ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   مقالات وتحليلات مختارة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   حلب.. إنقلاب السـحـر على الساحر (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=38385)

عبدالناصر محمود 08-08-2016 10:07 AM

حلب.. إنقلاب السـحـر على الساحر
 
حلب.. إنقلاب السـحر على الساحر
ــــــــــــــــ

(أحمد الصباحي)
ـــــــــ

5 / 11 / 1437 هــ
8 / 8 / 2016 م
ــــــــــــ

http://www.albayan.co.uk/Uploads/img...2016102729.png






خلال ثلاثة أيام تغيرت موازين القوى في مدينة حلب المحاصرة منذ أكثر من شهر بعد أن أطبقت قوات بشار الأسد ومليشيات إيران وحزب الله عليها برياً، والطيران الروسي جواً وسيطرتها على طريق الكاستيلو شمالي حلب، ونجحت في حصار الأحياء الشرقية من المدينة.
قرابة شهر كامل ظلت الأحياء الشرقية من حلب محاصرة تحت مدفعية النظام السوري والطيران الحربي، في محاولة لقطع شريان حياة الطرق المؤمنة التي يمر عبرها كتائب فصائل المعارضة السورية بين حلب الشرقية والغربية وريف حلب، وطريق الإمداد للمدنيين في تلك المناطق.
حينها أعلن حسن نصر الله، من ضاحية جنوب لبنان بما أطلق عليه "نصر حلب الاستراتيجي" بل إنه تهور كثيراً وأطلق تهديدات واضحة للسعودية زاعماً أن انتصار المليشيات الطائفية في حلب لن يكتمل إلا بتحرير مكة المكرمة، ولكن ***** انقلب على ***** وتغيرت اللعبة وميزان المعركة بسبب الهجوم المضاد الذي شنته كتائب الثوار فجأة على المليشيات الطائفية المناصرة للأسد.
وقبل ثلاثة أيام وبعد زيادة حدة الحصار البري والجوي اجتمعت الفصائل المقاتلة في سوريا على كلمة واحدة وهي "تحرير حلب" وأطلقت حملة عنوانها "ملحمة حلب الكبرى" شاركت فيها أغلب فصائل الثوار تحت راية واحدة هدفها الأول كسر الحصار عن مدينة حلب وفتح الطرق الآمنة لإمداد المدنيين في حلب الشرقية والرابط بين المدينة وريفها.
وخلال ثلاثة أيام من الهجوم المضاد تمكنت كتائب الثوار من كسر الحصار الذي فرضته قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها وتم كسر شوكتهم بعد سيطرة الثوار على الراموسة وكلية المدفعية ومناطق أخرى وتأمين طريق آمن لدخول المواد الغذائية للمدنيين.
وقد شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حجم التفاعل الكبير مع هذه الملحة الكبرى التي قادتها كتائب الثوار في حلب، وكان المشهد الأروع عندما قام أطفال حلب بتقديم نموذج للمشاركة في عملية التحرير عبر حركة ذكية قاموا فيها بإحراق إطارات السيارات لتشويش الرؤية على طيران الأسد والطيران الروسي، وقدموا رسالة كبيرة مفادها أن الجيل القادم لن يكون لقمة سائغة للاحتلال الروسي والإيراني والمليشيات الطائفية لبلادهم.
معركة خاطفة خاضتها أغلب الكتائب المعارضة في سوريا استطاعت أن تحقق تقدماً كبيراً وتقلب ميزان المعركة لصالحها بعد أن كانت قوات النظام قد أوشكت على قطع شريان الحياة على المدينة وريفها، وغنمت الكتائب سلاحاً كثيراً وقتلت العشرات من المليشيات الطائفية المقاتلة مع بشار الأسد وفر البقية يجرون أذيال الهزيمة والخزي.
وبعد إعلان الفرجة والنصر بهذا التقدم الكبير، خرجت شوارع حلب مبتهجة بهذا الفرح الكبير بعد أن عاشوا أياماً صعبة من الحصار الذي كان يفرضه نظام الأسد وميليشياته على الأحياء الشرقية من حلب. وشهد حي الشعار وأحياء أخرى في مدينة حلب مظاهرات الفرح والانتصار ردد المشاركين فيها هتافات ثورية تأييداً لفصائل المعارضة التي شاركت في "ملحمة حلب الكبرى".
صحيح أن تلك المظاهرات لم تستمر لوقت قصير بعد أن حامت طائرات الأسد وبوتين على أجواء المدنية محاولة استهداف مناطق سيطر عليها الثوار لكن فرحة أهالي المدينة بتحقيق ذلك التقدم وفتح ممر آمن لإدخال المواد الغذائية كان فرحاً لا يوصف، ولا يصفه إلا من عاش محنة الحصار والجوع والقصف في آن واحد.
ويمكن الإشارة هنا إلى أهمية توحيد فصائل الثورة السورية تحت راية واحدة فعندما تعددت الكتائب وتفرقت أهدافها مُنيت بالخسارة والتراجع، وعندما اجتمعت تحت راية واحدة ومعركة واحدة كان النصر حليفها وهذا الذي حدث في معركة فك الحصار عن حلب فقد تجمعت أغلب الفصائل بقيادة جيش الفتح وفصائل الجيش الحر وفصائل أخرى والتقت الكتائب القادمة من خارج المدينة والكتائب الآتية من داخلها إلى وسط الميدان حيث تم كسر العدوان الرباعي الغاشم.
وهناك رسالة أخرى في سياق معركة تحرير حلب، وهي أن الانتظار للدعوات الأممية والمناشدات العالمية لتحرير حلب لن تقدم أي نتيجة، فقد رأينا الناس يموتون من الجوع في معضمية الشام وغوطة دمش ومضايا واكتفت المنظمات الدولية بإبداء "قلقها" كالعادة ومطالبتها بهدنة مؤقتة، فلا يمكن الركون على ضمير العالم الميت بل والمشارك في قتل الشعب السوري.
والرسالة الأخيرة، أن معركة حلب الكبرى ليست الأخيرة في سياق تحرير كامل التراب الدمشقي من الاحتلال الرباعي (الأسد، إيران، حزب الله، روسيا) فالمعركة صعبة للغاية وتحتاج إلى تكاتف الجهود والصبر على الأذى وتقديم تضحيات كبيرة لتحرير سوريا وعودتها إلى مكانتها الطبيعية إسلامية عربية شامخة.



-----------------------------------------


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59