء.
ياسر في تعجب واستنكار يقول:
- أفطرت اليوم كما أفطرت بالأمس!!
عبد العزيز: يا ياسر لقد ألح علي سعد إلحاحًا شديدًا.
ياسر: ولماذا هذه التبعية العمياء ...
حرام عليك يا عبد العزيز.
والله لو علم أبوك أو جدك لغضبا منك كثيرًا.
عبد العزيز: لا داعي أن يعرف أحد. وسوف أعوض ما أفطرته بعد رمضان – إن شاء الله.
عماد: هيه يا عبد العزيز. تعوض ماذا؟ فلو صمت الدهر كله ما عوضت الذي أفطرت.
عبد العزيز: يا عماد إن الله رؤوف رحيم، ويقبل التوبة من عباده.
عماد: صحيح أن الله رؤوف رحيم، ولكنه شديد العقاب فلماذا تنسى أو تتجاهل هذه الحقيقة.
ياسر: يا عبد العزيز لقد تكرر منك الفطر، وهذا يعني استهتارك وعدم اهتمامك بأمر الله ورسوله.
عماد: كيف تكون مسلمًا وأنت تضيع الصلاة والصيام؟!
ياسر: ألم تعلم بقول الرسول r: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».
عماد: والصوم يا عبد العزيز أعظم مربًّ لإرادة الإنسان فانتهز الفرصة واستغل هذا الشهر وقوِّ إرادتك.
ياسر: كما أن الصوم يدرب المسلم على تحمل المشاق ويربيه على مجاهدة النفس أمام الشيطان والأهواء والأعداء.
عماد: صدق رسول الله r القائل: «عليك بالصوم، فإنه لا عدل له» وفي رواية: «فإنه لا مثل له».
عبد العزيز: يا إخوان أنا معترف بخطئي، ولا أجادل في ذلك، وكفاكم عتابًا.
عماد: نحن لا نعتب عليك بقدر ما ننصح لك، ونرجو لك الخير والصلاح.
ياسر: فالمسلم أخو المسلم. بل مرآة لأخيه، فإذا رأى فيه شرًا أو سوءًا نبهه ونصحه.
عبد العزيز: جزاكم الله خيرًا. جزاكم الله خيرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُتْبَع

يقيني بالله يقيني 01-27-2012 11:09 PM

عماد: يا عبد العزيز إن ربك يقول: ]وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[.
ياسر: فإن الصوم جُنة من النار، أي وقاية وحماية.
وقد قال رسول الله r: «من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام».
عماد: ويكفي الصائم فخرًا وشرفًا أن الله – عز وجل –
وملائكته يصلون عليه كما أخبر بذلك رسول الله r:
«إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين».
صوت سيارة. ينزل الجد منها ويرى الأولاد الثلاثة فيقول لهم:
- لماذا لم تذهبوا إلى المسجد، وتستغلوا الوقت بين الأذان والإقامة لقراءة القرآن.
الأولاد الثلاثة يقولون:
- نعم. جزاك الله خيرًا. ما اجتمعنا إلا من أجل الذهاب إلى المسجد ولكن شغلنا بموضوع.
الجد: هيَّا يا أحباب هيَّا إلى المسجد.
يذهبون جميعًا إلى المسجد لكي يدركوا صلاة الجماعة.
عماد: ولكن يا جدي أين كنت في هذا الحر وأنت صائم؟
الجد: كنت في المقابر، ذهبت لأتذكر الموت وأدعو للموتى.
ياسر: تقبل الله منك يا جدي.
عبد العزيز: في هذا الحر وأنت صائم!!
الجد: هذا شهر يا ولدي لا يتكرر في السنة إلا مرة واحدة،
فلا بد أن نكثر فيه من الطاعات.
عماد: صدق من قال: إن الصوم في الصيف يورث السقيا من العطش،
كما أن الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة.
الجد: هنيئًا للصائمين حين يقال لهم يوم القيامة:
]كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ[.
عبد العزيز: ما المقصود بهذه الآية؟!
الجد: نزلت هذه الآية في الصائمين.
قضيت الصلاة وخرجوا جميعًا من المسجد.
عماد: نعم ويدخلون الجنة من باب الريان، لا يدخل منه إلا الصائمون.
الجد: ومن فضائل الصوم أن جميع العبادات توفي منها مظالم العباد إلا الصيام.
كما قال الله – تعالى – في الحديث القدسي: «كل العمل كفارة إلا الصوم».
عماد: والله يا جدي إن منزلة الصوم منزلة جليلة عظيمة.
الجد: لقد قال ربكم: «لكل عمل كفارة، والصوم لي، وأنا أجزي به».
ياسر: إن الصوم هو السبيل المستقيم المؤدي إلى جنات النعيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
يُتْبَع

