ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=35)
-   -   استدراكات عَلى النصُوص الشعريّة في كتاب "شعراء عباسيّون" (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=14596)

Eng.Jordan 06-21-2013 04:04 PM

استدراكات عَلى النصُوص الشعريّة في كتاب "شعراء عباسيّون"
 
1 مرفق
للمهندس السيَّد حَاتِم غنيم تمهيد:
جَمْعُ أشعار من فُقدت دواوينهم من الشعراء أمر ليس بالهيّن، فهو يحتاج إلى التنقيب في كل يمكن التوصل إليه من المراجع والكتب المطبوعة والمخطوطة، ومقارنة الروايات المختلفة واختيار الأنسب؛ علاوة على ترجيح نسبة الشعر إلى شاعر ما عند الاختلاف في نسبته باختلاف المراجع، وغيرها من وسائل الترجيح والاستدلال. فإذا أخذنا بالاعتبار أن كثيراً من المراجع المطبوعة لم يُحَقَّق جيداً ولم يُفَهْرَس، عَلِمْنا مدى الجهد الذي يبذل في جمع النتف المتبقية من نتاج شاعر ما. وقد قام المستشرق الدكتور غوستاف فون غرنباوم بجمع أشعار عدة شعراء نشرها مع دراسات وتعليقات قيّمة في مجلة (Orientalia)([1])، وقد قام الأستاذ الدكتور محمد يوسف نجم بترجمة الدراسات الخاصة بثلاثة شعراء عباسيين، وصَحَّح بعضاً من النصوص، وأضاف إليها شيئاً مما فات الدكتور غرنباوم (حوالي 68 بيتاً) ثم نشرها في كتاب (شعراء عباسيون)([2]). وقد قام الدكتور إحسان عباس بمراجعة الكتاب.
الشعراء موضع الدراسة:
لا يجمع بين الشعراء الثلاثة الذين تَمَّت دراستهم في الكتاب المذكور سوى وجودهم في عصر واحد، هو بداية الدولة العباسية: فمطيع بن إياس الشاعر اللاهي، نديم الوليد بن يزيد، والمستهتر المتهم بالزندقة، يختلف في نمط حياته ومواضيع أشعاره عن سلم الخاسر، شاعر البلاط المتفرغ لمدح الخلفاء والأمراء والولاة، وكلاهما غريب عن أبي الشمقمق الشاعر الفَكِه المنتقد الساخر المتذمر. وإذا كان هذا الاختلاف يُصَعِّب المقارنة بين هؤلاء الشعراء، ولا يُشعرنا بوجود مبرّر لجمع أشعارهم في كتاب واحد دون غيرهم من الشعراء([3])، فلعل مثل هذا الاختيار يساعد في إعطاء الباحثين صورة شاملة لجميع نواحي العصر الذي عاشوا فيه. وقد قَدَّم الأستاذ فان غربناوم لمحة موجزة عن حياة كل شاعر، والنواحي الفنية التي يتميّز بها وتجدر ملاحظتها؛ وتعليقاتُهُ على إيجازها قيّمة ومفيدة للباحثين في تطور الشعر العباسي وتاريخه.
هذه الاستدراكات:
عندما حصلتُ على الكتاب (قبل حوالي عشر سنوات) وبدأت مطالعته، لم يخطر ببالي تتبّع ما فات الأساتذة الذين ساهموا في جمع نصوصه والتعليق عليه، وذلك لأن عملي في حقل الهندسة يستغرق جُلّ وقتي، ومثل هذا الهدف يستلزم التفرغ ومراجعة الكتب وزيارة المكتبات (كمكتبة الجامعة مثلاً)، وأنا لضيق وقتي لا أستطيع الرجوع إلا إلى المراجع الموجودة في مكتبي الخاصة، وهي، مهما بلغ حجمها، يعوزها الكثير من المراجع. ولكنني عندما وصلت في مطالعتي إلى آخر ما جمع لسلم الخاسر، وجدت المترجم قد أضاف بيتين عن كتاب "الورقة" اعتبرهما من البحر السريع، وهما([4]):
تخاله مستقبلاً مقعياً
وهو على أرهافه وطيّه


حتى إذا استدبرته قلت أكَبْ
يقصر عنه المحزمان واللّبَبْ


وبما أنني أعرف هذين البيتين في شعر علي بن جبلة العَكَوّك([5])، في قصيدة من بحر الرجز، فقد ظننت في البداية أن صدر البيت الأول فيه خلل، وأن النسبة لسلم غير صحيحة، أو على الأقل مشكوك بها، حتى رجعت إلى كتاب الورقة([6]) فوجدت البيتين في ترجمة العَكَوَّك، حيث ذكر البيت الأول كما يلي:
تحسبه أقعد في استقباله


وهو إذا استدبرته قلت أكَبْ


ثم قال: "وقد أخذ هذا المعنى من سلم الخاسر حيث يقول:
تخاله مستقبلاً مقعيا
وهو على أرهافه وطيّه


