ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   أخبار ومختارات أدبية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   أبو فهر، وسيد قطب ، والإبراهيمي.. وآخرون في ذاكرة ووجدان عصام العطار (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=4478)

Eng.Jordan 04-19-2012 11:37 AM

أبو فهر، وسيد قطب ، والإبراهيمي.. وآخرون في ذاكرة ووجدان عصام العطار
 
تعليق أ. مالك الطيبي
هذه التقنيات الحديثة، من حاسوب، وشابكة، وأقمار صناعية وغيرها منكبرى نعم الله علينا.. التي تستأهل -لمن أحسن الاستعمال، وسدد وقارب- الحمد الكثيرالجزيل؛(وإن كنَّا اليد السفلى في كل هذه الأبواب.. وليس في اليدالعليا -هنا- من خير!!)

فقد قرَّبت البعداءَ، وجمعت إخوة لم يستصبحأحدهم بوجه أحدهم؛ جمعتهم على الحب في الله، وعلى التناصح، والتواصي بالحق، وطلبالعلم. قرَّبت البعداء، ويسَّرت لنا سبل التقرّب من علماء، وشخصيات، كنا نقرأ لهم،أو عنهم.. فـ"نراهم بعين الخيال" يكتبون أو يقرؤون أو يخطبون، فنشتاق، ونرجو... ثميكبح الخيالَ، والشوقَ، والأمنيَّةَ.. واقعٌ يحول بين المرء وما يريد؛ فإذا بنانسمع أصواتهم وخطبهم ودروسهم ومواعظهم.. ثم إذا بنا نرى صورهم.. ونرى كيف يخطبون،وكيف يتحدثون، وقسمات وجوههم حين يمازحون، ودمعات أعينهم حين يتذكَّرون.. فالحمدلله الذي أمتعنا بهذه النعم، والله يوفقنا إلى حسن استخدامها (وإن تعدوا نعمة اللهلا تحصوها)...

ومن هؤلاء -الذين تربَّينا على حبهم- وقراءة كل ما يكتبون منشعر ونثر، والاستماع إلى ما "يهرَّب" من تسجيلات خطبهم! الأستاذ الكبير،أبو أيمن عصام العطارحفظه الله تعالى، ومدَّ في عمره هاديامهديا..

نشأنا على حبه: داعيةً من كبار دعاة الإسلام، وخطيبا من أعظمالخطباء، ومجاهدا صابرا محتسبا، وشاعرا مجيدا، وكاتبا بليغا، ومحللا بارعا، وصهرالعلي الطنطاوي -حبنا الأدبي الأوّل!-.. رحمه الله تعالى

قرأت له -وأنا صغير- كتابه الرائع: "التلميذ الناشئ، والشيخ الحكيم"، وما كان تطاله يد أخوالي -يومها- من أعداد مجلة "الرائد" التي كان الشيخ يصدرها من "آخن" بألمانيا -منفاه، ومحياهمنذ ثلاثين سنة أو يزيد؛ ومدفن زوجه الحصان الرزان بنان علي الطنطاوي (أم أيمن) رحمها الله، ورحم أباها، وتقبلها عنده في الشهداء-.

وحفظت -قديما- له ماكان يصلنا من شعره، منشورا في الرائد، أو مطبوعا على حِدَتِه في ديوان، أو ملقىً فيتسجيلاته بصوته الجهوري، وأدائه المؤثّر...

فهل يذكر أحدقصيدته الرائعة المطوَّلة (المقلَّدة): "ثورة الحق" التي مطلعها:
يا شام يا شام يا أرض المحبينا[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]هان الوفاءوما هان الوفا فينا


ومنها:
يا شام قد عظُمت قدرا مطالبنا[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]يا شام قدبعدت شأوا مرامينا
نمضي مع الله لا ندري أتدنينا[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]أقدارنا منكِأم تأبى فتقصينا
نمضي مع الله لا تدري جوارينا[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]متى وأين ترىنلقي مراسينا
نمضي مع الله قدما لا تعوّقنا[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]عن المضيِّ -وإن جلَّت- مآسينا
نمضي مع الله والإسلام يهدينا[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]الله يمسٍكناوالله يزجينا
نمضي مع الله والجلَّى تنادينا[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]راضين راضينما يختار راضينا..



منَّ الله عليَّ فرأيت هذا الشيخ (وسبحان الله، ما أشبهه خلقة بشيخه وصهره علي الطنطاوي رحمه الله) أواسط هذا العامالميلادي اللافظِ أنفاسَه الأخيرة، في برنامج أذاعته قناة الجزيرة "لقاء اليوم" وتمنيتُ يومَها لو يطول هذا البرنامج ويطول، لكن مدة البرنامج كانت قصيرة، وأسئلةالمحاوِر الفاضل، كانت محصورة في جانب واحد..

وشاء الله أن ينعمَ عليَّبإجابة أمنيّتي، فبدأت قناة الحوار في عرض سلسلة مذكرات الأستاذ الكبير عصام العطار (برنامج مراجعات)؛ وقد انقضت أمس الحلقة الثالثة منه..

- أما في الحلقة الأولى ، فقد تكلم الأستاذ عنعائلته الشامية العريقة النسب في التقى والعلم (آل العطار)؛ وعن نشأته العلمية،والفكرية..

- وأما في الحلقة الثانية،فشرع الأستاذ الفاضل يتحدث عن اتصالهبالعمل الإسلامي، وبدء علاقته مع الشيخ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، وغيره.. وأشار إلى علاقته بالشيخ ناصر الألباني رحمه الله تعالى،وعن صداقتهما التي عمَّرت أزيد من نصف قرن، حتى توفى الله الشيخ ناصر إليه.. كما نبَّه سريعا إلى علاقته مع الشيخ ابن باز -رحمه الله-وحب أحدهما لأخيه (وقد كتب عنه في الرائد مقالا جميلا مؤثرا، يوم مات الشيخ رحمهالله)

- أما في هذه الحلقة الثالثة،فقد أخذني الشيخ إلى أيام خوالدَ.. اجتمع فيها تحت قبة الفلك أئمة عظماء (كل في فنه وعلمه) وأسال دمعتي وهو يفيض فيذكرياته مع أئمة هدى وعلماء ربانيين،يحكي عنهم بفصاحة المحب،وذاكرة الحافظ، ولسان المخالط العارف...فساقه الحديث إلى أسباب خروجه منسوريّا مطلع الخمسينيات الميلادية إلى مصر؛ ثم أفاض يتحدَّث عن الأعلام الذينلقيهم، وصاحبهم ثمَّ.. فتحدَّث عن هؤلاء:

-
الشيخالكبير عبد الرحمن الباني
حفظه الله تعالى، وشفاه وعافاه- هذا قبلمغادرته لسوريا
-
الدكتور عبد العزيز كامل -رحمهالله-
-
أبو فهر محمود محمد شاكر -رحمه الله-
-
الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- وأخيه الأستاذ محمد قطب -حفظه الله- وأخته الأستاذة حميدة قطب -حفظهاالله-

=
وتكلم بإيجاز عن هؤلاء:
-
الشيخزهير الشاويش -حفظه الله-
-
العلامة أحمد راتب النفاخ -رحمه الله-
-
الشاعرالكبير عمر بهاء الدين الأميري -رحمه الله-
-
الدكتور عبد الوهاب عزام -رحمهالله-
-
الأستاذ سعيد رمضان -رحمه الله-
-
الإمام محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-

وإني أحاول في هذا الموضوع، أن أقيّد بعض ما أفاض فيه منالفوائد عن هؤلاء الشخصيات
جميعا.. عسى أن نذكّر أو نعرّف أو نزكي؛ أن نذكّرأحبتنا بأعلام نسيناهم، وكانوا ملء السمع والبصر.. لعلنا نترحّم عليهم؛ أو نعرّفبمن لا نعرف عن حيواتهم شيئا.. إلا سطرا أو سطرين، أو نزكي أنفسنا، بتمثل أخبارهم؛فسير الصالحين مدارس تعلّم وتربي وتزكي من كان له قلب..
فوائدعامَّة:

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
مسجدالجامعة:
قال الأستاذ: "مسجد الجامعة، كان له دور كبير في تاريخ سورياالمعاصرة.. ومن أبرز خطبائه آنذاك: علي الطنطاوي -وما أدراك ما علي الطنطاوي فيحياة سوريا في ذلك الوقت- والدكتور مصطفى السباعي، وعصام العطار.. وكان يمتلئبالألوف من الأساتذة والطلبة وعموم المسلمين".

تُ: لا يغبعن ذاكرتك أن الشيخ ناصر الألباني رحمه الله جمع له كتاب: "الأجوبة النافعة عنأسئلة مسجد الجامعة" وهي -كما هو ظاهر العنوان- جواباته على أسئلة فقهية -متعلقةخصوصا بالجمعة- سألها بعض القائمين على المسجد يومذاك.. لقد كان المسجد منارة منمنارات الفكر الصحيح، والسلفية الحقة في دمشق الشام..

- قصيدة شهيرة،لا يعرف كثيرون أنها له:
-
أشار الشيخ -باختصار- عن علاقته بالشيخ الشهيد -إن شاء الله- عبد القادر عودة رحمه الله؛ ثم عقَّب: وقد كتبتُ فيه قصيدة شهيرة يوماستُشهِد -رحمه الله- ضاع مني -للأسف- أكثرُها، فيما ضاع من أوراقي وكتبي.. والجزء الذي بقي، يحفظهُ الكثيرون، لكن لا يعرفون أنه لي!.. (ويذكرونها أيضا في رثاء سيد قطب -رحمه الله-) ومنها:
يا شهيدا رفع الله به جبهة الحق علىطول المدى
سوف تبقى في الحنايا علما هاديا للحقرمزا للفدى
ما نسينا أنت قد علمتنا بسمة المؤمنفي وجه الردى

تُ: أظن الكثيرين يحفظ هذهالأبيات.. فمن يعرف قائلها؟؟!

- الفترةالتي قضيتُها في مصر (سنة أو سنتان) كانت مثمرة جدا في حياتي.. كانت حياة غنية في مصر.. وكان لها آثار لما بعد مصر

والآن إلى خبر الأعلام الذينذكرهم..

(
جمعتُ كل ما قال عنهم -ولو كانفي أصله مفرّقا- في مكان واحد، وحاولت نرتيبهم حسب ذكرهم في البرنامج، وإن اختلطبعض حديث ببعض)
---------عبد الرحمنالباني-----------

خلال حديثه عن الخطبة التي ألقاها في عرسالشيخ عبد الرحمن الباني -حفظه الله وشفاه- سنة 50 أو 51 (الشك مني).. سألَمحاوِره: هل تعرفون عبد الرحمن الباني؟؟فأجاب بالنفي!!
فقال:
أخوناالجليل... أنا لا أعرف أحدا أفضل من عبد الرحمن الباني في هذهالدنيا!! "فيه مثلُو"، نعم.. أعرف مثله: محمد سعيد الطنطاوي.. وغيره؛ هذهالطبقة نادرة.. لكن لا أعرف أحدا أفضل منه!!

عبد الرحمن الباني الآن فيالرياض، في التسعين من عمره، مريض.. يا أستاذ عبد الرحمن: أناأحبك.. أحبك! وأقدرك جدا، أسأل الله أن يمنَّ علينا وعلى المسلمينبشفائك.
ثم أردف:
عبد الرحمن الباني رجل نادر المثال، ولكنه منالناس المتواضعين.. هنالك ناس جواهر لا يكاد يعرفهم إلا القلة،وهناك ناس لا يساوون شيئا، تجدهم مالئين الدنيا، وشاغلين الناس!!
وزوجته هي أخت الأخ المصري عبد الحليم أبو شقة.. وكان عرسه احتفالاكبيرا، دعي إليه كبار العلماء في ضاحية دمشق (ذكر اسم المسجد، ولم أسمعه جيدا.. فلمأذكره)

تُ: هل قرأنا؟؟! هل تعلمنا كيف يكون الحب فيالله؟؟ لا أدري ما أعلّق.. إلا أن أقول: هلا أبلغتم يا أهل الرياض الشيخ عبد الرحمنهذا السلام الحار؟ وأبلغتموه سلامي، وسلام أهل الملتقى؟ وسألتموه الدعاء لنا ولسائرالمسلمين؟؟
-------------زهيرالشاويش--------------

قال: "كان رفيقي في هذه الرحلة [رحلته إلى مصر في الخمسينيات]: الأستاذ زهير الشاويش "كمان صار ختيار مثل حكايتي.. معليش قولُّو السلام؟؟!"..

تُ: ولعل السلام وصل الشيخالكبير الفاضل، زهير الشاويش حفظه الله ورعاه
-----------------عبد العزيزكامل---------------------


قال: "عبدالعزيز كامل: لا أنساه، إنسان عظيم.. رغم ظروف الحياة التي جعلته يقبل أن يكونوزيرا ثم نائبا لرئيس الوزراء في زمن عبد الناصر.
عرفته كما لا يمكن أن يعرفهأحد
أول ما رآني، سألني أنا وزهير الشاويش: "وجدتم سكنا؟" وسأل عن أحوالنا.... -شوف-: "الأصدقاء والإخوة أنواع، واحد يلقاك يعانقك 10 مرات، وليسوراء العناق شيء!.. وبعض الناس ترى معهم الأخوّة واقعا.. لم يرتح -والله- للأخ عبد العزيز كامل بال حتى وجد لنا شقَّة في العمارة التي يسكنها في "امبابة", في طبقة فوق طبقتنا.. وعشنا معاً الأخوة الحقيقية، نأكل معاً، نصلّي معاً..
وحكى قصة وقعت لهما مع والدة الدكتور عبد العزيز كامل، "تلك الأم العظيمة، التيكان أولادها يخافون عليها من هب النسيم".. -كما قال-

- رجل يقدّرالمسؤولية:
وقال عنه: "كان رجلا يقدّر المسؤولية، كنتُ أراه يجتهدالساعات الطوال في تحضير وإعداد حديث الثلاثاء بالمركز العام بالحلمية.. لم يكنيرضى أن "يمشّي" الدرس الأسبوعي بـ"أي كلام" يقول: يحضر الدرس ألف أو أكثر، يمكثونساعة أو ساعتين، يستغرق طريقهم إلى المركز ساعة في الغدو، وساعة في الرواح.. سيسألني الله عن آلاف الساعات التي ضيعتها علىالمسلمين..

تُ: وفي هذا درس لكل خطيب، وكل واعظ،وكل مدرّس..

ثم ختم كلامه عن "كامل" بقوله: "عشنامعاً أخوَّة الإسلام، ومحبَّة الإسلام، هذا أبلغ من ألف خطبة من الخطب..."
------------------محمود محمدشاكر--------------------
يقول: "من الشخصيات التي لا ننساها: محمودمحمد شاكر/ إمام العربية الكبير..
الشيخ علي الطنطاوي، يتحدث عن الناس فيقول: "فيه ناس مثل نسخة الكتاب المطبوع: الموضوع جليل، وشكله جميل.. لكن منه آلاف النسخ! وهناك ناس مثل الكتاب المخطوط: مخروم من طرف، يقرأ بصعوبة.. لكن ليس منه إلا نسخةمنه واحدة فريدة!!
محمود شاكر نسخة فريدة!!

ويضيف: "من فضائل عبد العزيز كامل، أنه أخذني إلى كل من كان يقدِّر أنني سأستفيد منه أوأريد زيارته.. ومنهم أبو فهر:

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
موقف طريف:

