موقف شجاعة
يقول صاحب القصة: اذكر حادثة غريبة حصلت أمامي عندما كنت أسير في أحد اسواق فلسطين بعد الانتفاضة الاولى , قام جنود الاحتلال بالقبض على شاب فلسطيني و انهالوا عليه بالضرب المبرح , فجأة ظهرت سيدة فلس طينية تحمل رضيعا و بدأت بضرب الشاب مع الجنود , ثم قامت بالقاء رضيعها عليه صارخة : ( قلتلك لا تطلع من البيت اليوم , بس أنت ما بترد على حدا ) , ثم بدأت بالبكاء و أردفت : ( أنا تعبت منك و من العيشة معك , خذ إبنك و دبر حالك ) و ألقت الطفل على الشاب و رحلت .. جنود الاحتلال شعروا بالارتباك فتركوا الشاب و الطفل ... بعد عشر دقائق ظهرت السيدة , أخذت الطفل و طلبت من الشاب أخذ الحيطة و رحلت مرة أخرى ... تبين لنا حينها أنهم كانوا غرباء تماما عن بعضهم البعض ! " هذه الإمرأة لم تكن تمثل أو تتظاهر , و لم تكن تعتبر نفسها "ناشطة" أو "حقوقية" أو "صانعة تغيير" , بل كانت "تتفاعل" بشكل تلقائي و عفوي مع مظهر من مظاهر الظلم .. يعلق راوي القصة في المقالة : " ما فعلته السيدة أعاد ثقتي بالانسان: كيف يمكن أن يكون البشر مبدعين في الدفاع عن العدالة بطرق لا يمكن التنبؤ بها. فهذه السيدة تصرفت خارج السائد من الأعراف، و بدون نية "احداث التأثير الاجتماعي" ... لقد خاطرت بحياة طفلها و دون حسبان للعواقب , و دون اهتمام لمذهب الشاب السياسي أو الديني .. :e412a: |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع