ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   مقالات وتحليلات مختارة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   حزب اللات ..مراهقة عنترية وبداية السقوط في الهاوية السورية (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=13884)

عبدالناصر محمود 06-01-2013 08:46 AM

حزب اللات ..مراهقة عنترية وبداية السقوط في الهاوية السورية
 
حزب اللات ..مراهقة عنترية وبداية السقوط في الهاوية السورية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(يحيى البوليني)
ـــــــــــــــــــــــ

يدرك الشيعة اليوم أكثر من أي وقت مضى خطورة وضرر ما يقوم به حزب الله من إشعاله لحرب طائفية بينه وبين السنة بتدخله السافر في الشأن السوري ومناصرته اللامحسوبة لبشار الأسد واشتراكه الفعلي المعلن بقواته في حرب ظهرت لكل المتابعين انها حرب طائفية بامتياز مما يدفع بالتوازنات السياسية القائمة بين السنة والشيعة إلى اضطرابات كثيرة ربما لم يكن الشيعة أنفسهم قد استعدوا لها بالفعل .

وأضحت عنتريات حسن نصر الله الذي انتقل من خندق الكلمات المشهور به إلى خندق الأفعال فأحرج الشيعة العرب أيما إحراج , لان الطرفين المتقاتلين من العرب ويقاتل احدهما لمصلحة إيران الفارسية وبأمر مباشر منها.

وعلى الرغم من حرص الشيعة دوما على استعمال التقية فيدعون أنهم حملة سلام وفصيل من المسلمين , وان الفرق بين السنة والشيعة لا يعدو خيط الفروع الفقهية , فغير حسن نصر الله بعنتريته هذه السمات فصار هو وحزبه بين عشية وضحاها موطن خطر على الشيعة أنفسهم قبل أن يكون خطرا على أهل السنة.

وأحرج حسن نصر الله دعاة القومية العربية أيضا إذ أعلن بتدخله هذا انه انتقل من الصف الثوري العقائدي من أصحاب القضايا والعقائد فتحول بحزبه إلى مليشيات مسلحة وعصابة للقتل بالإيجار أو الوكالة مما أحرجه أيضا مع أبناء حزبه الذين لا يعرفون الهدف من دفعهم للقتل في سوريا ولأي غاية يحاربون يُقتلون أو كما يسميهم " يستشهدون"

واختفى في زحام الأحداث – كعادة دائمة باستخدام التقية والمخادعة - المرشد الإيراني وهو المسئول الأول عما يحدث في سوريا وما بشار أو نصر الله إلا دمى تحركها الإدارة في طهران , فالمرشد الإيراني خامنئي هو الذي أوعز وأمر حسن نصر الله وحزب الله بادراك النظام العلوي الشيعي في سوريا مهما كلف الأمر من تضحيات .

ومن هنا صار لزاما على الشيعة أن يتملصوا من حسن نصر الله وحزبه خشية الانقلاب عليهم من عموم أهل السنة ولكي لا يتعرض الشيعة العرب كأقليات منتشرة في عدد من الدول المسلمة إلى هدف للقصاص منهم على جرائم حزب الله في سوريا , فصدرت عدة تصريحات تستنكر ما فعله نصر الله وتتبرأ من فعله هذا لكي تعيد الهدوء إلى الشارع الإسلامي السني الذي سيغلي في الأيام القادمة بعد وضوح الهدف العام في سوريا من كونها حربا بين شيعة متحزبة وثلة من أهل السنة لا يجدون لهم نصيرا ومعينا إلا الله وحده ثم بعض الجهود الفردية من أبناء العالم الإسلامي .

وجاء الهجوم على حسن نصر الله من المرجع الشيعي اللبناني محمد حسن الأمين الذي شن هجوما شديدا على حزب الله بسبب تدخله في سوريا وذلك في مقابلة تليفزيونية له حيث قال : " "سوريا ليست أرض جهاد لنا، والدفاع عن المقدسات الدينية هو مسؤولية النظام السوري وليس "حزب الله"، السيدة زينب لا تريد الدفاع عن مقامها وإنما تريد أن تدفع الفتنة عن المسلمين" , ثم أضاف : " أن زج الشباب في المعارك التي تجري على الأرض السورية فيها خسران الدنيا والآخرة ".

وتزداد كل يوم بل كل لحظة مظاهر للتردد والتمرد داخل أفراد حزب الله أنفسهم وذويهم وخاصة بعد الوصول المتتالي لجثث المقاتلين القتلى في الحرب السورية وتزايد التساؤلات حول جدوى تلك المعركة التي خرجت بهم عن المربع الفكري الذي طالما تشدق به زعماء الحزب من أنهم على ثغر من الثغور وان عدوهم الأساسي هو إسرائيل , فبعد هذه الأيام القليلة اكتشف كثيرون أن عدد من قتلهم حزب الله من المسلمين في سوريا في سنتين فقط في القتال السري أو في شهرين فقط من القتال المعلن يفوق بعدة أضعاف عدد ما قتله حزب الله من جنود إسرائيل على مدى عقود من السنوات .

وزاد من مخاوف أفراد حزب الله بل وعدد من قياداتهم الميدانية ما هدد به الجيش الحر من نقل للحرب للداخل اللبناني إذا ما استمر حزب الله في تدخله في سوريا , واكد تلك المخاوف ما ذكر عن الصاروخين الذين سقطا في الضاحية الجنوبية لبيروت في أماكن يسيطر عليها حزب الله , وهو التهديد الذي هدد به الجيش الحر الذي سبق وان وجه إنذارات لحزب الله بعد الخطاب الأخير لنصر الله بضرورة وقف التدخل في سوريا أو الاستعداد لتقبل الصواريخ على معاقل أنصاره , فلهذا اهتم قادة حزب الله بهذا التهديد الجدي وبدأت حركة احتجاجات داخلية لا تزال ضعيفة حتى الآن ولكننا لا نشك إذا طالت المدة أن ينقلب الحزب على نفسه .

وعلى الرغم من وضوح قضية الاعتداء الشيعي على مسلمي سوريا بشكل لا يحتمل الخفاء إلا أن الرئيس اللبناني لا يزال يخطب ود حزب الله الذي يسير بلبنان نحو إعادة الهاوية السحيقة التي مرت عليه من الاقتتال الطائفي الداخلي مرة أخرى , فوصف العماد ميشال سليمان الرئيس اللبناني العملية الأخيرة بـ"العمل الجبان"، ووصف مرتكبيها بـ"الإرهابيين" و"المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين"!! , وذلك في نفس الوقت الذي لم يذكر كلمة واحدة في شان إطلاق حزب الله لـ50 صاروخًا في الدقيقة على أهالي القصير العزل , وهذا من شانه أن يستثير سنة لبنان الذي لا يزالون حتى الآن خارج إطار المعركة , ويجب عليه أن يعلم أن دولته بها مسلمون سنة كما إنها بها شيعة وان عليه التصرف وفق هذا المنطق .

ولابد وان ينتبه ميشيل سليمان للاشتباكات التي وقعت بين مؤيدين لحزب الله ومعارضين له ووقع ضحيتها أكثر من خمسة وعشرين قتيلا والتي يخشى منها أن تكون مقدمة لصراع يطول أمده بين السنة والشيعة يعيد لبنان للوراء مرة أخرى .

وعلى الصعيد العربي صدرت من الإمارات العربية تصريحات مهاجمة لحزب الله متناولة القضية بصورتها الطائفية العقائدية بعيدا عن الصبغة السياسية لها التي طالما عولجت بها القضية إعلاميا على مدى العامين الماضيين , فقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بحسب تصريحات أوردتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن "حزب الله قد فضح حقيقته الطائفية التي حاول إخفاءها طويلاً " , وأنه "كشف القناع الحقيقي لـحزب الله الذي دائمًا يصور نفسه بأن هدفه الرئيس هو الدفاع عن الأراضي اللبنانية، وإنما تبين أن سلاحه هو سلاح طائفي وسلاح موجه للداخل سواء كان لبنان أو سوريا" .

وأظهر قرقاش القلق الإماراتي من تحرك حزب الله في سوريا , فقال "هناك قلق من إعلان حزب الله السافر التدخل في سوريا" , ولعل الإدارة الإماراتية في هذه اللحظة تستشعر وتدرك حجم الخطأ الذي يقوم به بعض الساسة والمسئولين الإماراتيين الذين يحرصون دوما على توتير العلاقات بين الإمارات وبين دول عربية مجاورة منها الدولة الكبيرة التي يمكن أن يكون جيشها هو الجيش الوحيد في المنطقة القادر على الوقوف أمام الطموحات الإيرانية , فلعلها فرصة مناسبة للعودة لفهم مصلحة الأمة بعيدا عن المراهقات العنترية لبعض الساسة الموتورين أو أصحاب الأغراض .

إن حزب الله الذي اكتسب بالزيف والزور مكانة عالية عند المجتمع السني الغافل والذي ظل يخدع الشعب المسلم بالشعارات البراقة وخطابات العداء لإسرائيل والعمليات النوعية وتحرير الأسرى وغيرها من الاحتفالات الوهمية واللعب على المشاعر الإسلامية قد فقد غالبية مؤيديه واطلع الناس على حقيقته وانهارت في لحظات قليلة كل مكتسباته الشعورية وأصبح اليوم خطرا على المشروع الشيعي برمته ولابد للشيعة الآن في المناورة الجديد من التخلص من عنتريته وغروره واستلام قيادة أخرى لحزب الله ولتحاول أن تجمل الصورة قليلا حتى لا يتورط العالم الإسلامي كله في حرب دامية بين أبناء كل بلد من السنة والشيعة .

ودائما وابدأ تكون حسابات المصالح مقدمة على حسابات الأشخاص العنتريين المتهورين , وحينما يجد أصحاب القضية الأصليين أن كلبهم صار عقورا لا ينضبط بقيد , فدائما ما تعاجله رصاصة الرحمة التي أرى أنها لن تتأخر طويلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

(م: الوسط)
ـــــــــــــــــ


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59