ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=35)
-   -   اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=12168)

Eng.Jordan 03-09-2013 06:51 PM

اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات
 
ذ. أحمد شعيب اليوسفي
كلية الآداب، تطوان
1- نحو نظام جديد لإدارة المعلومات

لا شكّ ، أنّ العلوم كلّها، دقيقة كانت أم إنسانية، أفادت كثيراً من "الثورة المعلوماتية المعاصرة"، وتأثرتْ بها أيّما تأثّر ليس على مستوى المضامين التطبيقية لهذه العلوم فحسب، ولكن أيضاً، على مستوى تطوير البرامج التعليمية ومناهجِ الدراسة والتعليم وآلياتها المعقدة؛ فإلى أي حدّ استفادت اللغة العربية من هذه الثورة الجديدة وما أتاحت من إبداعات فنية و تحولات تكنولوجية هامة انعكست آثارها على كل جوانب الحياة العلمية والاقتصادية والثقافية في المجتمعات العصرية ؟
الواقع، أنه لا يمكن تقدير أبعاد التحول الذي بدأ يطال اللغة العربية اليوم دون استقراء بعض الجهود الأولية لواضعي أسس هذا التحول من الباحثين المنظرين الذين ما فتئوا يدعون إلى ضرورة اعتماد هذه التكنولوجيا ورعايتِها، وينبّهون على مدى خطورة الإبطاء في استيعاب "الثقافة المعلوماتية" وعدم تضمينها في المنظومتين التعليمية والإنتاجية للعالم العربي.
ننوّه هنا ، على سبيل المثال، بالدراسة القيمة التي أنجزها الدكتور نبيل علي تحت عنوان : "العرب وعصر المعلومات" وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة عالم المعرفة الكويتية (عدد 184)، وهي تتناول موضوع اللغة وتكنولوجيا المعلومات من زوايا علمية ومنهجية يميزها التجديد المنهجي وعمق التصور؛ وللدكتور نبيل كذلك كتاب جديد صدر مؤخراً في نفس السلسلة ( عالم المعرفة، عدد 265) يحمل عنوان: "الثقافة العربية وعصر المعلومات" وتحته عنوان فرعي" رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي"، وهو أيضاً كتاب جدير بالقراءة، أكْثَرَ صاحبُه في الغوص عن المشكلات الجوهرية المتصلة بمستقبل الثقافة العربية، مقترحاً رُؤىً منطقيةً كفيلةً بتدارك "التخلف التكنو ـ معلوماتي" للعرب وتجاوزهم للعراقيل التي تحول دون لحاقهم بركب المجتمعات المتقدمة في هذا الميدان .
ولم يقتصر الأمر في الدعوة إلى العناية بحوسبة اللغة العربية وعلومها على المبادرات الفردية للباحثين وبعض المهندسين العرب الذين اشتهروا بحبهم للغة العربية وغيرتهم عليها ، إذ سرعان ما بدأت المجامع العلمية المهتمة باللغة العربية وعلومها تعقد الندوات العلمية لمقاربة موضوع اللغة العربية والمعلوميات، نذكر منها على سبيل المثال ندوة الجزائر الدولية في ديسمبر 2002 حول "اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات" ، وقد راهنت هذه الندوة على إبراز دور اللغة العربية وقدرتها على مسايرة التطورات التكنولوجية الحديثة.
وأكّدتْ ندوات أخرى ذات خلفية تربوية على هذه الحقيقة، وبيّنت أنَّ المبتدئين في تعلم قواعد اللغة العربية كانوا يتجشمون صعاباً في تعلمها، ويقاسون عناءً في إدراكها لأن الكتبَ القديمة التي وضعت لهم قد طال على تأليفها الأمد، ولقد سطع في هذا العصر نور التجديد وظهرت تقنيات جديدة وتجارب سديدة تعتمد المقاربة المعلوماتية وتبعث في القلوب حب العربية وتبيّن أنها لم تكن لغزاً ولم تكن طلسماً أو شبحاً مخيفاً، بل آياتٍ بيناتٍ مرصّعات من اللسان العربي المبين، أصل عزتهم، ومصدرِ فخرهم ومجدهم" ...
وإلى جانب المحاضرات والندوات، نظمتْ موائد مستديرة كثيرة حول اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات ، كما نظمت معارض لمنتجات تكنولوجيا المعلومات التي تستعمل اللغة العربية ، شارك فيها إلى جانب الباحثين الأكاديميين خبراء في علم اللغة العربية ونظرائهم العاملين في حقل المعلوميات والبرمجة الآلية ، وكانت أبحاثهم تدور حول مواكبة العربية لتكنولوجيا المعلومات، كاللغة العربية و الإنترنيت ، و تصميم المواقع العربية، وتطوير البرمجيات باللغة العربية، واقتراح نظم العلاج الآلي لها، إضافة إلى دور الحاسوب في الترجمة من و إلى العربية.
وهكذا ازدادت قناعاتُ القيّمين على اللغة العربية بمدى أهمية "المنظومة المعلوماتية" رسوخاً، وأمَرُوا بإعادة صياغة الرؤى التعليمية والتربوية في سياق تطوير مناهج تعليم اللغة العربية وتحديثها والإفادة من التقنيات الحديثة التي تتيحها "المعلوماتية" وتطبيقاتُها المختلفة كالمعالجة الآلية للنصوص، والالتماس الفوري لمعاني الألفاظ والمصطلحات، والتدقيق اللغوي، والتدقيق الصرفي، والتدقيق النحوي، والتدقيق الإملائي، والترجمة الفورية، والبحث الببليوغرافي، وتصنيف الدّواوين والمؤلفات، واستعراض فهارس المكتبات، وإنجاز البحوث بدلالة الألفاظ والعبارات أو بدلالة الكلمات الواصفة ، وغيرها من التقنيات المعلوماتية الأخرى.
خلاصة القول، لقد أصابت "منظومة المعلوماتية" الثقافة العربية بالتغيير، تماما كما حدث في كل جوانب الحياة، والعمل والموارد، وفي علاقات الإنتاج والتبادل.



ثانياً : خصائص اللغة العربية من منظور معلوماتي صرف

تمتاز اللغة العربية، من المنظور المعلوماتي الصرف، بخصائص مختلفة يمكن إجمالها في مجموعة نقاط أبرزها:
1- الاشتقاق اللغوي والصرفي:
- تعدُّ اللغة العربية من أعقد اللغات السامية و أغناها صوتاً و صرفاً ومعجماً.
- تتسم اللغات السامية بخاصية الاشتقاق اللغوي الصرفي المبني على أنماط الصيغ، كما تمتاز بالتعدد الصرفي.
- انتظام الصرف العربي و اطراده يزيد من قابليته للمعالجة الآلية , مما يساعد في تطوير نظم آلية الإعراب الآلي والتشكيل التلقائي.

2- الحساسية السياقية:
- مسايرة العناصر اللغوية لما يحيط بها من عناصر. فالعربية ذات حساسية شديدة، وشكل الحرف مثلا يأتي على حسب ما قبله و ما بعده.
- وكذلك الصفة و الموصوف, والتمييز و العدد، وتعد هذه الخاصية من أشد الفروق الرئيسة بين العربية و اللغات الغربية, مما يعقد مهمة معالجة اللغة آليا.

3- المرونة النحوية:
- تبرز هذه المرونة في التقديم و التأخير، وتعد هذه الخاصية تحديا لمعالجة النحو آليا, نظرا لكون النماذج المتاحة مصممة أصلا لتلائم اللغة الإنجليزية.

للمقارنة:
توضيحاً للفرق بين اللغة العربية والإنجليزية ، تحتاج حوسبة هذه الأخيرة إلى نحو 1000 قاعدة رياضية بينما تحتاج العربية إلى 12 ألف قاعدة !!



ثالثاً : اللغة العربية ومشروع إنشاء مركز الحوسبة العربية المتقدمة

معظم الأفكار الواردة في هذه الفقرة تعبر عن مشروع طموح تبنته مؤسسات سعودية بتنسيق مع مراكز بحث متخصصة في الحوسبة والبرمجة المعلوماتية، ويهدف المشروع إلى إيجاد معمل وطني للحوسبة العربية المتقدمة لخدمة اللغة العربية، وهي وسيلة فاعلة لتحفيز أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلبة للإبداع والتميز في ميدان خدمة اللغة العربية .

