ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   أخبار ومختارات أدبية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   رواية الزعفران ومعايشة تاريخ الأندلس (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=9855)

Eng.Jordan 12-12-2012 07:28 PM

رواية الزعفران ومعايشة تاريخ الأندلس
 
أصبحت الأندلس مؤخراً منجماً ثراً للروايات التاريخية عن طريق ثنائية الروائي - القارئ ؛ الأول يسعى إلى معايشة تاريخ الأندلس وإشاعته بين أكبر قدر من الجمهور، والثاني يطّلع على حقبة مجهولة وغنية من تاريخ بلده، يتفاعل معها ليستلهم منها عبراً، وربما يتدبرها في حضارته الحالية. يقول مؤلف رواية (الزعفران)؛ وهو عاشق لقصر الحمراء والعالم الأندلسي: «إن بطل الرواية مختار يذكرنا بجزء من تاريخنا، حيث شهد فيه الفكر الإنساني وزناً خاصاً. هذا سبب للتدبر، والتدبر يفضي للتسامح، والتسامح هو قاعدة المصالحة». ويضيف: «التعرف على تاريخ أسلافنا يهيِّئنا ويساعدنا على مواصلة السير على خطاهم». ولهذا أصبحت الأندلس وطنا روائيا في العوالم السردية لدى العديد من الروائيين الأسبان المعاصرين. ومنها رواية (الزعفران) Azafrán (الصادرة في برشلونة 2005م) لخوسيه مانؤيل غارثيا مارين José Manuel García Marín، حيث يروي فيها حياة أستاذ مسلم اسمه المختار بن صالح كان يعيش سنة 1252م في قرية سيطر عليها المسيحيون.

د. جاسم العبودي
- أسبانيا –

لماذا اختار لها اسم الزعفران ؟
دع عنك أن كلمة «زعفران» في اللغة الإسبانية azafrán هي من أصل عربي وتلفظ اليوم بلفظ مقارب للفظها العربي. ترى لماذا اختار لها اسم الزعفران ؟. لا تستغرب إذا قلت لك إن مؤلفها اطلع على تاريخ الأندلس ، التي يسمونها أيضا «إسبانيا الإسلامية»، والدليل اطلاعه على ما كتبه شيخ مؤرخي الأندلس؛ الرازي ، وحفظه عنه المقري (نفح الطيب، تحقيق إحسان عباس، بيروت 1388/1968: 1/143): «ومن خواص طليطلة أن حنطتها لا تتغيّر ولا تتسوَّس على طول السنين، يتوارثها الخلفُ عن السلف، وزعفران طليطلة هو الذي يعمُّ البلاد، ويتجهز به الرفاق إلى الآفاق». وأكد ذلك المسعودي (المقري، نفح الطيب: 1/143): «وكذلك يحمل من بلاد الأندلس الزعفران وعروق الزنجبيل». هذا الزعفران سواء الطليطلي (انظر: ابن فضل الله العمري, الردّ على الشهب الثاقبة في الإنصاف بين المشارقة والمغاربة لابن سعيد، دراسة وتحقيق جاسم العبودي، المعهد المصري في مدريد 2009م، ص 76) أو زعفران ميورقة- حسب ما ذكر عبد الله التَّرجُمان (أي فراي تُورمدا) (ولد في ميورقة سنة 1355، وتوفي في تونس عام 1423) في كتابه (تحفة الأريب في الردّ على أهل الصليب) - الذي كان ومازال يصدر إلى أرجاء المعمورة لجودته وطيب عطره هو رمز روعة وبهاء الأندلس الذي أراد الروائي إحياءه وتصديره من جديد إلى القراء وتذكيرهم به.
