المعاهدات في الشريعة الاسلامية
1 مرفق
حمل المرجع من المرفقات
حمد فهمي طبيب الامة الاسلامية امة حية ، تحمل ُمبدأً حياً ، تريد ايجاده في واقع الحياة . ونشره بين الشعوب والأمم . لذلك فانها تقوم من أجل هذه الغاية الجليلة بأعمال عظيمة داخل حدود الدولة ، تتمثل بتطبيق الاسلام في الدولة والمجتمع بجميع احكامه العملية ، في الحكم والسياسة ، والاجتماع ، والاقتصاد ، وتقوم بأعمال جليلة عظيمة خارج حدود هذه الدولة ، تتمثل بحمل هذا الدين إلى الأمم والشعوب عن طريق الجهاد . وأثناء هذه المهمات الجليلة في حمل الإسلام ، رسالة خير وهدىً الى البشر ، تقوم هذه الدولة بعقد المعاهدات التي تساعدها ، وتخدم مصالحها في طريق هذا الهدف السامي ، ( هدف حمل الدعوة ) . وهذا الموضوع ، من المواضيع المهمة التي يجب على الأمة ان تفهمه وتعي أحكامه ، وخاصةً أن الأمة تتهيأ اليوم لاستلام زمام الأمر من أهل الكفر ، ولترجع الى سابق عهدها ، امةً مجاهدةً ، حاملةَ لواء المجدِ ، والعزة والمنعة ، وحاملةَ رسالة النور والخير الى البشر جميعاً ، وهذا يستلزم فهم احكام المعاهدات من قبل الامة وخاصةً حملة الدعوة منهم . اما الشيء الثاني الذي يدعو لفهم هذا الموضوع فهو : معرفة الحرام والحلال . فاُلأمةُ مرتبطةٌ بالخالق جلّ وعلا ، وتقيم جميع علاقاتها في الحياة على اساس هذه العلاقة ، فيجب عليها ان تعرف الحلال لتفعله ، وتعرف الحرام لتجتنبه ، وخاصة أنها غُزيت من قبل الكفر واستعمرت اقتصادياً وسياسياً ، وفكرياً . وهناك امرٌ مهم يدعو لفهم هذا البحث وهو التدليس والكذب من قبل البعض على احكام هذا الدين ، خدمة للكفار او لاولياء الكفار ممن يحكمون بالكفر الصراح . حيث أخذوا يجّوزون الحرام في المعاهدات ، ويقيسون الامور قياساتٍ خاطئة على افعال الرسول ، وافعال الخلفاء ، وافعال بعض القادة المخلصين الأبطال ممن فتحوا هذه البلاد . لهذا كله كان الدافع وراء كتابة هذا البحث ، وبيان احكامـه للمسلمين . والله نسأل ان يوفقنا الى ما فيه الخير والصلاح لنا وللمسلمين جميعاً . بسم الله الرحمن الرحيم لم ينته الحاقدون على الاسلام الجاهلون باحكامه الشرعية ، من اتهامه بالقصور والتخلف والرجعية ، الى غير ذلك من مسميات ما أنزل الله بها من سلطان . ونسي هؤلاء ، او تناسوْا أن هذا الدين – دين الاسلام – هو المبدأ السماويّ الوحيد على وجه الارض ، وغيره من مباديء وما انبثق عنها من نظم ومعالجات ، انما هي من صنع عقول بشرية قاصرة . ونسوا كذلك ان هذا الدين ، - عقيدةً ونظاماً - قد عالج شؤون الانسان في الحياة الدنيا معالجة منقطعة النظير ، لم تترك صغيرةً ولا كبيرة من شؤون حياته وعلاقاته ، سواءٌ كانت مع نفسه مثل المطعومات ، والملبوسات ، او مع غيره ، مثل المعاملات بشتى احكامها وانواعها ، من بيع وشراء وهبة ، ووديعة ، وشركة … في شـؤون السياسة ، او الاقتصاد ، او الاجتماع ، او الحكم في الجماعة ، او المجتمع ، او الدولة . او كانت هذه العـلاقات مع ربه عز وجل في العبادات المادية والبدنية . هذا بالنسبة للأعمال والتصرفات التي تصدر عن جوارح الانسان وتنظم شؤون نفسه وحياته ومجتمعه . والناظر كذلك بعمق واستناره الى عقيدة هذا الديـن التي انبثقت عنها هذه الاحكام العملية في الحياه ، يجد ان هذه العقيده قد انارت عقل الانسان ، وقلبه ، واخرجته من الحيره والقلق ، والتساؤلات الكثيره ، التي لا يجد لها أية اجابة . فقد ارشدت العقيدة الاسلامية بني الانسان الى الحق والصواب ، وأجابت عن تساؤلاتهم عـن هذا الكون من اين جاء والى اين سينتهي ؟؟؟ ومن وراءه ؟؟؟ وعن انفسهم من اين جاءوا ، والى اين سينتهوا ، ومن الذي اوجدهـم من عدم ؟؟ وعن الحياة ما هي طبيعتها ، ومن الذي اوجدها والى اين ستنتهي كذلك ؟؟؟ فارشدت الانسان الى الاجابات الشافية ، التي تقطع ما في نفسه من قلق ، وحيرة . فاخبرته ان الله عزّ وجلّ هو وراء كل هذه الاسئلة المحيرة . فالكونُ والانسان والحياة كلّها خلقٌ من عظيم خلق هذا المبدع العظيم ، وان الانسان كذلك خلقٌ من خلق الله عز وجل ، خلقه لغاية عظيمة ورفعه وكرّمه فوق المخلوقات جميعا قال تعالى : (ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالقُ كلّ شيءٍ فاعبدوه وهو على كل شيء ****) ( [1] ) . وقال : ( ولقد كرّمنا بني ادم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهُم على كثيرٍ ممّن خَلقنا تفْضيلا) ( [2] ) . وقال : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما أريد منهم من رزقٍ وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزّاق ذو القوة المتين )([3]) وان هذه الحياة الدنيا وما فيها ، والكون والحياة كلها ستعود كما بدأها الحق تبارك وتعالى اول مرة 0 قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أوّل خلقٍ نعيدُه وعداً علينا إنّا كنا فاعلين ) . ( [4] ) وأن هذا الانسان سيحاسب على عمله في هذه الحيـاة ، ان خيراً فخير ، وان شراً فشر . قال تعالى : (لله ما في السماوات وما في الأرض ليجزيَ الذين أساءوا بما عملوا ويجزيَ الذين أحسنوا بالحسنى ) . ( [5] ) …. نعم ، ان هذا الدين - دين الاسلام -هو المبدأ الحق على وجه هذه الأرض ، وهو الذي نظم شؤون الانسان على أفضل وأكمل وجه ، قال تعالى : (ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين) ( [6] ) ، وقال تعالى : (ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثم الى ربهم يحشرون) ( [7] ) . فهو بحق كما وصفه الحق تبارك وتعالى : (قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبينٌ ، يهدي به الله من اتّبعَ رضوانَه سُبل السلامِ ويُخرجهم من الظلّماتِ الى النّورِ باذنه ويهديهمْ الى صراطٍ مستقيم) ( [8] ) . وقال :( الر ، كتاب انزلناه اليك لتخرجَ الناس من الظلماتِ الى النور باذن ربّهم الى صراطِ العزيز الحميد) ( [9] ) . وهو الهداية ، التي ارشدت الناس من الضلال الى الحق والصواب ، قال تعالى : ( وكذلك اوحينا اليك روحاً من أمرنا ما كنتَ تدري ما الكتابُ ولا الايمانُ ولكن جعلناهُ نوراً نهدي به من نشاءُ من عبادنا وإنّك لتهدي الى صراطٍ مستقيم ) ( [10] ) . وهو الصدقُ والعدل ، قال تعالى : ( وتمّتْ كلمةُ ربّك صِدْقاً وعدلا لا مبدّل لكلماتِه وهو السميعُ العليم ) ( [11] ) . وان غيره من مبادىء وأنظمة وافكارٍ ، إنما هي ضلالاتٌ وخرافاتٌ وانحرافات ما زادت البشرية إلاّ ضنكاً فوق ضنك ، وظلاماً فوق ظلام ، وعطشاً فوق عطش ، وخوفاً وجزعاً وأمراضاً …. الى غير ذلك من شرورٍ وانحرافات وضلالاتْ . قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فان له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامه أعمى ) ( [12] ) وقال تعالى : ( ام حسب الذين إجترحوا السيئاتِ أن نجعلهم كالذين آمنوا وعَملوا الصالحاتِ سواءً محياهُم ومماتهم ساء ما يحكمون ) ( [13] ) . وقال تعالى : ( ظهر الفسادُ في البرّ والبحر بما كسبت ايدي الناسِ ليذيقهم بعضَ الذي عملوا لعلّهم يرجعون ) ( [14] ) أي يرجعون الى العدل والاستقامه والحق ،…. الى دين الله . لقد شبّه الحق تعالى الكفار وافكارهم وما يحملون من ضلالات وخرافات بالانعام بل هم اضل سبيلا . فقال تعالى : ( ام تحسبُ ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم إلاّ كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا ) ( [15] ) ، وقال تعالى : ( الذين كفروا يتمتّعون ويأكلونَ كما تاكلُ الأنعام والنار مثوىً لهم ) ( [16] ) . واخبر ان جميع اعمالهم وتصوراتهم ما هي إلاّ سرابٌ خادعٌ واكاذيب وضلالات ، ليس لها أساس من الحق ولا تزيد البشرية الا ضلالاً وضياعاً . قال تعالى : ( والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسُبه الظمآن ماءً حتى اذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابهُ والله سريعُ الحساب ) ( [17] ) . لقد نظم هذا الدين حياه الانسان واعماله في المجتمع ، والدولة تنظيماً صحيحاً ، ي***ُ الخير والاستقامة والرفاه ، والأمن ، والعدل لبني البشر جميعا ، ومن هذه النظم علاقة المسلمين مع غيرهم من شعوب في المعاهدات ، التـي نحن بصدد تناولها بمزيد من الايضاح ، والتفصيل في هذا البحث . |
دسوق كفر الشيخ
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
|
حياكم الله ...تجدوا المادة كاملة في المرفق التالي
http://www.shatharat.net/vb/images/attach/doc.gif 382w_moahdat.doc (636.5 كيلوبايت, المشاهدات 0) |
بارك الله جهودكم
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:45 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع