ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   أخبار ومختارات أدبية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الأسلوب القصصي في لامية العرب (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=28944)

عبدالناصر محمود 05-11-2015 07:04 AM

الأسلوب القصصي في لامية العرب
 
الأسلوب القصصي في لامية العرب للشنفرى
ــــــــــــــــــــــ

( د. أحمد الخاني)
ـــــــــــ

22 / 7 / 1436 هــ
11 / 5 / 2015 م
ــــــــــــ

http://farm8.staticflickr.com/7230/7...f7dd4e246c.jpg

الأسلوب القصصي في لامية العرب للشنفرى

الشاعر: هو ثابت بن أوس الأزدي، الملقب بالشنفرى، توفي نحو 70 ق.هـ.

يقول الدكتور إبراهيم نصر - محقق اللاميات - في التقديم لقصيدة الشنفرى:

(ولاميته من خير القصائد، فهي من أهم وثائق الفن والحياة المعبرة عن نموذج معيشة الجاهلية، وقد روي عن عمر بن الخطاب: علموا أولادكم لامية العرب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق) ومطلع القصيدة:

أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم *** فإني إلى قوم سواكم لأميَل


ثم يخبرنا الشاعر أن له أهلاً دون أهله؛ هم الوحوش الذين أنس إليهم.. وهكذا فإن الشنفرى يتهيأ للأسلوب القصصي، وكأن هذه الإرهاصات ومضات إلى أن يذكر لنا غارته الليلية.

الغارة الليلية:
--------

وليلة نحسٍ يصطلي القوس ربها *** وأقطعه اللائي بها يتنبلُ

دعست على غطش وبغش وصحبتي *** سُعار وإرزيز ووجر وأَفكلُ

فأيَّمت نسواناً وأيتمت إلدة *** وعدت كما أبدأت والليل أليلُ

وأصبح عني بالغميصاء جالساً *** فريقان؛ مسؤول وآخر يسأل

فقالوا: لقد هرت بليل كلابنا *** فقلنا: أذئب عس أم عس فرعل؟

فلم تك إلا نبأة ثم هومت *** فقلنا: قطاة ريع أم ريع أجدل؟

فإن يك من جن لأبرح قاعداً *** وإن يك إنساً، ما كها الإنس تفعل


يقول الشنفرى: في ليلة باردة جداً، بل إنها ليلة نحس لشدة بردها، حتى إن الرجل داخل خبائه ليشعل قوسه التي يدافع بها عن حياته من وحش أو عدو، ثم إنه يتبع القوس نباله التي يرمي بها.. في تلك الليلة التي لا يخرج بها أحد من مكمنه توجهت إلى أعدائي، هاجمتهم وأنا أشعر بالحمى تشعل جوفي، والدنيا تمطر، وقد تابعت مهمتي، فأنا شجاع أقوى من البرد والخوف والجوع والحمى قتلت منهم رجالاً، وعدت أدراجي من حيث جئت، وكأنني لم أفعل شيئاً، لبساطة هذا الأمر في نظري، وكأنني بالقوم وهم بالغميصاء قرب مكة، وقد أصبحوا فريقين؛ فريق يسأل، وآخر يجيب، فقال فريق: إن كلابنا نبحت ليلاً، ولا شك أن لهذا سبباً، فيجيب الفريق الثاني: ذلك الذي نبحته كلابنا كان ذئباً أم ضبعاً؟ ويقولون: إذا كان هذا العادي جنياً فلا طاقة لنا به لشدة فتكه، وإن كان من الإنس فهل تقدر الإنس على أن تفعل كهذا الفعل؟

-------------------------------------------


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59