ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   مقالات وتحليلات مختارة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   لماذا لا تستطيع واشنطن التخلي عن الشرق الأوسط؟ (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=12428)

Eng.Jordan 03-21-2013 11:02 AM

لماذا لا تستطيع واشنطن التخلي عن الشرق الأوسط؟
 
http://www.annaharkw.com/annahar/Res...13_mainNew.jpg
كتب كل من يوئيل غوجانسكي وميريام غولدمان، وهما باحثان في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، مقالاً نشرته مجلة ناشيونال إنترست تحت عنوان «لماذا لا تستطيع واشنطن التخلي عن الشرق الأوسط»، قالا في مستهله إن البيت الأبيض تحدث كثيراً على مدار عام 2012 عن عزمه على توجيه المزيد من الاهتمام بعيداً عن الشرق الأوسط ونحو دول آسيا والمحيط الهادئ، متسائلان كيف ستؤثر هذه النقلة على المنطقة؟ فقد واجهت الولايات المتحدة العديد من العوامل التي قوضت مكانتها في المنطقة خلال السنوات الماضية، مثل: تقدم إيران نحو صنع السلاح النووي، وتلاشي النفوذ الأميركي في العراق، وصعوبة التأثير في الأحداث في سورية، وشكوك الممالك العربية بشأن مصداقية الولايات المتحدة، والتساؤلات القائمة حول مستقبل العلاقات مع مصر. وبالنسبة للبعض، تشير هذه الصعوبات وخطة تحويل الاهتمام نحو آسيا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع المضي قدماً في سياستها تجاه الشرق الأوسط وأنها بحاجة إلى توجيه أنظارها إلى منطقة أخرى.

ويشير الكاتبان إلى أنه على الرغم من القيود الاقتصادية الداخلية وحملة توجيه الموارد والاهتمام إلى دول المحيط الهادئ، من غير المرجح أن تتخلى الولايات المتحدة عن نفوذها في الشرق الأوسط أو تسعى إلى خفض وجودها بشكل ملحوظ في المنطقة. ولا يعزى ذلك إلى قدرة واشنطن على التركيز على آسيا والبقاء في الشرق الأوسط في آن واحد فحسب، ولكن أيضاً لأن ظروف المنطقة ستمنع الإدارة الأميركية من الانسحاب حتى وإن حاولت ذلك. فلاتزال العديد من المصالح والمخاوف الأميركية تتركز في المنطقة وتوفر مبرراً للتدخل إذا لزم الأمر، مما يدل على أن الولايات المتحدة ستظل تقوم بدور بارز في قضايا الأمن الإقليمي خلال المستقبل المنظور على أقل تقدير. ويبرر المسؤولون الأميركيون فكرة الانسحاب من الشرق الأوسط عن طريق الإشارة إلى زيادة إنتاج الطاقة المحلية واحتمال أن تستغني واشنطن عن مصادر الطاقة الموجودة في الشرق الأوسط، إلى جانب المزاعم المتعلقة بتراجع تهديد تنظيم القاعدة. غير أن تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة لا يعني الانسحاب من السوق العالمية، وتراجع هجمات القاعدة لا يعني أنها لا تمتلك العديد من المؤيدين في اليمن وسورية وليبيا ومالي والجزائر، وتوجيه الاهتمام إلى منطقة لا يعني بالضرورة التخلي عن أخرى.

ويؤكد الكاتبان أن التحول إلى آسيا لا يتطلب التخلي عن الشرق الأوسط، حيث إن مصالح ومخاوف الولايات المتحدة تشير إلى خلاف ذلك. ففي مجال الطاقة، ارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بنسبة 25 في المئة خلال السنوات الأربع الماضية، ومن المتوقع أن تتمكن البلاد من تلبية كل احتياجاتها من الطاقة في نهاية العقد المقبل. ولكن من الخطأ الاعتقاد بأن تحقيق الاكتفاء الذاتي من النفط سيمنع الولايات المتحدة من الاعتماد على الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط. إذ سيتعين عليها مواصلة الحفاظ على قدرة الوصول إلى نفط دول الخليج في سبيل ضمان استقرار سوق الطاقة العالمية. ومن ناحية الانتشار النووي، لاتزال الولايات المتحدة هي القوة الخارجية الوحيدة القادرة على مواجهة النفوذ الإيراني ومنع طهران من تحقيق طموحاتها النووية. وفيما يتعلق بعملية السلام، لم تكن الجهود الأميركية مثمرة في هذا المجال على الرغم من وصف الرئيس باراك اوباما لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بأنها «إحدى أولويات الأمن القومي». ومع ذلك، لاتزال واشنطن تؤمن بأن إحراز تقدم نحو تسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين سيجعل من السهل تنفيذ المبادرات الأميركية في العالم العربي بشكل عام، وتجاه إيران على وجه الخصوص. ويشير الكاتبان إلى أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية تقوم على الالتزام الأخلاقي والقيم الثقافية والسياسية والمصالح الاستراتيجية المشتركة، ولكن بعض النقاد الأميركيين أصبحوا ينظرون إلى هذه العلاقات بوصفها عبئاً. ومع ذلك، ما تزال إسرائيل شريكاً استراتيجياً هاماً بالنسبة للولايات المتحدة، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة بين جزء كبير من الشعب الأميركي - الذين سينظرون إلى التخلي عن الشرق الأوسط على الأرجح على أنه تخل عن إسرائيل. ومن ناحية الإرهاب، تواجه الولايات المتحدة تهديدات أقل من السابق، ولكن من الواضح أن الإسلاميين المتشددين المناهضين للولايات المتحدة يسعون لشغل الفراغ الناتج عن عدم الاستقرار وسقوط الأنظمة العربية القديمة. حيث يدل تصاعد عمليات تنظيم القاعدة في اليمن وتزايد وجود جماعة جبهة النصرة المتطرفة في سورية ووقوع أزمة الرهائن في الجزائر على مدى تزايد الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة ومؤيدوه في مرحلة ما بعد الثورات العربية. ومن ثم فإن الانسحاب من المنطقة لن يكون أمراً منطقياً، فهو لن يقوض هذا التهديد ولن يزيل الولايات المتحدة من قائمة المستهدفين. ومن ناحية أخرى، كانت معدلات مبيعات الأسلحة الأميركية إلى دول المنطقة هائلة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعد محاولة واضحة لطمأنة وتعزيز الحلفاء الأميركيين في المنطقة. ويقول الكاتبان في نهاية المقال إن واشنطن بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الحالية وتعديل سياساتها بما يخدم مصالحها الأساسية، حيث لا يمكنها مواصلة السير على طريق يقنع الآخرين بتراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة ورغبتها في الرحيل.
المصدر - صحيفة النهار


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59