الكشوف الجغرافية الأوربية للقارة الأفريقية والتطلعات المعاصرة للسيطرة على مواردها
1 مرفق
حمل المرجع من المرفقات تعد القارة الإفريقية إقليماً جغرافياً ذا خصائص متميزة من عدة جونب تشمل الموقع الاستراتيجي الأوسط بين قارات العالم ، ثم الموارد التي تحظى بها في موقعها المفيد من حيث العلاقات المكانية والموارد الطبيعية الأخرى التي في سطحها ثم باطنها الذي هو غني بمعادن مختلفة ، حيث جعل كل ذلك إفريقيا مقصداً للقوى المختلفة من القارات الأخرى عبر التاريخ ، وضمن ذلك كانت الكشوف الجغرافية الأوربية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مما أفضى إلى الاستعمار الذي استقلت عنه دول القارة في النصف الثاني من القرن العشرين ، وكان من أهداف تلك السيطرة الاستعمارية استغلال الموارد الإفريقية وتوجيهها لمصلحة القوى الأوربية ، غير أنه بعد استقلال تلك الدول صارت القارة في أوضاع لا تستطيع معها استغلال مواردها بالصورة المثلى أو بوضع مستقل عن القوى الأوربية أو الهيمنة الخارجية ، وهذا ما تهدف هذه الدراسة المختصرة إلى نقاشه من خلال ثلاثة مداخل هي الكشوف الجغرافية الأوربية للقارة ثم العلاقات الأوربية الإفريقية المعاصرة ذات الصلة بالموارد ومن بعد أوضاع القارة الإفريقية المؤثرة في استغلال الموارد الكامنة فيها ، وذلك باستخدام بعض الأساليب الإحصائية والاستقراء التحليلي للواقع الجغرافي في مدخل إقليمي هو القارة الإفريقية. الكشوف الجغرافية: التعرف على المكان ضرورة مهمة للحفاظ على الحياة ، ليس فقط بالنسبة للإنسان ، ولكن لكل الأحياء الأخرى ، كالطيور التي تهاجر حسب تقلب الأحوال المناخية وتوفر مكونات حياتها التي تعتمد على المواسم المختلفة للبيئة الطبيعية مثلها مثل الحشرات فالحيوانات بل والأسماك والأحياء المائية أيضاً ، وتمثل قضية الكشوف الجغرافية قصة حياة الإنسان كلها ، فمنذ أن وجد على الأرض أخذ يتحسس الأماكن التي يمكن أن تلبي مطالب حياته البسيطة منها والمعقدة ، وما زال يكشف ويسافر ويكتشف ما يعده في نظره مجهولاً من أماكن لمعرفتها أولاً ثم للإفادة منها ثانياً ، ويمكن فهم الخروج عن نطاق الأغلفة الأرضية إلى الفضاء الخارجي جانباً من هذا المجال الواسع . وعلى أساس هذا الفهم ما من أمة وجدت في الأرض إلا وكشفت جغرافياً وتحسست البلاد الأخرى التي تجهلها كالفينيقيين والرومان والإغريق والأحباش والفراعنة والصينيين والمسلمين ، حيث حكى التاريخ عن كل هذه الأمم وحملاتها العسكرية وغيرها مما يتعلق بالتجارة والهجرات السلمية وخلافها وهي أمور لا يمكن أن تتم دون معرفة سابقة بالأماكن المقصودة وما فيها من الأهداف المرجوة ، ويتضح من كل ذلك أن الكشوف الجغرافية هي الأساس في التعرف على أنحاء العالم وجماعات البشر وموارد الأرض وهي المغذي للفكر الجغرافي بصفة عامة . والكشوف الجغرافية الأوربية لا تخرج بأي حال عن كل ذلك في أي مجهود كشفي قامت به الأمم الأوربية سواء أكان ذلك للقارة الإفريقية أم لآسيا بل وحتى مناطق الهنود الحمر المعروفة الآن بالولايات المتحدة الأمريكية ، علماً بأن أوربا قامت بالكشف الجغرافي والاستعمار والاستيطان في عصور نهضتها القديمة إبان الحضارة الرومانية واليونانية وغيرها (1) , وكذلك إفريقيا ثم آسيا حيث يعتبر المسلمون آخر من أقام الحضارة العالمية القائدة قبل النهضة الأوربية الحديثة ، ورغم اقتصار هذا الدراسة على الكشف الأوربي الوسيط لإفريقيا إلا أن الباحث قد يتعرض لبعض الأمثلة من العصور الأخرى . رواد الكشف الجغرافي الأوربي في إفريقيا: الكشف الجغرافي في حد ذاته ليس مهمة سهلة ، حيث يخرج الجغرافي من بلاده إلى بلاد مجهولة قد لا يعرف طبيعتها وما تشتمل عليه من مجتمع بشري له كيانه الذي يدافع عنه ضد كل غريب ، إضافة لذلك قد لا يعود الكاشف إلى موطنه ، فضلاً عن صعوبة وسائل النقل في القرون الماضية والمخاطر الأخرى ، ورغم كون الكشف الجغرافي مهمة فردية في الغالب خلال القرون الأولى إلا أنه صارت له جمعيات تنظمه وترعى الكاشفين في العصور المتأخرة مثل جمعية ترقية كشف الأجزاء الداخلية في إفريقيا Association for Promoting the Discovery of the Interior Parts of Africa (APDIPA) التي أسست في لندن عام 1788م(2) ، وقد اهتمت كذلك بعض الدول بصفة رسمية بالكشف الجغرافي لشيوعه وأهميته التي أوجدت بعض الأسباب التي بررته وجعلته يدخل ضمن اهتمامات الدول القومية الرئيسة في أوربا مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال ، وبالنظر إلى الجدول (1 ) التالي نجد بعض المفارقات الملاحظة في الدول التي ينتمي إليها أولئك الكشافة الرئيسيون في إفريقيا : جدول رقم (1)أهم رواد الكشف الأوربي لإفريقيا وبلدانهم الرقم الاسم الجنسية تاريخ الكشف 1 اسكتلاندي 1795م 2 ألماني 1798م 3 انجليزي 1822م 4 انجليزي 1822م 5 اسكتلاندي 1822م 6 انجليزي 1830م 7 اسكتلاندي 1825م 8 فرنسي 1827م 9 ألماني 1849م 10 انجليزي 1853م 11 سويسرية 1897م 12 انجليزية 1893م 13 انجليزي 1841م 14 انجليزي 1831م 15 اسكتلاندي 1860م 16 انجليزي (ويلز) 1867م 17 انجليزي 1874م 18 فرنسي (إيطالي الأصل) 1875م 19 ألماني 1880م 20 ألماني 1598م 21 انجليزي 1869م 22 انجليزي 1869م 23 هولندي 1563م 24 سويدي 1772م 25 برتغالي 1394 – 1460م 26 برتغالي 1487م 27 برتغالي 1498م 28 برتغالي 1484م أغلب الكشافة من إنجلترا وبإضافة الاسكتلنديين الأربعة يكونون خمسة عشر كشافاً ، وقد يدل العدد بكثرته أو قلته دلالة رمزية على اهتمام دولة ما أكثر من غيرها ، وذلك لأن أي كشاف جغرافي أوربي تستفيد منه كافة أوربا حيث تترجم أعماله إلى عدة لغات وتنشر في المكتبات الرئيسة ، وهذا أساس يمكن أن يساوي بين بلجيكا وبريطانيا وإن كان الإسهام الفعلي في الكشف وما يترتب عليه من نتائج حسب الاهتمام الامبراطوري والجنوح نحو الهيمنة والسيطرة (3) . |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:53 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع