لا تعيِّر المذنب بذنبه
من درر الدكتور محمد راتب النابلسي لا تعيِّر المذنب بذنبه : أولاً : إن ذكرت هذا الذنب لكل من هبّ و دب فقد اغتبته ، وإن رضيته شاركته في الإثم ، وإن عيرته ابتليت به ، كم حالة ؟ إن ذكرته اغتبته ، إن أقررته عليه شاركته بالإثم ، إن عيرته به ابتليت به . لك صديق ارتكب معصية معينة ، إذا قلت : دبّر أمْره فأنت شريكه في الإثم بكلمة ، و: (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً )) [ الترمذي] 4 – لا تتكبر على المذنب : وإذا قلت : أين عقله ؟ شامتاً به ، معيراً له فربما أدبك الله بأن تبتلى بهذا الذنب نفسه ، و هذا شيء يقع كثيراً . أنت تترفع بكبر فتقول : أين عقلك ؟ أما سيدنا يوسف فكان أديبا جداً : ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [ سورة يوسف ] أي يا رب أنت حفظتني ، عفتي بفضلك ، أحياناً يكون الإنسان مستقيماً فعلاً ، لكن ينسى أن الله حفظه ، فيعتد باستقامته ، أنا عندي إرادة قوية ، أنا مربى من الصغر على طاعة الله ، هذا كبر ، سيدنا يوسف أكمل منك : ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [ سورة يوسف ] إنّ أبعد إنسان في تصورك عن أن يعبد غير الله الأنبياء ، ماذا دعا سيدنا إبراهيم ؟ ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [ سورة إبراهيم ] هذه العبودية ، أن ترى أن الله هو الحافظ ، على كل إن ذكرته لمن هب ودب فقد اغتبته ، وإن عيرته ، وشمت به ابتليت به ، وإن أقررته فقد شاركته في الإثم . لا تجامل الناس بأخطائهم فتحمل وزرها لك صديقك ارتكب ذنبا ينبغي أن تقول : غفر الله له ، يا رب احفظني من هذا الذنب ، بينك وبين الله ، أعني على طاعتك ، يا الله لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، فأنت حينما تدعو الله أن يعصمك ، وأن تدعو لأخيك بالتوبة فهذا الموقف الكامل . قد يكون لك صديق بسلك معه قوة كبيرة جداً ، أحياناً بالجمارك يقول لك : أوقفته ودفعته مئتي ألف ، دفعهم وهو صاغر ، ماذا تقول له أنت : الله يعطيك العافية ، الله يعينك ، هناك إله سيحاسبك ، هذا عدوان طبعاً ، عود نفسك ألاّ تجامل أحداً بهذه الموضوعات ، لا تجامل الناس بأخطائهم ، إن جاملتهم بأخطائهم فأنت مخطئ . والله لو أردت أن أدقق أكثر ، والله لو هززت برأسك لكنت مشاركاً له ، ما تكلمت ولا كلمة ، أليس معي حق ؟ تعمل له هكذا ، لا ليس معك حق . :1: |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:15 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع