ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   نثار الحرف (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   بحروفها تكتبني لغتي (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=6466)

لون الشتاء 07-03-2012 01:03 AM

بحروفها تكتبني لغتي
 
بحروفها تكتبني لغتي
صباحُ الخيرِ سيدتي...صباحُ الوردِ المتناثرِ في أرجائك...و صباحُ العطرِ الذي يملؤُ الكلماتِ التي تتفننُ في وصفِ محبوبتي..صباحُ الخيرِ للوطنِ الذي أهدي له لغتي، نعم دعِ المحبَّ يشكو حبَّ أحرفها..تبعثِرُهُ فلا يدري كيف يلملمُ الولهانُ أطرافَ ضحكتها فيفهمها...تائهٌ فيها متيَّمُها...في أبحرِ الشعرِ في ضمائرها.
نعم دعِ المحبَّ يحكي عن خفاياها و عن جمالِ البحرِ الذي يرافقها و عن حلاوةِ الغوصِ في معانيها وعن َلذةِ ارتشافها برفقةِ اليراعةِ التي تكتبُ من غير أنْ تشكي لصاحبها، تهبُها المحبرةُ الحبرَ رحيقاً تمتصهُ اليراعةُ و تمشي رويداً رويداً فوقَ الأسطرِ الناعمةِ لترسمَ أحرفَ ******ةِ ههنا...ثمانٍ و عشرون حرفاً فإذا اتحدَّ الحرفُ مع الحرفِ كانتِ الكلمةُ و إذا اصطفتِ الكلمةُ تلوَ أختها كانتِ الجملةُ فسبحان من أبدعكِ يا لغةَ القرآن...سبحان من سواك كي تكوني الأولى في علمِ اللغات.
ما أجملَ لغتي العربية..و ما ألذَّ أن أقرأها في كل مكان،فإذا ضِقْتُ ذرعاً لجأتُ إليها أشكِّلها كلماتٍ و أرتّبُها على صفحاتي ..تكتبُني لغتي بحروفها فكأني قد جسَّدتُ أنفاسي مشاعرَ على الورقِ فباتَ متزيناً بها أو ليس عاشقاً لها...و ما أجملها حين أطلبُها فتلبي ندائي مهرولةً ملهوفةً كي تصفَ ليَ الشمسَ في وقتِ بزوغِها أو تحكيَ عن جمالِ القمرِ إذا ما صارَ بدراً تعكسُ وجههُ الفضيَّ مرايا البحرِ البلوريةِ الصافيةِ او تحاكيَ غيمةً تمطرُ وابلاً فتمطرُ لغتي حروفها...و هنا أصفُها بالإبداع أو أنني الذي أتقنتُ ترتيبها في خواطري فصرتُ مبدعاً فيها...أحبك و ليس لمحبوبةٍ أن تحظى بالحبِّ الذي زرعتهُ في داخلي منذُ نعومةِ أظفاري، فإذا أزعجتني ******ةُ ولم تسعفني بحروفها فليس لأحدٍ أن يدخلَ بيننا لأنها لا تأتي إلا عندما تراني في حالةٍ لا أستطيع أن أفارقها ...فتهطلُ عليَّ بحروفها و كلماتها تلك سماءُ العربيةِ المشبعةُ بالمطر، فأكتبُ و أكتبُ و ألتهمُ الورقَ و أُتعِبُ يراعتي و لا أَملُّ من مرافقتها و لا أَملُّ من كتابةِ مشاعري بحروفها و هي تقرأني وأنا أقرؤها و ترمقني و أرمقها بنظرةِ العاشقِ المشتاقِ فألوِّنُها بأقلامي كالطفلةِ التي ترتدي أثوابها بألوانِ الفرح....
صباحُ الخيرِ سيدتي فالشمسُ تشتاقُ أن ترسلَ أشعتها إليك فاكتبيها فوق السطورِ أشعةً لا تنتهي،أدركتُ الآن لذةَ قهوتي برفقتها أحادثها فتردُّ عليَّ بحروفٍ تتبعثرُ حولي و تطلبُ مني أن أُرتبها.تسقطُ بعضُ أحرفها في حشايا الروحِ فتنتشلُ من داخلي الكلماتِ و ترغمُني أن أكتبَ عنها و عن أطفالٍ عشقتُهم فيها:المبتدأُ و الخبرُ و الفعلُ و الفاعلُ و الضمائرُ و الصفاتُ و الأسماءُ و غيرها.........وكلهم صغارها أحبهم فهم يتقنون أن يترتبوا معاً في فنٍ ليصنعوا جُملاً و كلمات ... ولا أنسى الفتحةَ التي تفتحُ أمامي آفاقَ النجاحِ ولا الضمةَ التي تضمُّ الروحَ إليها ولا الكسرةَ التي تكسرُ من أخطأَ استخدامها.
للهِ درك يا عربيتي ******ة، الآن يخونني قلمي و تخونني تعابيرٌ أودُّ لو أخُطها ههنا لكنها تتشاجرُ في صدري فلا ألقى كلمةً تصفك يا عربيتي..ولا ألقى من حروفك الآن حرفاً يُسعفني فلا يسعني أن أقولَ عنك سوى أنك بيتُ السرِّ في قلبِ كلِّ إنسان فمن يهواك كنتِ ملاذهُ و منقذتهُ في كل وقت، بلى أعجزُ يا سيدتي المبجلةُ فاسمحي لي و لقلمي و لأوراقي بانحناءةِ اعتذارٍ لهذا الجمال..و يكفيني يا عربيتي أن أُذكِرَك بأن الله جل و على ذكرك في بدايةِ سورةِ القلمِ بقوله عز وجل ( ن ، و القلم و ما يسطرون) فقد رافقتِ القلمَ منذ الأزل .. توأمان لا تفترقان مهما كان شكلُ القلم، أنت المشاعرُ و قلمي وسيلةٌ لكتابةِ المشاعرِ بحروفِ عربيتي ...فدامت لغتي الساكنةُ في حشايا الروحِ و دام بحرها الذي لا يتقنُ الغوصَ فيه واستخلاصَ الدرِّ منه إلا غواصٌ ماهرٌ يدرك متى يفارقها و يعود نحو سفنهِ الراسيةِ في عُرضِ أبحرها.



:000r051dvr2_thumb:

صباح الورد 07-16-2012 08:21 AM

السلام عليكم
أختي الكريمة لون الشتاء
وهل هناك اجمل من لغتنا العربية
كلماتكِ رائعة أشكركِ عليها
تقبلي مروري
دمتش بخير


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59