ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   الكاتب محمد خطاب ( فلسطين) (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   تقرير حال (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=36494)

محمد خطاب 04-08-2016 11:52 PM

تقرير حال
 

مع الثورات التي قامت في العالم العربي كانت الفكرة الأساسية للثورة هو انهيار الدولة بكل نظمها ورموزها وارتباط الانهيار بمفاهيم الثورة وقيام نظام آخر على اساس الثورة وأهدافها ، أي ان الأمر ارتبط بانهيار النظام ككل ..وتحقيق الاهداف الرئيسة التي بموجبها يتم إحداث التغيير الجذري الثوري في الدولة . ومع القمع البطش من النظام الحاكم ضد الشعب ، صنفت هذه الانظمة بالمستقرة والثابتة ، وكان لسقوطها دوياً افزع فئتين أولهما : الرموز التي كانت كالطحالب المنتفعة من وجود النظام ، فبنت امبراطوريتها على انغام التملق والنفاق ، ومن هؤلاء تلك الاقلام التي انضوت تحت مسمى النخب السياسية ، فمارست ازدواجية الأدوار بين نقد للنظام والظهور بمظهر الثوري والوطني ولكنه كان تحت اشراف النظام ورعايته ، وقد انكشفت حقيقتها تماما بوقوفها مع النظام ضد تطلعات الشعب ، الذي ما انفك هؤلاء بوصفه بالخانع والمستسلم .
وثانيهما : الغرب بكل رعبه وخوفه من انتفاضة تطيح بهؤلاء الذين صنعوهم في دهاليز السياسة ، وتطيح بمخططاته التي لا يفتر ابدا عن العمل فيها وتحقيقها .
وقد تعاون الجانبين لإسقاط الثورة والتغيير المنشود بكل السبل ، فكان التخطيط والتنسيق بين رموز ضحت بالرئيس لتبقى وتعيد النظام السابق بقالبه القديم مع وجه جديد ، يرتدي الكثير من الأقنعة ليخدع الثائرين ، ويشطر الثورة قسمين ثم تتالى الانقسامات ، مع الاستعانة بكل اعداء الأمة والمتربصين بها مثل ايران والأكراد .
لماذا إذن لا يُستغل الوضع المتردي من نظام يملك كل الأدوات لإعاقة الثورة وضربها وإسقاطها وذبح الشعب كما يحدث في سوريا الآن من نظام قام على الطائفية التي تمتد في جذور فكره ، مثل ما فعل نظام السيسي في مصر كامتداد للنظام العسكري في مصر ، والذي بفضلة توالت الهزائم واستمر التراجع على صعيد التطور ، وكان الشعار لدي هؤلاء جميعا ( إما أنا أو فلتحترق البلاد بمن فيها ) ، وليس أدل على ذلك تغاضي النظام العالمي المدعي للعدالة تغاضيه عن جرائم هؤلاء التي دمرت وأحرقت الأخضر واليابس كما يقال .
وتجردت الأقلام المأجورة تدافع عن الأنظمة البائدة ، وتهاجم الشعب وتطلعه للحرية والتغيير ، فكان الكثير من أمثال مصطفى بكري ، تجرد بكل قوة يهاجم ما كان يدعو إليه سابقا في ظل الانظمة السابقة . وتم اختراع عدوا يتمثل بتنظيمات اسلامية هي سبب كل ما حدث حتى ان احدهم اتهم حماس بحفر الخنادق وصولا للجزائر .
استخفاف بثورة لم تكن تملك رؤية او تخطيطا ، وشعب قام بها كان بعيدا عن الاشتراك في صنع القرار .
الثورة في ليبيا سقطت بعد أن تحكم بها امراء الحروب ، وكتائب هذا وذاك ممن تسلقوا الثورة لصنع مجدهم الشخصي وثرواتهم التي اطاحت بالبلاد واستقرارها وأصبحت قاب قوسين أو أدني من التقسيم ، بعد أن سالت دماء شبابها في حرب أهلية بدلا من تسيل لبنائها ونهضتها .
وفي سوريا نظام علوي طائفي نصيري يدمر البلاد ويشتت أبناءها في أوروبا برضى غربي بما يفعل ، وكل ذلك بأيدٍ ايرانية تختزن حقدها التاريخي على الاسلام والعرب السنة وترفع هذا الحقد عاليا ممثلا بعمامة سوداء يضعها ملاليها ، وأخيرا تدخلت روسيا لتحرق ما بقي في بلاد الشام ، ويبرر النظام في سوريا لإرساء قواعد أجنبية روسية في بلاده . ويعطيها الضوء الأخضر لتمزيق البلاد بساكنيها .

انكفاء مصر وصحوة السعودية متأخرة مع قدوم الملك سلمان فاقم من المشكلات وأصبحت أكثر تعقيدا ، وصار حلها اكثر صعوبة ، فكلما زاد وقت الأزمة زادت الأطراف المتدخلة ، وتداخلت وتشابكت الأمور أكثر .
وكان ذلك فرصة لأمريكا لمهاجمة السعودية واتهامها بالإرهاب ورعايته ، لأنها لم تسير في فلك الرؤية الامريكية التي ترتكز على أن تبقى ( اسرائيل ) متفوقة قوية وسط جيران ضعفاء متفرقين مفعول بهم دوما .

وامتدت هذه النظرة ايضا الى تركيا والتي هي في حلف الناتو ولكنها أي تركيا اسلامية الوجه ، ولذلك كان على امريكا ان تتخلى عنها في وجه التهديدات الروسية لها وتتقاعس هي وباقي دول الحلف عن نصرتها ، سوى بعض من التصريحات تفيد انه لا علاقة لنا ، المطلوب افشال أي نموذج إسلامي ناجح حتى لو كان ديمقراطيا على الصورة الغربية . تركيا يجب ان تعود الى التخلف فهي حفيدة الدولة العثمانية التي ارعبت الغرب مئات السنين وأقضت مضجعهم .
هذا يوضح ان الأمر ليس منوطا بالإتباع للغرب والسياسة الأمريكية في المنطقة بقدر ما هو حرب على كل ما هو مسلم وأقول ( مسلم سني ) فأمريكا على وفاق تام مع التشيع والشيعة ، فهم خدمهم في المنطقة من نفس المنطلق ان العربي السني هو التناقض الأول والذي يجب محاربته وإزالته .
فالسعودية ومنذ امد بعيد حليف للسياسة الأمريكية في المنطقة ، وفي لحظة ما انقلبت امريكا عليها برغم كل تحالفات الماضي ، ولم يشفع لتركيا انها عضو في حلف الناتو ، المطلوب ان نتبع ملتهم لقوله تعالى ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) .
وحتى لو اتبعنا ملتهم يجب ان نبقى تحت اقدامهم نخدمهم ونحقق رغباتهم .
ما يحدث في بلاد الثورات سيحدث في البلاد التي تظن نفسها انها آمنة وتسير في طوع السياسة الامريكية ، ولن ينفع أحد من البلاد العربية علاقات وتجارة مع ايران ، فستبقى ايران فارسية صفوية تجتر تاريخها بكل سوداوية وحقد ، ولن تحصل سلطة رام الله على شيء من الصهاينة ، فتغيير الوجوه أسهل من التنازل عندها ، ولن ترضى امريكا على أحد حتى تصبح عراقا ثانيا وسوريا نازفة ، ثم تغرق المنطقة في مشكل جديد ينسى بعده العرب القديم ويشغلهم الجديد .
محمد خطاب سويدان

Eng.Jordan 04-12-2016 08:48 AM

ما يحدث في بلاد الثورات سيحدث في البلاد التي تظن نفسها انها آمنة وتسير في طوع السياسة الامريكية ، ولن ينفع أحد من البلاد العربية علاقات وتجارة مع ايران ، فستبقى ايران فارسية صفوية تجتر تاريخها بكل سوداوية وحقد ، ولن تحصل سلطة رام الله على شيء من الصهاينة ، فتغيير الوجوه أسهل من التنازل عندها ، ولن ترضى امريكا على أحد حتى تصبح عراقا ثانيا وسوريا نازفة ، ثم تغرق المنطقة في مشكل جديد ينسى بعده العرب القديم ويشغلهم الجديد .

---------------


أتمنى أن تتحقق هذه النبؤة


ونرى حصاد حقدهم يرتد عليهم ...كما ارتد تطرف الجماعات التي دربوها وانشأوها عليهم




الدكتور محمد خطاب


كل الاحترام لشخصكم الكريم

محمد خطاب 04-13-2016 11:44 AM

طاب يومك الأخت الكريمة وطابت اوقاتك
ولعل الله يحدث بعد ذلك امرا
فالحق منتصر والباطل زاهق دوما
الاحترام والتقدير لكِ

د/عبدالله الشمراني 04-19-2016 08:20 AM

تحليل رائع اخي الدكتور خطاب , هذه هي الحقيقة التي يجب ان نقبلها قبل ان تفرض علينا , ان لم يكن بعضها قد فرض اصلا ..


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59