1- لماذا إيجاد مثل هذا المركز ؟
- لتشجيع الإبداع العربي المتميز في مجال صناعة البرمجيات.
- لمسايرة التقدم العلمي المعاصر في تركيز تكنولوجيا البرمجيات على محاكاة وظائف الذهن اللغوية.
- للاستفادة من التطور العلمي المعلوماتي ومن التطبيقات المستقبلية لشبكة الانترنيت العالمية لخدمة التنمية.
- لبناء النظم المعربة لاستخدامات الحكومة الالكترونية والتجارة والتعليم الالكتروني.
- للبحث الدلالي باللغة العربية في مواقع الشبكة العنكبوتية.
- لسد الفجوة الرقمية بين العالم العربي والعالم المتقدم ولبناء المحتوى العربي.

2- أهمية التميز في الحوسبة العربية المتقدمة رهين بتعاظم دور اللغة في مجتمع المعرفة :

- محورية الثقافة في مجتمع المعرفة.
- محورية اللغة في منظومة الثقافة.
- محورية تكنولوجيا المعلومات في منظومة التنمية التكنولوجية.
- محورية اللغة في منظومة تكنولوجيا المعلومات.
- محورية اللغة على خريطة المعرفة.
- تنامي استخدام النهج اللغوي.
- ستظل اللغة أمضى وسائل التواصل.
- تعاظم دور اللغة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
- تكتل اقتصادي وسياسي على أساس اللغة.

3- أهمية التميز في الحوسبة العربية المتقدمة : ( اللغة أساس لبناء صناعة المحتوى)
- المحتوى العلمي والتكنولوجي.
- المحتوى التعليمي.
- المحتوى التراثي والتاريخي.
- المحتوى الإعلامي.
- المحتوى الإبداعي الفني.
- النشر الورقي والإلكتروني.

4- أمثلة من تطبيقات حوسبة اللغة
- معالجات لغوية آلية في الصرف والنحو.
- الترجمة الآلية وأدواتها.
- البحث الذكي وخياراته.
- نظم معالجة الكلام آليا.
- التلخيص الآلي للنصوص.

رابعاً : اللغة العربية والإنترنيت

وتحت عنوان : « منطلقات لتهيئة اللغة العربية لعصر الإنترنت » قدم الأستاذ نبيل علي نماذج من هذه المنطلقات منها:
1- منطلقات عامة: وهي بلورة سياسية لغوية على مستوى الوطن العربي يساهم فيها اتحاد المجامع العربية ويدعى للمشاركة في وضعها بجانب اللغويين غيرهم من علماء التربية وعلماء النفس وعلماء الاجتماع والبيولوجيين على أساس أن اللغة هي مسؤولية النخبة المفكرة قبل أن تكون مسؤولية الساسة وأهل الاختصاص.
2- منطلقات خاصة بالتنظير واستغلال توسطية اللغة العربية: من أجل الإسراع في سد فجوة التنظير من خلال الاسترشاد بما تم في اللغات التي تتشابه مع العربية في بعض خصائصها.
3- منطلقات خاصة بتطوير المعجم: مراجعة شاملة لآلية توليد الكلمات في العربية.
إدراج علم المعجم في عمل المجامع ومناهج الجامعات، خاصة فيما يتعلق بالدلالة المعجمية وظاهرة المجاز.
4- منطلقات خاصة بتعليم اللغة العربية وتعلمها ذاتيا: التأسيس النظري لتعليم اللغة العربية وتعلمها على ضوء الإنجازات الحالية لعلم تعليم اللغة. والتركيز على الجوانب الوظيفية وتنمية المهارات اللغوية الأربع بصورة متوازنة (الكتابة والقراءة والتحدث والاستماع).
5- منطلقات خاصة بالترجمة: وضع دليل المترجم العربي للترجمة العلمية تتضمن قائمة بالمشكلات التي تواجه الترجمة من وإلى العربية وكيف تم التعامل معها من قبل ثقات المترجمين. دعم الجهود الحالية في الترجمة الآلية.
6- منطلقات خاصة بمعالجة اللغة العربية آليا: استغلال ما يعرف حاليا بـ "أزمة البرمجيات" للحاق بالموجة الثانية لمعالجة اللغات الطبيعية آليا وتهدف إلى التوسع في تطبيق أساليب الذكاء الاصطناعي.










خامساً : عرض تطبيقي يبرز أهمية التطبيقات الحاسوبية في تطوير
البحث اللغوي وخدمة العربية

.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59