لماذا اختار سنة 1252؟
في مقال جريء سابق بعنوان «من ذا أصابك يا بغداد بالعين ؟!»، (مجلة ألواح، مدريد، العدد 10، 2001، ص 46-60)، ذكرتُ أن الأندلسيين قد عدّوا طليطلة قاعدة عظيمة لوسط الأندلس وخطاً دفاعياً عن جنوبها ، لذا كان لاستردادها من قبل الأسبان عام 478/1085، ألم عميق في ذاكرة أبنائها، حيث اعتبروه إنذاراً لسقوط البقية، وبهذا قال شاعرهم (المقري، نفح: 4/352):
يا أهل أندلس حُثّوا مَطِيَّكمُ
فما المُقامُ بها إلا منَ الغلطِ
الثوبُ يُنسلُ من أطرافه وأرى
ثوبَ الجزيرةِ منسولا من الوسط
ونحنُ بينَ عَدُوٍّ لا يفارقنا
كيفَ الحياة مع الحَيّاتِ في سَفَطِ
آخرون يرون أن معركة العُقاب عام 1212م التي هُزِمَ فيها الموحدون هزيمة شنيعة في عهد فرناندو الثالث (1199-1252م) ملك لُيون وكاستِيَّا، كانت نذير شؤم، فقد تهاوت بعد ذلك معظم المدن الإسلامية في الأندلس. فقد سقطت مدن كبيرة وصغيرة في عهده، منها: قرطبة عام 1236م بعدما حاصرها فرناندو بنفسه بمعية قواته، وجيّان عام 1246. ثم حاصر إشبيلية (انظر مقالتنا: «إشبيلية» في الموسوعة الإسلامية، إسطنبول 2001، المجلد 23، ص 428-429) سنة وخمسة أشهر فاستولى عليها سنة 1248م، وقد مُنِحَ لقب «سان» أي «القديس» لهذا السبب، وسرعان ما تحول مسجدها (انظر مقالتنا: منارة جامع إشبيلية «الخِيرَلْدا» في مجلة المعهد المصري، مدريد 2009م) إلى كنيسة سانتا مارِيَّا، ولم يبق منه بعد سنة 1402 م، سوى عقود تطل على صحنه من جهة الشمال والشرق (انظر: عبد العزيز سالم، المساجد والقصور في الأندلس، الإسكندرية 1986: 37-43). وكان مشاركاً في حصارها ابنه وولي عهده الفونسو العاشر.
وقبل وفاته كان يعدُّ حملة عسكرية ضد شمال إفريقيا، ولم يمنعه من التقدم سوى موته في إشبيلية عام 1252 م . على جبهة أخرى قام ملك أراغون؛ خايمه الأول، بالتوسع في مملكته فقام باحتلال جزر الباليار بين عامي 1228 و1232م، ومدينة بلنسية عام 1238 م. ولم يتبق للإسلام في الأندلس سوى غرناطة التي صمدت خلف حصونها المنيعة، وبقي بنو الأحمر يحكمونها حتى عام 1492 م.
الفونسو العاشر Alfonso X
(1252-1284م)
وبعد وفاة فرناندو، تولى الحكم بعده ابنه الفونسو العاشر (1252-1284). في الجانب العسكري استطاع أن يحتل شريس عام 1253، وقادس سنة 1264. وفي سنة 1264 استطاع أن يخمد خلال غضون أشهر الثورات العارمة للمُدَجَّنِينَ في دلتا نهر الوادي الكبير. ولم يستطع مواجهة ثورتهم في مرسية حتى اشتركت قوات كاسْتِيَّا وأرَاغُون بقيادة ملك الأخيرة؛ خايمه الأول، التي أدَّت إلى طرد أو هروب عشرات الآلاف منهم, مما أدَّى إلى تحويل قرى إلى أرض مقفرة، وخسارة فادحة في مضمار الزراعة والصناعة حتى الثقافة .
ولكن نزعة الفونسو العاشر الثقافية قد غلبت عليه فاشتهر بها، واستحقَّ لقب «العالم أو الحكيم» بجدارة، فبلغت الثقافة أوجها في عهده، فأنشأ معهداً للدراسات العليا في مرسية (1269)، واختار له أعلام المسلمين والنصارى واليهود، وعلى رأسهم أبو بكر الرقوطي، ثم نقله إلى أشبيلية وألحق به مجمعاً علمياً لمزج الحضارتين الإسلامية والمسيحية في حضارة إسبانية موحدة. كما حافظ على طابع طليطلة في مركزها الثقافي العالمي، وجمع حوله العلماء وعهد إليهم بالترجمة والتصنيف، وكان يشرف بنفسه على التوجيه والتحرير والتلخيص وكان معجباً بالحضارة الإسلامية، فأشرف على مدرسة مترجمي طليطلة التي أنشأها رايموندو الأول؛ رئيس أساقفة طليطلة، عام 1130، وشجعها وساهم فيها بنفسه إلى جانب علماء مسيحيين ومسلمين ويهود. فقد ترجموا من العربية إلى القشتالية (الإسبانية) كتباً قيمة، مثل: كليلة ودمنة الذي ترجم فيما بعد إلى أربعين لغة، وكانت من مصادر لافونتين كما اعترف هو بنفسه، وألف ليلة وليلة، والسِّندباد. وكذلك كتاب (الإسراء والمعراج) الذي ضاع وبقيت ترجمته الفرنسية من النسخة الإسبانية التي أمر بها الفونسو عام 1264، وقد انتشر في جميع إسبانيا في القرن 13 م، وكتب عنه رودريغو الطليطلي مختصراً باللغة اللاتينية في (تاريخ العرب)، كما أشير إليه في أول مدونة تاريخية إسبانية التي بعنوان (تاريخ إسبانيا). كما تُرجمت كتب الزَّرْقاليّ (ت 1100) أكبر فلكي الأندلس، مثل كتاب (الإسطرلاب أو الصفيحة) حيث أثرت أعماله وكتبه على تطوير الآلات والأجهزة الفلكية في أوروبا. وكتاب (المفضل) حول اتجاهات أحوال النجوم، تأليف المنجم ابن أبي الرجال، حيث ترجم سنة 1254، وبعد ذلك تُرجم إلى اللغات اللاتينية والعبرية والبرتغالية والفرنسية والإنكليزية. وكتاب (الفلاحة) لابن بَصَّال، وغيرها كثير.
والآن – عزيزي القارئ – هل عرفت لماذا اتخذ صاحب رواية (الزعفران) لروايته سنة 1252؟ . ففي هذه السنة كما يقول المؤلف: «إن الجيوش المسيحية فرضت سيطرتها على الأندلس ما عدا مملكة غرناطة», ويرفض مصطلح «الاسترداد»، «لأن المطرودين هم أندلسيون مسلمون أو يهود، وهذا لا يُراد سماعه». كما أن هذه السنة هي بداية حكم الفونسو العاشر الذي أدخل في إسبانيا معارف جديدة متأتية من جميع أرجاء المعمورة، وشغفه في الفن والتاريخ والقانون والعلوم والأدب جعله يترك أثراً عميقاً في مسار الثقافة في إسبانيا وفي بقية أوروبا.
مضمون الرواية
يعود زمن الرواية إلى سنة 1252، حيث يقرر مختار بن صالح؛ وهو أستاذ مسلم ، مغادرة قريته الأندلسية التي سيطر عليها المسيحيون فضجر من مخاطر حكمهم ، فأخذ يبحث عن مكان يستطيع أن يعيش فيه بأمان مع أقرانه. ولم يكن مسلحاً سوى بنسخة من القرآن ، وشيء من الملابس، وقلم كان هدية من الإمام. ولذلك كان يتنقل بين ربوع الأندلس التي كانت مزدهرة حينئذ، يقيم أو يتمشى في أزقة قرطبة ثم إشبيلية وأخيراً غرناطة.
وبفضل نصائح أساتذة مختلفين كان يلتقي بهم في الطريق، لم يمرّ وقت طويل حتى اكتشف أن رحلته لم تكن مادية فقط، وإنما أيضاً رحلة روحية بين الديانات الثلاث التي كانت تعيش في انسجام: الإسلام والمسيحية واليهودية. طوال هذا الطريق الصوفي -الدنيوي يأخذ بأيدينا لنتذوق طعم تلك الأيام الساحرة المتجذرة في التاريخ ، ويدعونا إلى الدخول في بيت طبيب مسلم، وسنكون شهود عيان لوليمة أقامتها عائلة قرطبية ، وسنرى كيف كان يعيش ويعمل المزارعون والمكارون والتجار وباعة الكتب ، مهما كان دينهم . ولأول مرة نكتشف كذلك كيف أن النساء تشارك بشكل فاعل في بناء الحياة الدينية والثقافية ، كل ذلك صاغه المؤلف بصورة محكمة وكياسة ودقة.
عند قراءة الرواية ستشعر أن المؤلف استطاع بأسلوب محنك قادر على تغيير آرائنا . وبكفاءة مشهودة استطاع أن يجرّ القارئ إلى «صلب الرواية» ، ليعايش فصولها، ويتحسس أحزانها وأفراحها، ويسمع حكاياتها ، ويشمّ عبق تلك الأيام الخلابة ، ويتدبر عِبَرَ تلك السنين ، ويبتسم أو يتألم مع أحداثها.
حُجَّة الرواية
نتلمس حجَّة الرواية عبر مقطع منها ذي قيمة عالية كما جاء على لسان بطلها: «السلطة الآن بيد النصارى الذين لم يوفوا بوعودهم ، فهم دمروا بالحديد والنار كلَّ شيء ، بما فيه مفهوم حياتي. آخرون أكثر شجاعة وأكثر جدارة استطاعوا الهروب في وقت كان ملفوفاً بالمخاطر، معارضين فكرة البقاء واعتناق الصليب . ولكن ماذا يمكن أن يفعل رجل مسالم أمام عدّو جبار؟! أنا لست محاربا، ولم يكن بمقدوري قطّ أن أقوم بردّ فعل ضد العنف. ولهذا أحياناً ، عندما أفكر في موقفي هذا أجِدُ مبرراً لتصرفي نحو الانقياد لعنف الأغلبية ، وعدم القدرة على المعارضة التي تقود إلى الخوف والخجل . وبعد وقت متأخّر ، متأخر جداً، بدأت الطريق نحو مملكة الأمل؛ غرناطة، بعد أن هُجِّرتُ من قريتي، حيث فقدتُ جميع أشيائي، وربما لن أراها أبداً، لذا أهربُ ، أهربُ كمشرد في الليل».
مؤلف الرواية ورواج الروايات
ولد خوسيه مانؤيل غارثيا مارين في مالقة شهر ديسمبر (كانون الأول) سنة 1954م. ومنذ عام 2002م يكرس جلّ وقته للأدب، ويعمل متخصصا في تاريخ الأندلس، حيث خصص له بحثه الأول بعنوان (الحمراء). ولكنه شُهِرَ كروائي ومؤلف مع صدور روايته الأولى (الزعفران) التي صدرت طبعتها الأولى عام 2005م، وصدر منها لحد سنة 2008م خمس طبعات، حيث حازت نجاحاً أكثر مما هو متوقع، على الصعيدين: النقدي، وعلى مستوى المبيعات. أما روايته الثالثة فهي بعنوان (سُلَّم الماء). ولهذا عُدَّ من أبرز رواد الرواية التاريخية الأندلسية. وهذه الطبعات المتعددة في وقت قياسي لهي مؤشر إيجابي لرواج الروايات التاريخية بشكلها العام وبفرعها الخاص الأندلسي، ودليل على ثقافة القراءة التي بدأت تنتشر بين الأسبان والتي لم تكن مقتصرة على طبقة من الشعب بعينها. ويمكنك معايشة ذلك عند صعودك صباحاً في المترو (قطار الأنفاق) الذي بلغ عدد المسافرين فيه في شهر يناير 2009م حوالي 55،6 مليون مسافر في أرجاء محافظة مدريد، فقد ترى أن من بين كل عشرة مسافرين، ستَّة أسبان عيونهم ملتصقة بكتاب أو مجلة أو جريدة، وقد (غضّوا) أبصارهم تماماً عما يدور حولهم، واثنين أو أكثر من الباقين قد انشغلوا بسماع الأغاني أو الموسيقى أو مراجعة دروسهم عن طريق سماعات وضعوها في آذانهم ، وأما الاثنان الباقيان فهم من أمريكا اللاتينية أو رومانيا أو المغرب أو بولونيا فقد تحالفوا مع الصخب واللغو.
حالة الرواية في روسيا هي على النقيض منها في إسبانيا حسب ما ذكرت فاطمة اليازجين في مقالتها المترجمة («الرواية التاريخية في الأدب الروسي»، جريدة العرب اليوم، 11/4/2009): (تبقى الرواية التاريخية على الهوامش بالنسبة للقارئ الروسي في القرن الحادي والعشرين؛ فالطلب عليها قليل, ولا يسأل عنها أحد, وكأنها دفنت أساسا... فقد اعتبرت الرواية التاريخية اللون الأكثر غرابة في الأدب الروسي).
ويبدو لي من استطلاعين نشرتهما (جريدة الشرق الأوسط) ، الأول (1 يناير 2009 العدد 10992) بعنوان «الرواية تتصدر قراءات المثقفين والكتّاب المصريين عام 2008»، أن معظمها سير ذاتية عن تجارب حياتية لكتابها، وهو شكل محدود من أشكال الكتابة، ضعيف التأثير، لذا حدا بالبعض أن يؤكد أن «الأدب المصري على وشك الانهيار بسبب الاحتفاء بنصوص ضعيفة». والثاني (8 يناير 2009 العدد 10999) بعنوان «الكتاب يتخفف من قيوده والروايات العالمية تستهوي مزاج المثقفين السعوديين» يفيد أن بوصلة المثقف السعودي كانت تتجه نحو الروايات سنة 2008م.
وقد أشار الدكتور عثمان الصيني في مقالته (المجلة العربية، عدد مايو 2009، العدد (388) جمادى الأولى 1430) بعنوان (بوصلة النشر تتجه للأدب) إلى «الاهتمام المتزايد بالنشر في مجال الأدب والبلاغة واللغة في السعودية حيث يصل إلى حوالي ثلث الكتب المنشورة في عام 2007م». وذكر أن مصر أنتجت 20،5% من مطبوعاتها في الآداب، والسعودية 30،2% من مطبوعاتها في الآداب» في نفس السنة.
وأخيراً كما يقول الروائي السعودي أحمد الدويحي «أن الرواية فن مدني يزدهر في المجتمعات المدنية ، ويستوعب كل الشرائح المتنوعة والمتعددة ، وأنها جنس أدبي شامل لكل الفنون الأدبية الأخرى».


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59