لو كان بيني وبينك سلطان ..
ما اخترت غير الجنون ..
ونفضت عن كاهلي قيد جسم
ورافقت الأنسام .. وقبّلت الغصون ..
من أنت ؟ ليس يعنيني ..
ولا يعنيني من أكون..
أنت أنفاس الليل حين يخطف الليل أنفاسي ..
وأنت جذوة ..
كلما ارتداها رماد العقل ..
أشعلها الجنون ..
جمرة تلوك أوزار قلبي ..
كانت دثارا لروحك ..
ثم صارت لروحي .. حريقا ..
فاشتعل الرماد .. حتى أغواه الأتون ..

***
غيمة مرت بي ..
سرقت دمعتي ...
فعزّ البكاء واغرورقت عيون ..
ومضت إليك تشكو حيرتي ..
فأمطرت شوقا ..
وأسلمتني يبابا ...
يراوده الأسى .. وتبكيه الشجون ..

أمنيات كم هربت مني ..
وكم أطبقت عليها الجفون ..
لكن أقدارك كما الريح ..
كلما احتضنتها أشجار قلبي ..
حطمت مني الغصون ..

وأعلم أنك لن تدركيني ..
فلا تستوي في محراب الهوى العقول ..
كل الورود التي أهديتها لعينيك ..
بعد أن تسقيك عطرها .. يعتصرها الذبول ...
وأنا من يستشف الأنين في دمعة الهوى ..
فيرتشف حزنا .. من طبعه أن يطول .

وسوسة الشيطان آثام كل مؤمن
وشيطاني نثار طلّ تعلقت به شفاه الدحنون ..
أنا ما خنت الليل حين زارني الصبح ..
لكن الليل من عادته أن يخون ..
والشمس وإن حيّرت أبا الأنبياء
لكنها ليست سدرة المنتهى ..
فالله لا يحب الأفول .

أعلم أني أكتب للريح ..
وأنك شأن السحاب الماطر ..
والياسمين العاطر
لا تأتين ..
أعلم انك لامست كل حرف في دفاتري ..
وأني جعلت منك للنجوم صبوة ..
لكنك .... شأن النجوم .. ترحلين ..
هو الحكم كما شاء الهوى ..
أو كما تشائين ..
إني حزين حين يفعم الليل كأسي
والليل نديم البائسين ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eng.jordan (المشاركة 44048) مدهش حقاً هذا الإنسياب الوجداني الذي يتحدر من ينابيع الإبداع متابعون لهذه اللوحات المتتابعة .. دمت بألق

كان مرورك في خصوبة الغيوم ودفء المطر ..
شكرا للتكريم ونبل المشاعر ..
يسمو حرفي المتواضع في فضاءاتكم ..
مودة خالصة ..