يقيني بالله يقيني 01-27-2012 11:14 PM

عماد: صدق رسول الله r القائل: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».
ياسر: نعم، فمن ختم له بصيام يوم دخل الجنة.
الجد: جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار، يقومون الليل ويصومون النهار، ليسوا بأثمةٍ ولا فجار.
عماد: إن في قصص السابقين دافعًا ومشجعًا لنا، فاذكر لنا بعض هذه القصص عن الصائمين.
عبد العزيز: نعم، نعم أيها الجد، فلقد تشوقنا لسماع أخبارهم.
ياسر: إن في قصص الصائمين عبرة وعظة لمن أراد الله واليوم الآخر.
الجد: فهذه عائشة الصدقة بعث إليها الزبير بمال كثير في غرارتين قرابة ثمانين ومائة ألف.
فقسمت المال كله ولم تبق لنفسها درهمًا وكانت صائمة.
فعاتبتها أم ذرَّة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحمًا نفطر عليه!
فقالت عائشة: لا تعنفيني. لو كنت أذكرتني لفعلت.
الأولاد الثلاثة يقولون في تعجب:
- سبحان الله! مائة وثمانون ألف درهم قسمتها كلها ولم تبق لنفسها درهمًا واحدًا.
الجد: نعم يا أولادي، نعم فهذا أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله r
لا يرى في بيته الدخان نهارًا إلا إذا نزل بهم الضيف. فكان هو وامرأته وخادمه دائمًا صائمين.
عماد: مَا أجمل هذه السير! وأحلى هذه القصص!
الجد: وهذا يا بني، عبد الله بن رواحة. قيل فيه: إن كنا لنكون مع رسول الله r
في السفر في اليوم الحار، ما في القوم أحد صائم إلا رسول الله r وعبد الله بن رواحة.
ياسر: هذه أخبار طيبة، حبذا لو أتحفتنا بمثلها.
الجد: إيه يا أولاد على عبد الله بن الزبير الذي كان يواصل الصوم سبعة أيام،
ويصبح في اليوم السابع كأنه ليث بين أصحابه وهذا أخوه عروة تقطع
رجله من المفصل وهو صائم. وكان يصوم الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى،
ومات – رحمه الله – وهو صائم.
عماد: والله يا جدي إن في أخبارهم لزادًا لنا يدفعنا إلى الاقتداء بهم.
الجد: نعم يا ولدي. وهذا أيضًا الحسن البصري، كان كلامه يشبه كلام الأنبياء.
وكان يقول: توبوا إلى الله من كثرة النوم والطعام. وكان يقول:
إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم، قد كبَّلتك الخطايا والذنوب.
عبد العزيز: والله يا جدي لقد فرطت ووقعت في ذنب وجرم كبير، فاستغفر الله لي.
الجد: غفر الله لك يا ولدي ...وما دمت استشعرت خطأك وندمت على
ما فرطت فهذا دليل خير فيك، واحرص دائمًا على الاستغفار والتوبة وعمل الصالحات.
عبد العزيز: لم يعلم بما فعلته إلا عماد وياسر. وطلبت منهما ألا يخبروك.
عماد: لقد قمت معه بواجب النصح حبًا فيه وحرصًا عليه.
الجد: بارك الله فيك يا ولدي.
عبد العزيز: لقد حرصت على ألا يراني أحد.
الجد: من ابتلي يا ولدي بشيء من هذه القاذورات فليستتر.
فالرسول r يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين. وإن من المجاهرة
أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول:
يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه».
عماد: صحيح، فإن الله لا يحب الجهر بالسوء،
فمن وقع في محظور فليستر على نفسه، وليستر عليه أخوه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
دمتم بخير

احمد ادريس 01-29-2012 02:29 PM

اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

جعل الله عملك في ميزان حسناتكِ وأثقله به ووفقكِ الله لما يحب ويرضاه في الدنيا ورزقكِ الجنة في الأخرة .
يسر الله لكِ طريق الخير وسبل الفلاح والجنة .

يقيني بالله يقيني 04-13-2012 08:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ادريس (المشاركة 3589)
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

جعل الله عملك في ميزان حسناتكِ وأثقله به ووفقكِ الله لما يحب ويرضاه في الدنيا ورزقكِ الجنة في الأخرة .
يسر الله لكِ طريق الخير وسبل الفلاح والجنة .

شكراً ولا تكفيك أخي الكريم أحمد
لحضورك وعطر حرفك الشجي
دمت بخير وعافية
خالص تقديري
وكل الود


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59