ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   أخبار ومختارات أدبية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   رحيل رائد الرومانسية في المغرب الصباغ: اختارتني الكتابة لغرض أجهله (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=14252)

Eng.Jordan 06-13-2013 09:01 AM

رحيل رائد الرومانسية في المغرب الصباغ: اختارتني الكتابة لغرض أجهله
 
الموسوعة العربية : الكاتب : محمد القاضي: المغرب


في يوم 9/4/2013 ودع الحياة الأديب المغربي محمد الصباغ عن عمر 85 سنة، وذلك إثر مرض عضال لم ينفع معه علاج، وكان من الوجوه الأدبية المغربية التي أغنت الساحة الإبداعية بالعديد من المؤلفات والكتابات ذات الطابع الرومانسي لفترة زمنية تزيد على ستين سنة.

http://allpress.pro/images/2013/lakome/454379864.jpg


تنوعت كتاباته وتطرقت إلى مختلف الأجناس الأدبية: شعر، قصة، مقالة، خاطرة، الترجمة عن الإسبانية، أدب الأطفال. تجلت مواهبه في الكتابة مبكراً، وعمره لا يزيد عن سبع عشرة سنة، وذلك منذ الأربعينيات من القرن الماضي، فنشر في الصحف والمجلات (الريف) و(الأنيس) و(الصباح) و(النهار) التي كانت تصدر إذاك في مسقط رأسه مدينة تطوان شمال المغرب، التي استقبلته سنة 1930 وليداً ورضيعاً واحتضنته شاباً وكهلاً.
تلقى تعليمه الأول في البيت على يد والده وحفظ القرآن الكريم منذ صغره، فقد كان والده على حظ وافر من التعليم، اشتغل بالتدريس والإمامة والعدالة والقضاء، وبالتالي نشأ الصباغ وترعرع بين الحرف العربي وجماليته وسحره وموسيقاه.
تابع دراسته بالمعهد الحر، ثم انتقل إلى ثانوية المعهد الرسمي (القاضي عياض) بتطوان، وكان خلال دراسته نابهاً وذكياً، يشارك في الأنشطة التي كانت تنظمها المؤسسة التعليمية من محاضرات وندوات وتقديم عروض مسرحية وموسيقية ومعارض للفنون التشكيلية، إضافة إلى الحركة الفكرية والثقافية والصحافية التي كانت تزخر بها مدينة تطوان إذاك، بفضل العدد الكبير من الأعلام الذين كانوا يملؤون الساحة كالأستاذ الزعيم عبد الخالق الطريس والشيخ العلامة المكي الناصري, والمؤرخ الكبير محمد داود، والعلامة التهامي الوزاني، والعلامة عبدالله كنون، والأستاذ الباحث محمد بن تاويت، والشاعر إبراهيم الإلغي، والأديب محمد العربي الخطابي، والأديب المترجم عبد اللطيف الخطيب.. وغيرهم.
في هذا الجو النهضوي والفكري والأدبي الذي كانت تعيشه المدينة، تكون الصباغ تكويناً ثقافياً باللغتين العربية والإسبانية، ويؤكد الدكتور عبدالعلي الودغيري في دراسته عن أدب الصباغ بأنه: «كان لرواج الصحافة بهذه المدينة فضل كبير على الكتاب والمثقفين، ومنهم صاحبنا محمد الصباغ»، إضافة إلى قراءاته المتعددة والمتنوعة باللغتين العربية والإسبانية، حيث كان يعمل بجد في تكوين نفسه والرفع من مستواه العلمي، ومع مرور الأيام ازداد تعلقه بالدرس والتحصيل، وسافر مع أقلام وخيالات كثيرة ومتنوعة لكتّاب رسموا له الطريق في درب الحياة والفكر، فصار وفياً لصحبتهم، متطلعاً باستمرار إلى عوالمهم. «والشخصيات التي شعشعت في مسالك حياتي هي (العلال) نسبة إلى العالم الزعيم السياسي المغربي علال الفاسي.. فهو الذي أجاز لي بمرونة وحذق اجتهاده، أن أمنع من الصرف بعض الكلمات المعربات وأعرب بعض ممنوعاتها من الصرف، فأمنع من الصرف جميع الكلمات التي تفيد القيم، والمثل العليا، وأعرب الكلمات التي يسهل تسخيرها وعطفها، وانبطاحها، مجرورة، ومنصوبة، ومعقوفة. أكيد، لا وجود لمكان واو المعية في إشراقاته وتألقاته».
ومن تطوان امتد نشاطه إلى الرباط, حيث نشر في مجلة (رسالة المغرب) فتحقق حلمه كأديب مبدع ليقتحم عالم النشر خارج وطنه، فاستقطبته المجلات والجرائد العربية في تونس ولبنان والمهجر: مثل مجلة الأديب، والبيرق، والعرفان، والبيان. إضافة إلى المجلات الإسبانية مثل مجلة (كاراكولا) التي كانت تصدر بمقالة, حيث نشر فيها مقطوعة (اللغز) أهداها إلى صديقه الأديب الإسباني (خاثينطو لوبيث كورخي) وذلك في ديسمبر 1953، كما نشر في مجلة (الشعر الإسباني) التي كانت تصدر في مدريد، ومجلة (كانطيكو) القرطبية، ومجلة (دابو) التي كانت تصدر بجزيرة مايوركا.
لقد أفرغ فيها كل محاولاته وتجاربه، وما لبث أن تمرس بالكتابة حتى أصبح يفرض نفسه ويزاحم القافلة التي غدا هدفها مزاولة الكتابة لا غير، فأخلص لها وثابر في بنائها لبنة لبنة، سنين طويلة بحيث شكل منها جوهر رؤيته للعالم والناس وشكلت منه الشاعر الناثر بامتياز، فدعا إلى تأسيس اتحاد كتاب المغرب سنة 1961 من مدينة الرباط، التي انتقل إليها ملحقاً بوزارة الشؤون الإسلامية ورئيساً لقسم الدراسات العربية، وانتخب مرتين عضواً في المجلس التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب منذ نشأته حتى الآن، كما عمل رئيساً لتحرير مجلات: (الثقافة المغربية) و(البحث العلمي) و(المناهل) التي كانت تصدرها وزارة الثقافة المغربية.
محمد الصباغ الأديب
استقام على عرش الأدب وأصبح يشار إليه بالبنان، وانتشرت كتبه بين القراء والنقاد، وحظي بالتقدير في الأوساط الثقافية المغربية والعربية والإسبانية، وحصل على جائزة المغرب في الآداب سنة 1970، وعلى وسام الاستحقاق الفكري الإسباني سنة 1986، وترجمت أعماله إلى اللغة الإسبانية، وكان الكاتب المغربي الوحيد الذي كانت له صلات شخصية وفكرية بأدباء المهجر العرب، وقد انبثقت هذه الصلات من خلال مجلة (الأنيس) التي كانت تصدر في مدينة تطوان ابتداء من سنة 1947 إلى 1957، وشكلت مرآة من مرايا الأدب المغربي الحديث في مرحلة نشوئه. وجل الأدباء والكتاب التطوانيين الذين لمعت أسماؤهم من بعد، والذين ينتمون إلى جيله؛ مروا في نشأتهم الأدبية الأولى برواق هذه المجلة، وبفضلها تعرف على كوكبة من المبدعين اللبنانيين والمهجرين فتوثقت بينهم أواصر الصداقة, من بينهم: ميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، وبولس سلامة، وسعيد عقل، وبشارة الخوري (الأخطل الصغير) وشفيق المعلوف، ورشيد سليم الخوري (الشاعر القروي) وفوزي المعلوف، وحبيب مسعود ويوسف البعيني، وكان يحتفظ برسائل من هؤلاء جمعت في كتاب (رسائل الصباغ), ونشرها الدكتور عبد العلي الودغيري. إلى جانب مؤلفاتهم المهداة إليه، يعود تاريخ أول رسالة إلى 7/4/1953 وهي من ميخائيل نعيمة وآخرها مؤرخة بتاريخ 15/3/1981 وهي من نفس الأديب جواباً على رسالة محمد الصباغ التي يستأذنه فيها بنشر رسائله، فاستجاب لرغبته.
وقد قدم لهذه المكاتبات الدكتور إحسان عباس, ومما جاء فيها: «ولست أود أن أسترسل في استخراج بعض الحقائق المضيئة في هذه الرسائل، ولكني أعتقد اعتقاداً يلحق باليقين بأن محمد الصباغ قد أحب تلك الرسائل مع تفاوت مادتها، ورعاها حادباً، وحفظها حفظ الوديعة الغالية، فإذا جاء اليوم ينشرها فلأنه رأى أن يشرك القراء فيما أمدته به من فائدة ومتعة، وما تستشرفه من آفاق، وما تفتحه من مجالات، فهي للقراء، ولمؤرخي الأدب الحديث (وثائق) قيمة لا غنى عنها، تكشف عن حقائق كثيرة لم تكن معروفة، وتنثر هنا وهناك مقاييس نقدية هامة، وتحتوي نظرات كاشفة في بعض الأحداث والأوضاع في المشرق والمغرب، وهي ضرورية لمن يكتب سير هؤلاء الأدباء، كما أنها معرض لجوانب من سيرة الصباغ، ومن نشاطه الأدبي والصحافي، ومن عطائه الغزير، فهو لا يكاد يصدر كتاباً حتى يقفي على آثاره بأخ له، ولا يكاد يستريح من إنجاز مشروع حتى تهمم لبدء مشروع آخر، وتلك حيوية فذة قل أن تجد لها مشبهاً».
يرى الأستاذ الأديب أحمد اليوبري أن ما يسترعي انتباه القارئ لأعمال محمد الصباغ، مهما كانت أشكال تعبيرها، أنها تأبى الخضوع لقواعد التجنيس الأدبي، والتصنيف النقدي الصارم، متجلية، بكل امتياز، نصوصاً إبداعية، يتداخل فيها السردي والشعري والتاريخي والتأملي والأسطوري والمعيش، إنها (نقطة نظام) في خضم كتابة واقعية، من أجل إعادة النظر في هويتها وأدوات تعبيرها في أفق يصبح فيه الحكي (فوارة الظمأ) والصورة (عنقود ندى), وتتألق فيه الحكم الشعرية (شموعاً على الطريق) وتشرق فيه الكتابة (كالرسم بالوهم) يذري الواقع شظايا تشع بألف لون ولون.
خصائص نشاطه الأدبي
امتاز النشاط الأدبي لمحمد الصباغ ببعض الخصائص البارزة، نوردها هنا مختصرة:
1 - تأثره في بداية عهده بأدب المهجر، وربطه صلات مع أعلامه كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
2 - شغفه بالأدب الإسباني، فقد نهل هذا الأدب من منابعه الصافية ودرس نفائس آثاره وربط أوثق الصلات مع أعلامه في ذلك الحين.
3 - نهمه بالأدب والفن والثقافة وتنوع اهتماماته.
4 - أنه زيادة على صفته كأديب مبدع أغنى الأدب المغربي والأدب العربي بإنتاجه الجميل الغزير, وصرف جزءاً مهماً من نشاطه في خدمة الأدب والثقافة ونشرهما في المجلات المغربية والعربية.
الصباغ والأدب الإسباني
عوامل كثيرة دفعته إلى الانفتاح على الأدب الإسباني أهمها: ثقافته المزدوجة التي تمكن منها بحكم نظام التعليم الذي كان سائداً بالمنطقة الشمالية أيام الحماية الإسبانية والقائم على التلقين باللغتين العربية والإسبانية، ثم المحيط العام الذي كان قائماً على التعايش السلمي بين المجتمعين التطواني والإسباني، إضافة إلى العلاقات المتميزة التي ربطته ببعض الأساتذة والأدباء الإسبان سواء في تطوان أو في إسبانيا، واهتمامه بترجمة روائع الأدب الإسباني إلى العربية ومنها إلى اللغة الإسبانية.
وكان أول من ترجم إلى العربية قصائد من شعر (أنطونيو ماتشادو 1875-1939) بمناسبة الذكرى العشرين لوفاته، فضلاً عن قصائد أخرى متفرقة للشعراء مانويل ماتشادو، وداماسو ألونصو، ولويس ثيرنودا، ولوركا، وخيراردو دييغو.. وغيرهم.
فأصبح من بين الكتاب المغاربة المعاصرين له حضور في المجال الثقافي الإسباني, وذلك منذ الخمسينيات من القرن الماضي، حيث كان ينشر إنتاجاته الشعرية في مجلتي (المعتمد) و(كتامة), ويتعاون مع القائمين عليهما في ترجمة نصوص من الأدبين الإسباني والعربي إلى اللغتين، كما صدرت له دواوين شعرية في إسبانيا عن دار أدونيس الشهيرة نذكر منها: (أنا والقمر) و(شجرة النار).
وقام المستعرب الإسباني الكبير بيدرو مارتنيث مونتابيث بترجمة إحدى قصص (عندلة)، كما ترجمت نصوص من كتابه (شجرة محار).. وغيرها من الأعمال من طرف مستشرقين إسبان كالدكتورة ليونور مارتنيث التي ترجمت بعض أعماله إلى الإسبانية, ولقيت ترحيباً كبيراً ربما فاق كل ما يتوقع.
وكان محط استجوابات أدبية من طرف اليوميات الإسبانية، وبالمناسبة فإن محمد الصباغ كان كثير الزيارة أثناء رحلاته إلى إسبانيا لبيت الشاعر فيسنتي إليكسندري الحاصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1977، ويحضر إلى جانبه في المقهى الأدبي الشهير بمدريد (خيخون) الذي كان يرتاده الكثير من الأدباء والشعراء وكتاب المسرح والرسامين ويعقدون فيها الندوات يومية: صباحاً ومساء وليلاً. فكان بمثابة مقهى الفيشاوي الشهير بالقاهرة. وقد كتب هذا الشاعر عنه عندما صدر ديوانه (شجرة النار) قائلاً: «نحس في صوت هذا الشاعر العربي بصلة قريبة منا، ففي أغانيه التي يصدح بها صدق وحرارة وتشاؤم».
كما أن الشاعر فيسنتي إليكسندري قام بزيارته في تطوان عندما قدم إليها سنة 1955 واصطحبه في زيارة إلى مدينة شفشاون التي أعجب بها كثيراً، وكتب عنها قائلاً: «إذا قلت إنه قد أعجبني - من رحلة الزيارة- مدينة شفشاون ذات التعاريج المنطوية على آذانها والتي ت*** العقل، والمترنمة بخرير مياهها، بحيث يأخذ المتجول فيها خشوعاً دينياً؛ فليس هذا بالحقيقة الكاملة، ولكن هي دلالة تقربني إليها».
يقول الأديب الإسباني خاثينتو لوبث كورخي عن صديقه محمد الصباغ إنه بفضل هذا الأخير تعرفنا لأول مرة من خلال ترجماته إلى الإسبانية على كبار شعراء العرب، في القرن العشرين: لبنانيين، سوريين، عراقيين، فلسطينيين، مصريين، تونسيين، مغاربة.
الصباغ وأدب الأطفال
يقول محمد الصباغ في كلمات له تحت عنوان (الطفولة) في كتابه (كالرسم بالوهم): «الطفولة لعلها أخطر كلمة في فقه كل أمة، إنها مصيرها، تبني أمة أو تدمرها، ترفعها أو تزلزلها أنقاضاً وخراباً». لقد أحس الصباغ بفقر في أدب الطفولة الذي يسميه (بحليب الأدب) لأنه جديد في شرفات إبداعاتنا كما يقول، فهناك محاولات شتى في المغرب، وفي بعض البلاد العربية، إلا أنها لم تتطور، ولم ترق إلى المستوى المنشود، ويعود ذلك في نظره إلى قلة الاهتمام والعناية به، من لدن المبدعين هنا وهناك، القادرين على سبر أغوار هذا العالم الطفولي، الساحر، المعلق، والكشف على رائعات زقزقاته البريئة، وبدائع حليبه الناصعة، ولطائف هذيانه ونغوائه الرائقة.
لقد اقتحم هذا الميدان ببراعته المعهودة وشاعريته ورفاهة إحساسه، وبأسلوبه الرفيع المتميز، فكتب سنة 1975 قصة (عندلة) على اسم ابنته، ثم تلاها بمجموعة قصصية للأطفال تحت عنوان (بسمة) و(أريج الكلام) و(أزهار بحيرة)، كما أصدر ملحقاً للأطفال سماه (مناهل الأطفال) عندما كان مشرفاً على مجلة (المناهل) الرائعة التي ما زالت تصدر إلى اليوم عن وزارة الثقافة المغربية.
فكان من الأوائل الذين اهتموا بالطفل وبعالم الصغار اهتمامهم بعالم الكبار، ولابد لكل من يلج سراديبه أن يتسلح بالصبر والأناة والصدق والصفاء، وكما يؤكد بنفسه في أحد حواراته بأن التعامل مع شفوف هذا العالم يقتضي نباهة حادة في الحس، والذوق، والمعرفة: نبرة، وصورة، وشكلاً، وصيغة، وترغيباً، وترفيهاً. تلك جملة عوامل ثوابت، إن هي تضافرت في سياق نص، أتى بنزهة ضاحكة، مسلية، سعيدة، مضيئة، مفيدة، في عالم الطفولة, في عالم الطفل الذي يرقد في كل واحد منا.
ولهذا وضع الصباغ في الحسبان هذه الاعتبارات كلها، وهو في ذلك كله حذر يقظ يعي حقيقة أن عالم الطفل يسوده الفضول وتملؤه الصراحة والبراءة والتلقائية، فكان يعتني بكلماته اعتناء خاصاً وينتقيها بكل دقة؛ فقد وجد في الطفولة فرحة متجددة هي أشبه شيء بفرحة الصباح، والنزهة مع الطفولة فيها متعة وانشراح، إنه الطريق الإلهي، ففي الطفولة براءة وطهر، وفيها تتبدد التجاعيد العابسة عن الفجر الجميل الأخاذ.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59