ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   شذرات إسلامية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   المرأة في الاسلام (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=2079)

محمد خطاب 02-12-2012 09:37 PM

المرأة في الاسلام
 
المرأة في الإسلام
الحمد لله رب العالمين خلق الإنسان من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء .

كتب الكثيرون عن المرأة بل يكاد يكون الموضوع الأكثر اهتماما من الكتاب والمصلحين وأصحاب الفكر فكانوا مذاهب شتي في النظرة إلي المرأة حتى أصبحت المرأة بمقياس البعض معيارا للتقدم أو التخلف , وأصبحت عند البعض تجارة رائجة لجني المال والشهرة غير عابئ بالمرأة نفسها أو ما يصيبها من جراء تلك الآراء .

وفي عصر العولمة الذي نعيشه ألان تطل علينا كما أطلت علينا من قبل أقوال وأفكار متغيرة بحسب متطلبات العصر أو بحسب أفكار الكاتب فكان من الكتّاب مع المرأة كما كان من هو عليها .

فكانت المرأة في الحالتين تابع يراد به الخير أو يراد له الشر.

وجاء الإسلام ليعلن المساواة بين الرجل والمرأة الكاملة في الإنسانية لقوله تعالي ( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) سورة النساء الآية رقم 1.

ويقرر الإسلام أن للمرأة مسئولية تجاه ربها ودينها ولها ثواب العمل الصالح والإثم في التقصير لقوله تعالي في سورة النساء الآية 124 (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فاؤلئك يدخلون الجنة ولا يظلمون فتيلا(

كما أن مسئولية المرأة مستقلة عن مسئولية الرجل فلا تؤثر طاعتها علي معصيته أو العكس فكل له كيانه المستقل الغير مرتبط بالآخر لقوله تعالي في سورة الإسراء الآية 13 (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) وقال تعالى
( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ,وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) سورة التحريم


والمجتمع الإسلامي يقوم وينهض علي أكتاف الرجال والنساء علي حد سواء لقوله تعالي (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله .....الآيه ) التوبة 111 .وهكذا يؤكد القران الكريم علي التساوي الإنساني بين الذكر والأنثي بوجود عدد من المجتمعات لا تقر هذا التساوي وكذلك يقرر واجب السمع والطاعة لله ورسوله.
وقد اخذ الإسلام علي عاتقه رفع كل الظلم الذي لحق بالمرأة علي مر العصور وعند كل الأديان الوضعية أو السماوية المحرفة من أن المرأة هي التي أخرجتنا من الجنة وأنها السبب في المعصية القديمة لقوله تعالي ( وعصي آدم ربه فغوي , ثم اجتباه فتاب عليه وهدي ) سورة طه .
وقد أباح الإسلام الزواج بأربع بعد أن كان الرجل قديما لا حدود لعدد الزوجات عنده وقد أباح الإسلام التعددية ، وان كانت التعددية في كثير من الأحيان لا ترضي المرأة , والإسلام ينظر الي الرجل والمرأة علي ان كل منهما خلق لمهمة منوطة به وان هذه المهمات تتفق تماما مع خلافة الإنسان علي الأرض أي أن الله خص كل واحد منهما بخصائص ومميزات تناسب تماما وظيفة كل منهما علي الأرض لان كل واحد منهما يتميز بخواص وقدرات ليست موجودة عند الآخر ..
وكأن الاختلاف في التركيب والخصائص والمميزات يحدد وظيفة كل منهما في الدنيا وان أي محاولة لتعدي هذه المهمة يكون خرقا للناموس الطبيعي في خلق الكون ولا يخلق الله سبحانه وتعالي جنسين مختلفين لتكون لهما صفات الجنس الواحد.
ففي البداية لا يجوز المقارنة بين الرجل والمرأة أو المفاضلة بينهما إذ أن المفاضلة تكون بين طرفين لهما نفس الخواص والتركيب , ولذلك يقول د . الكسيس كارل في كتابه ( الإنسان ذلك المجهول حيث يقول (إن الأمور التي تفرق بين الرجل والمرأة لا تتحدد في الأشكال الخاصة بأعضائهما الجنسية والرحم والحمل , وهي لا تتحدد أيضا في اختلاف طرق تعليمهما , بل إن هذه الفوارق هي ذات طبيعة أساسية من اختلاف نوع الأنسجة في جسم كليهما ) ويضيف أيضا ( والذين ينادون بمساواة الجنس اللطيف بالرجل يجهلون هذه الفوارق الأساسية ) .
ويقول أيضا ( إن قوانين وظائف الأعضاء محدودة ومنضبطة كقوانين الفلك لا يملك أحدا ادني تغيير فيها بمجرد الأمنيات البشرية وعلينا أن نسلم بها كما هي دون أن نسعى إلي ما هو غير طبيعي وعلي النساء أن يقمن بتنمية مواهبهن بناء علي طبيعتهن الفطرية وان يبتعدن عن تقليد الرجل ).
وان محاولة وضع الجنسين في ميزان واحد هو عبث يراغم طبائع الأشياء ويصادم أحكام الدين ويؤدي إلي عوقب وخيمة .
واري ان محاولة وضع الجنسين في قالب واحد هو ضد المرأة وشر أريد بها .
أليس في لعب المرأة للملاكمة مثلا أو رفع الأثقال أو المصارعة قتل لأنوثتها وضياع لرقتها ونعومتها التي هي مفطورة عليها وهي من طبيعتها ,أليس ممارسة المرأة للحرب والقتال فيه انتهاك لحرمتها إذا وقعت أسيرة في يد الأعداء ولذلك رفض الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أن تقاتل المرأة بالسلاح جنب الرجل .وكان للمرأة شرف الجهاد مع الرجل بمداواة الجرجى والزمني .
فعن انس رضي الله عنه قال (كان النبي صلي الله عليه وسلم يغزو بام سليم ونسوة من الأنصار معه فيسقين الماء ويداوين الجرحى ) رواه مسلم وابو داود والترمذي .
وروي الشيخان عن انس رضي الله عنه قال : ( لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلي الله عليه وسلم , ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وأنهما لمشمرتان ,ارى خدم سوقهما تنقلان القرب علي متونهما ثم تفرغانها في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم )
وقد جعل الإسلام القوامة لرجل لان تركيبه يصلح لهذه المهمة فتكوينه العقلي والعضلي والعاطفي يؤهلانه لذلك وكان هذا أمرا من عند الله سبحانه وتعالي والرجل قادر علي القيام بهذه المهمة ولكن ليس لأنه أفضل من المرأة .
وقد كانت المهمة الصعبة والصعبة جدا منوطة بالمرأة وهي الإنجاب وتربية الأطفال وإدارة شئون المنزل وأهله والقيام عليهم فهي راعية ومسئولة في بيتها وهذه المهمة لا يستطيعها الرجل ولا يقدر عليها فانا اتحدي أي رجل أن يستطيع فطام طفل صغير أو رعايته وهو مريض أو غير مريض .ولذلك فان طبيعة المرأة تؤهلها تماما لذلك .
ولقد قال الشاعر :
الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وروي الواحدي والسيوطي في الدر المنثور عن مجاهد قال (قالت أم سلمة رضي الله عنها : يارسول الله تغزو الرجال ولا نغزو , وإنما لنا نصف فانزل الله تعالي : (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم علي بعض , للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن , واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما )النساء 32
وكأنما كان المراد من ذلك كله ان يكون لكل من الرجل والمرأة مهمة في الحياة يجب ألا يتعداها أو يخرج عنها فلا يتشبه الرجال بالنساء او العكس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ).لان في ذلك خروج علي الوضع الطبيعي لكل منهما وفي ذلك فساد للحياة وتخريب لنظام الكون الذي وضعه الله لخلقه لان ذلك قلب للأدوار وما الفساد في المجتمعات الأوروبية إلا نتاج تعدي تلك الحدود فكان الشواذ عندهم في تزايد من الجنسين وهذا يؤدي بدوره إلي الزيادة في الشذوذ والإيغال فيه أكثر فأكثر ويلاحظ ذلك كل من زار الدول الأوروبية أن الشذوذ والخروج عن الفطرة متمكن كثيرا من المجتمع حتى وصلنا إلي زواج الرجل بالرجل وغيره من هذه المسالك المخجلة جدا .وأصبح لهم مؤسسات وجمعيات تبحث في حقوقهم ووجودهم وأصبح لهم تأثير في اختيار رئيس البلاد الذي أصبح يطلب ودهم وأصواتهم إثناء الانتخابات .
وأصبحت الأمراض التي لا علاج لها مثل الايدز من نتاج هذا المسلك الغير سوي وكذلك الأمراض الاجتماعية من تفكك اسري وجرائم اغتصاب وقتل غير مبرر وجنوح الأحداث.
والإسلام وضع المرأة في مكان عال جدا ورفع قدرها ولم يسمح للرجل ان يهين المرأة او يؤذيها فهي عرض يجب أن يصان وإنسان له كل حقوق الرجل عدا ما نص عليه الدين في الشهادة والميراث .
روي مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) وجعل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ان من سنته الزواج .
وقال صلي الله عليه وسلم ما استفاد المؤمن - بعد تقوي الله عز وجل - خيرا من المرأة الصالحة ).وقال تعالي (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ,إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون )
ليس بعد هذا تكريم وإكبار للمرأة فهي السكن للرجل وملاذه وموضع أسراره وهي المخفف عنه مشاكله ومتاعبه وهي القلب الذي يتسع له بعد مكابدة وتعب في مواجهة الحياة المضنية فهي تشاركه بشخصيتها المستقلة وإرادتها الكاملة في كل شأن من شئون الحياة بالمشورة والرأي والقرار.وهي الأم التي لها المكانة العالية جدا ففي الحديث الشريف ( أن رجلا جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بصحبتي ؟ قال أمك قال :ثم من ؟ قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك) رياض الصالحين.
وفي تيسير الوصول 1/49 ان الرسول الكريم يوصي خيرا بالبنات فيقول ( من كانت له أنثي فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها ,ادخله الله الجنة ).ولا يجوز للأب أن يجبر ابنته علي الزواج بمن يريد هو فقد روي الشيخان قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر , قالوا وما إذنها قال عليه السلام صماتها)
وعندما سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه قال : عائشة .وقد أوصي صلي الله عليه وسلم بالنساء خيرا في حجة الوداع وفي مرضه الذي توفي فيه.
وللمرأة ان تتمتع بشخصيتها الاقتصادية المستقلة وحريتها الكاملة في التصرف بأموالها بدون إذن زوجها , ولها أن تبيع وتتاجر وتعقد الصفقات , وتؤجر البيوت وترهنها وان تقوم بالغرس والزراعة والفلاحة واستصلاح الأرض , ولها ان تكون طبيبة ومهندسة ومدرسة وصحافية وان تكون في أي موقع للمسئولية سياسيا كان أم اقتصاديا أو غيره ولها ان تتربع علي منصة القضاء وتفتي فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تفتي في أمور الدين وهي احد رواة الحديث ولها ان تعمل في المصانع والمعامل علي ألا يسيء إلي أنوثتها أو يجرح كرامتها وإنسانيتها , ولها ان تتصرف بمالها كيف تشاء .
إذن الموضوع أن هناك تكاملا في الأدوار بين الرجل والمرأة لإعمار الكون , الأول له القوامة لان تكوينه العقلي والجسدي يمكنه من ذلك والثاني لها القوامة والريادة في بيتها بما فيه الزوج والأبناء تدير شئونه وترعاه بما حباها الله سبحانه وتعالي من قدرات جبارة في هذا الشأن , وعندما تتبدل الأدوار يختل التوازن وتنقلب الموازيين .
ولقد كرمت المرأة في الإسلام اكبر تكريم ووضعها في أعلا مكانة وحفظ لها حقوقها .
هذا نزر يسير لمكانة المرأة في الإسلام لان الحديث عنه يتطلب كتابا ضخما لإعطاء الموضوع حقه كاملا .
والإسلام غير مسئول عن تصرف الأشخاص الذين لم يفهموا الدين الإسلامي الحنيف ولم يفهموا معانيه العالية فيحبسوا المرأة بين أربع جدران وتمنع من ممارسة دورها في المجتمع بما يناسب مؤهلات حصلت عليها بالدراسة والجد والاجتهاد , فالتخلف هو عدم تطبيق الإسلام .
محمد خطاب سويدان

ابراهيم الرفاعي 02-12-2012 11:55 PM

اطروحاتك
جميلة
ورائعة
بارك الله
بك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59