حتى إذا استدبرته قلت أَكَبْ
يقصر عنه المحزمان واللّبَبْ"


فأدركت بديهة أن هناك خطأ من الناسخ للأصل استبدل به عجز بيت سلم (الذي هو من البحر السريع) بعجز بيت علي بن جبلة، ثم أكمل بيتي علي([7]) استمراراً في الخطأ؛ فتوهَّمَ محقِّقا الكتاب([8]) أن البيتين لسلم، ولم يوضحا اختلاف البحر بين صدر البيت الأول وبقية الشعر؛ ولا بد أن محقق الطبعة الأولى من كتاب الورقة([9])، وهي التي رجع إليها الدكتور نجم، لم ينبِّه أيضاً إلى هذا الاختلال، فتبعه الدكتور نجم في وهمه.
عند ذلك حاولت أن أجد تكملة بيت سلم في المراجع المتوافرة لدى فلم أوفق، ولكنني وجدتُ في كتاب الوساطة([10]) بيتاً منسوباً لبعض العرب:
تخاله مستقبلاً أقعدا


وهو إذا استدبرت مكبوبُ


ورغم أنني لم أقع على قصيدة لسلم على هذا الوزن وبهذه القافية ([11])، إلا أنني رجحت أن يكون هذا هو بيت سلم المذكور في "الورقة" وكلمة (أقعدا) في صدر البيت رواية أخرى للبيت.
وخلال بحثي عن بيت سلم هذا وقعت على بعض النصوص لسلم ليست موجودة في المجموعة المنشورة، فدَونتُها لنفسي أولاً، ثم لما وجدتها مجموعة صالحة، عزمت على إرسالها للأستاذ الدكتور نجم؛ واستكمالاً للبحث تَتَبَّعتُ بعض النصوص التي فاتته لأبي الشمقمق ومطيع، ولكن الأمر استغرق مني أكثر مما قدرت؛ ثم حدثت عوائق منعتني من إرسال ما جمعت إليه، وبعدئذ رأيت من الأفضل نشر هذه الاستدراكات تعميماً للفائدة، ولكيلا تبقى في انتظار طبعة ثانية من الكتاب لكي تظهر للنور.
وبلغ مجموع ما تتبَّعتُه من الأبيات 15 بيتاً لمطيع و46 بيتاً لسلم و40 بيتاً لأبي الشمقمق. ولا أريد هنا أن أُهَوِّن من الجهد الذي قام به جامعو الكتاب، فكثير من الكتب التي رجعتُ إليها لم تكن قد طُبعت بعد، وليس ما قمتُ به إلا محاولة أرجو أن أكون وُفِّقتُ بها لإكمال ما بذلوه من جهود.
الأبيات المستدركة على ما جمع لمطيع:
أ‌- تخريجها: الحيوان 5/603، الأول في البرصان.
والعرجان 318 (من المنسرح)
1- قد دلَّهَتْني طويلة العُنُقِ
2- أقلَقُ مِن بُعدها فإن قَرُبَتْ



وحُبُّ طول الأعناق مِن خُلُقي
فالقرب أيضاً يزيدُ في قَلَقي


ب- تخريجها: الإبانة 151 (من البسيط)

1- أَبَى جزائي على مدحي له وغدا




يعمُّ هاجِيَه جهلاً بنائِلهِ






2- فلا يميِّزُ من هاجيهِ مادِحَهُ




ولا يُحُقِّق فيهِ ظَنَّ آملِهِ




3- لو كان للسيف عقلٌ أو محافظة




لما قَرَى جِيْدُ جاليه وصاقلِهِ








ج- تخريجها: تاريخ بغداد 12/ 351 (من الطويل)
1- وما زال بي حُبّيك حتى كأنني




برجعِ جوابِ السائلي عنك أعجمُ


2- لا سلم من قول الوشاة وتسلمي




-سلمتِ- وهل حيٌّ على الناس يَسلمُ





د- تخريجها: الإبانة 70 (من مجزوء الكامل المرفل)
1- يا ابن الجحاجحة القُرو
2- والمستضاء برأيه
3- لا تَشْكُ عارضَ عِلَّةٍ
4- فالله جَلَّى ما ترا
5- وكساك عاجلَ صِحَّةٍ
6- والبدُر يُكسِبُه المَحا


مِ السادةِ الغُرِّ الكرامِ
وبوجهه وابن الإمامِ
وَلَّى ولم يَكُ ذا عرامِ
كَمَ مِن سحائبها العِظامِ
وسلامةٍ طولُ السقامِ
قُ سنى الإضاءةِ التمامِ


هـ- تخريجها: درة الغوّاص 139، والأبيات الأربعة في كنايات الجرجاني 45 منسوبة ليحيى بن زياد، والبيتان الأخيران – وهما المقطوعة 67 ص 67 من كتاب (شعراء عباسيون)- منسوبان لمطيع في الغيب المسجم 2/61 (من البسيط)
1- أمن قلوص غدت لم يحذها أحد



إلّا تذكرها بالرمل أوطانا


2- خان العقال لها فانبتَّ إذ نفرت



وإنما الذنب فيها للذي خانا


أوليتنا منك هجراناً وَمقِليَةً





ولم تزرنا كما قد كنتَ تغشانا


خَفِّض عليك فما في الناس ذو إبل





إلا وأيْنُقُه يَشْرُوْنَ أحيانا


ملاحظات أخرى على ما جُمع لمطيع:
‌أ- المقطوعة 11 ص 37 من مخلع البسيط وليس من مجزوء البسيط. وكذلك المقطوعة 19 ص 41؛ أما المقطوعة 52 ص 60 فهي من مجزوء الرجز لا من السريع.
‌ب- المقطوعة 16 ص39 هي لعبدالله بن معاوية في مطيع، ونسبتها لمطيع وَهْم.
‌ج- المقطوعة 19 ص41 نُسِبت لمطيع عن الحماسة، وهي من ضمن سبعة أبيات في الأغاني 14/ 325، منسوبة لحماد عجرد في رثاء الأسود بن خلف؛ ومما يرجِّح ما جاء في الأغاني أنَّ ذكر الأسود جاء في البيت الرابع:
على صدى أسود المُوارَى


في اللَّحد والترب والصفيحِ


مما يؤكد أنها في رثاء الأسود وليس في رثاء يحيى بن زياد كما في الحماسة.
د‌- القصيدة 23 ص 42 ليست في موت أبيه ولكن في غلام اسمه محمد بن سالم سافَرَ إلى الري..
هـ- المقطوعة 40 ص54 (ستة أبيات) نقلها الجامع عن الأغاني لمطيع، وهي لبشار من قصيدة (26 بيتاً) في ديوانه 3/169 (لجنة التأليف) ومنها 23 بيتاً في الأغاني 3/183 لبشار، وفي نور القبس 118 (23 بيتاً) لبشار.
و- لا دليل على نسبة المقطوعة 45 ص 56 لمطيع.
ز- المقطوعة 76 ص73، لم يستقم فيها وزن البيت الأول، ولو اطلعنا على ما في الأصل لرجح عندنا أن قراءة البيت يجب أن تكون:
يا مُسمَّى باسم النبيّ الذي خصَّ به الله عبده زكريّا.
ح- المقطوعة 77 ص73، جميع أبياتها من الهزج ما عدا البيت الأول، فالرواية المذكورة في الكتاب من مجزوء الوافر. وتصحيح البيت (عن بدائع البدائه ص 217):
ألا يا بأبي الناظر من بينهمُ نَحْوي
وهو بهذه الرواية من الهزج أيضاً.
ط‌- في الهفوات النادرة (ص352) قصيدة في هجاء أصفهان لعتراه(؟؟) الخياط من عشرة أبيات، جاء من ضمنها الأبيات 4، 5، 6 من المقطوعة 32 ص48.
الأبيات المستدركة على ما جُمع لسلم:
أ- تخريجها: كنايات الجرجاني 70 (من مجزوء الرمل)
1- خاط لي زيد قباءْ
2- قُل لمن يعرف هذا


ليت عينيه سواءْ
أمديح أم هجاءْ


ب- تخريجها: الأنوار 1/305 (من السريع)
1- وأَغتدِي والشمسُ محجوبة
2- بسابغِ الأضلاع ذي ميعة
3- هاديه مثل الشطر من خَلقه
4- تخاله مستقبلاً مقعياً
5- يشرف أو ينحط كلٌّ معاً
6- كأنما الشِّعْرَى على وجهه
7- يحمل منه بعضُه بعضَه
8- كالريح إلا أنها صورة


لم تَنْسَفِر عنها الجلابيبُ
تمَّت له ساق وعرقوبُ
إذا عدا والبطنُ مقبوبُ
وهو إذا استدبرتُ مكبوبُ
فالخلق تصعيدٌ وتصويبُ
وفي مجاري المتن تذهيبُ
فراكب منه ومركوبُ
يسمو بها شدٌّ وتقريبُ





ج- تخريجها: الصبح المنبي 84 (من الكامل)
1- وكتائب تغشى العيون إذا جرى




ماء الحديد عليهم الرجراجُ


2- وتفرقت زُرقُ الأسنّة فيهمُ




تَسقي الحنايا ما لهنَّ مزاجُ


نزلت نجوم الليل فوق رؤوسهم




ولكلّ رأس كوكبٌ وَهّاجُ





البيت الأخير هو السابع من القصيدة 7 ص 95- 96، مع اختلاف بسيط في الرواية.
د- تخريجها: الإعجاز والإيجاز 165- 166 (من الكامل)
1- ملكٌ كأن الشمس ببابه ورواقه




متهلّلُ الامساء والإصباحِ


2- وإذا حللتَ ببابه ورواقه




فانزِلْ بسعدٍ وارتحل بنجاحِ












حمل المرجع كاملا من المرفقات


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59