دخلنا عليه، وجلسنا معه.. وأُتِيَبالصينية، وأقداح الشاي.. وسألني الشيخ أبو فهر: منذ كم أنت في مصر؟ قلت: شهر ربماأو أكثر.. فثارت ثائرة الشيخقائلا: هؤلاء الإخوان لايريدون لك أن تزورني.. واشتد به الغضب مثل الرعد،وبدأ يشتمالإخوان بصوت مثل قَصْفِ الرَّعد، ويشتم عبد العزيز كامل (صديقه، الذي أحضرني!!..) والشيخ محمود كان يكره الإخوان كرها شديدا، وكان الإخوان يدارونهويعرفون له فضلَه... ثوانٍِ ثم لم يعد برق ولا رعد ولا وابل مطر.. وعيناهتدمعان!!
ثم امتد بنا الحديث حتى ذكرنا علي الطنطاوي، وهو صديققديم للشيخ،فمدحه ثم قال لي: ولكن يا أخي فيه علة! عصبيجدا!!
ثم يا أخي، صار بيته مثلما كان بيت سيدقطب لي: مكتبتهكأنها مكتبتي، وطعامه كأنه طعامي،
وصالونه الذي كان يحضره كبار الأدباء، والطلبة,, كلهم يجلس مجلس التلميذبين يديه، يتعلمون منه.. كان إماما في العربية.


[
تُ: ما يدلُّ أن الإخوان كانوا يقدّرون الإمام أبا فهر رحمه الله -وهيكلمة حق- أن مقالاته الشهيرة في الرد على كلام سيد قطب في "العدالة الاجتماعية" التي عنونها بـ"لا تسبوا أصحابي" نشرها الشيخ أبو فهر في مجلة "المسلمون" وهي منمجلات الإخوان، فقد كان صاحبُ امتيازها هو الأستاذ سعيد رمضان -رحمه الله-]

------------------------أحمد راتبالنفَّاخ-----------------------


وواصلكلامه عن الإمام ابي فهر قائلا: "وهو منصف ومتواضع؛ كان من تلاميذه صديقٌ منأصدقائنا وإمام في العربية -أيضا- هوأحمد راتب النفاخ:هذا من الناس الذين لقيت من برهم لي الشيء الكثير، ولم أرد له ولو شيئا يسرا مماأسداه إلي..

محمود شاكر يقول عن النفاخ في مقدمة أحد كتبه: كتب إلي تلميذي أحمد راتب النفاخ، ثم صديقي أحمد راتب النفَّاخ، ثمأستاذي أحمد راتب النفَّاخ

[
تُ: أخلاق العلماء.. رحمهم الله ورضي عنهم]
[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]على الهامش: "من أغرب ما مرَّ علي في حياتي.."
1- يقول الشيخ: "أهدانيأبو فهر رحمه الله تحقيقه لكتاب: طبقات فحول الشعراء، وكتب إليَّ ملء صفحة، إهداءًلكتابه: فحين عدتُ إلى الشام.. اعرته لأحد أصدقائنا -ولا داعي لذكر اسمه!- وهذا من أغرب ما مرَّ علي في حياتي،فلما ردَّ إلي الكتاب، قال ليإن الإهداء أعجبه كثيرا، فشطب اسم محمود شاكر،وكتب اسمه -على أنهمهدي الكتاب-!!..

2-
وحادثة ثانية: لما بدأ سيد قطب رحمه الله يصدرتفسيره: "في ظلال القرآن" قبل أن يسجن.. أهداني الأعداد الأولى.. وفيها عباراتأفاض فيها سيد من نبع قلبه الكبير، ومن محبته إهداءات جميلةجدا..هذه الأجزاء النادرة، أحدهم أُعْجِب جدا بالإهداءات،فشطب اسمي، وكتب اسمه كأن سيد قطب أهداها إليه!!..
------------------ الإمامالإبراهيمي... وآخرون-----------------------

حضرتُ حفلةنخبة، حضرها المئات.. لكن من نخبة المثقفين في مصر، وخطب في الحفلة:

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
الدكتور عبدالوهاب عزام،

أديب العربية الكبير، مترجِم الشاهْنامة،ومترجم محمد إقبال (وإن كان الشعر لا يترجَم شعرا.. لكنه ترجمه شعرا!..) ومن الناسالذين أحببناهم كثيرا في الشام، ونحن نقرأ لهم. وهوكريم الخلق

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
عبد المنعمخلاف
من الجامعة العربية، وهو من أصدقاء الطنطاوي القدامى..

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
والأستاذ عمربهاء الأميري،
الشاعر الإسلامي الكبير، والإنسان الأنيس اللطيف،والمجاهد أيضا، الدبلوماسي الكبير، والشاعر الكبير،وفي كثير منالأحيان لا ندرك قيمة الناس قبل أن يذهبوا

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
والأستاذالإبراهيمي
شيخ علماء الجزائر.. الذي أحبني -بعدَها- كما يحب الوالد الولد، وعاشرني كما يعاشر الأخالأخ والصديق الصديق،وقد أتى بعد ذلك إلى بلاد الشام، فكنا لا نفترق علىالإطلاق..
-------------------سيدقطب----------------------


قال:
[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
شرفني الله،وأسعدني بصحبته وأخوَّته وصداقته -عندما كنتُ في مصر- واستمرّت هذه الصداقة والأخوةإلى الآن.. هي متصلة بأخيه العظيم محمد، وأخته العظيمة أيضا: حميدة.

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
الأجيال كلها تعلمت من سيد قطب، إنسان عظيم، نادرالمثال..
[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
فيه ناستسمعهم من بعيد تعجب بهم كثيرا، تراهم في واقع الحياة تصاب بخيبة أمل..
تقرألهم..فتعجب جدا بهم، لكن إذا لقيتهم أو عرفتهم تصاب بخيبة أمل... سيد -وقد عرفته في حياته، وفي جوانب بيته- كان على مستوى ما يقولويكتب..

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إنسان عظيمجدا رحمه الله.

[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
أرسم لك مشهدا أخيرا،

كنا نقلنا من امبابة إلى الروضة.. وكان الشقة تزدحم بالإخوان؛ وإذا بسيد قطب، وقد عرف أنني سأسافر[لأنه بلغه أن أباه يودّع الدنيا، فكان سفره مستعجلا، ودون إعدادمسبَق]، أقبل مسرعاً وعانقني بلهفة، وجلس مع الجالسين، ثم استأذن ليجلس معيقليلا،
قال لي: أنت فاجأك هذا الأمر، وأنت على غير استعداد،وأخرج من جيبه رزمة سميكة من الجنيهات،قلتُ له: الآن كل شيءتهيَّأ والبطاقة اشتريتها! قال لي: "قدِّرْ لو وصلت إلى الشام، ووجدت نفسَك بحاجةإلى شيء؟!" قلت له: إذا وصلت إلى بلدي لا أحتاج إلى شيء!.. قال لي: "افرض أنالطائرة ستنزل في غير بلدك؟؟!" وقضى أكثر من ثلث يرجوني أن أقبلهذا البلغ.. ثم دمعت عيناه وقال لي: "يا عصام، تراني أقل من أن أكون أخا لك فيالله"؟؟
[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
سيد قطب ليسفقط المتكلم المتحدث الكاتب، سيد قطب الإنسان العظيم.. كل جانب من جوانب سيد قطبجانب عظيم..
وختمَ:
[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
لم لا نذكرالأخت حميدة التي هي أعز من أخت، أحيِّيها، وأحسُّ بها أختا لي وزيادة، وهي زوجةالدكتور حمدي مسعود الذي يعيش في فرنسا، طبيب لجراحة القلب في أحدالمستشفيات..

---------------------سعيدرمضان---------------------------


قالعنه:
[IMG]file:///E:/Users/ibtesam/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
سعيد رمضان: خطيبٌ عظيم.. بالمناسبة: في يوم من الأيام كاد سعيد رمضان يكونألمع شاب في العالم الإسلامي،خطيب عظيم، كاتب جيد، علاقاتهبأنحاء محتلفة من العالم الإسلامي.. كوكب متوهج، ثم انطفأ أخيرابجنيف! وهو والد: طارق رمضان، وهاني رمضان [وهو صهرالأستاذ البنَّا رحمه الله، وكان صاحب جريدة المسلمون]


وإلى هنا،انتهت رحلة الأستاذ الكبير عصام العطار، مع أعلام عصره، من مصره وغير مصره! فعسى أنتنتفعوا بما قرأتم، وأن تدعوا للأستاذ عصام بدوام الصحة والعافية، وبأن يوفقه اللهإلى كتابة هذه الذكريات جميعا، وجمعها في كتاب.. ولا تنسوا كاتب السطور من صالحدعواتكم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59