من اجمل القصص
قصة يرويها فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى : ---------------------- إنسان حدثني عن قصته ، قال لي : في بعض السنوات التي راجت فيها التجارة كثيراً ، وربحت أرباحاً طائلة ، وضعت في جيبي خمسمئة ألف ، والقصة قديمة جداً ، وأردت أن أسافر إلى بلد بعيد ، من دون زوجتي ، كي أستمتع بالحياة كما يحلو لي ، هكذا قال لي وصل إلى هذه البلاد البعيدة ، شاب في مقتبل حياته ، معه أموال كثيرة ، أراد أن يستمتع شعر بآلام في ظهره ، توجه إلى الطبيب ، فحص نفسه فإذا التقرير ورم خبيث في العمود الفقري ، قطع رحلته ، وعاد إلى بلده من جامع إلى جامع ، ومن شيخ إلى شيخ ، يرجو العودة إلى الله ، والتوبة والصلح معه ، ثم تبين أن هذا التقرير ليس صحيحاً ، لكن الله رده إليه . مرة إنسان أراد أن يسألني هذا السؤال الطريف ، قال لي : ما ملخص دعوتك في كل هذا العمر المديد ؟ قلت له كلمتان : إما أن تأتيه راكضاً ، أو أن يأتي بك ركضاً ، إما أن تأتيه باختيارك ، وإما بطريقة أو بأخرى يأتي بك إلى ذاته العلية . فالله "التواب" بهذه الآلام ، وهذا التحليل الغير الصحيح ، عاد إلى بلده ، وتاب إلى الله واصطلح معه . أعرف إنساناً شرد عن الله ، شباب ، وسامة ، ومال ، جاءته فتاة كاد يختل توازنه من محبتها ، جميلة جداً أصيبت بمرض في دمها الخبيث ، بذل كل ما يستطيع ، لم يدع طبيباً إلا وعالجها عنده ، ثم باع بيته ، وسافر إلى بريطانيا ليعالجها ، لم يستفد شيئاً قال لزوجته ؟ ما قولك أن نتوب إلى الله أنا وأنت ؟ تتحجبين ، وأنا أصلي ، ونصطلح مع الله وسبحان الله ! بهذه الطريقة بدأ الشفاء يتسرب إلى هذه الفتاة الصغيرة ، أنا حينما سمعت هذه القصة والله تأثرت تأثراً بالغاً ، مرض مخيف جاء كالضيف ، ردّ الأب والأم إلى الله عز وجل ، ثم تراجعت ، والبنت تزوجت ، والآن هي في أتمّ صحة . هكذا الشدائد يسوق الله لنا الشدائد كي نتوب إليه ، ولو دخلت إلى مسجد ورأيت فيه جمعاً غفيراً اعتقد اعتقاداً جازماً أن معظم هؤلاء الذين اصطلحوا مع الله ، اصطلحوا معه بعد معالجة خفيفة ، بعد تربية حكيمة ، بعد شدة ، بعد قلق ، بعد شبح مصيبة ، الله عز وجل تواب . أيها الأخوة ، هناك إنسان ملحد سمعت قصته ، إذا شخص انضم إلى هؤلاء ، إلى من يرفع شعار لا إله ، وعنده بقية رواسب إيمانية ، مهمة هذا الإنسان أن يستأصل كل هذه الرواسب الإيمانية ، هذه مهمته ، وعنده فتاة صغيرة آية في الجمال ، وتعلق بها تعلقاً شديداً ، ارتفعت حرارتها إلى الأربعين ، من طبيب إلى طبيب ، ما ترك وسيلة للمعالجة إلا وسلكها ، والحرارة ثابتة ، وقال الأطباء : هذا مرض نادر جداً ، ففي ساعات اليأس ، ساعات المحنة ، ساعات الإحباط ، خاطب ربه مع أنه كان ملحداً ، قال له : يا رب إما أن تشفيها ، وإما أن تميتها ، أو أن تميتني قبلها ، ما عاد يحتمل مرض ابنته وقام وصلى ، أول مرة يصلي بحياته ، فإذا بالحرارة تنخفض ، وتعود إلى طبيعتها . والله أيها الأخوة ، هناك قصص عن توبة التائبين ، وعن عودة المذنبين ، وعن الصلح مع رب العالمين ، بالغة التأثير ، قصص كثيرة جداً . ورد في الأثر (( وإذا رجع العبد العاصي إلى الله نادى مناد في السماوات والأرض ، أن هنؤوا فلاناً فقد اصطلح مع الله )) . لذلك يوم القيامة حينما يكشف الله لهذا الإنسان عن كل الشدة التي ساقها له ، وعن كل المتاعب التي صرفها إليه ، وعن كل العقبات التي وضعت أمامه إذا أراد المعصية ، وعن كل المشكلات التي ألمت به حينما ابتعد عن الله عز وجل ، لابدّ من يذوب شوقاً لله عز وجل ، لأنه رحمه في الدنيا ، ورد في بعض الآثار القدسية: (( وعزتي وجلالي ، لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحب أن أرحمه ، إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقماً في جسده ، أو إقتاراً في رزقه ، أو مصيبة في ماله أو ولده ، حتى أبلغ منه مثل الذر ، فإذا بقي عليه شيء شددت عليه سكرات الموت ، حتى يلقاني كيوم ولدته أمه ) :1: |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع