ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   قصة وحكمة (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=49982)

صابرة 12-12-2017 08:23 AM

قصة وحكمة
 
قصة لشاب...... توبة بعد غفلة .......
يروي صاحب القصة:
بعد ما غاب عنا ،
مدة قاربت الثلاث السنوات أو أكثر،بسبب غفلة أخذته رِيَاحُها ،في أمواج الشهوات الدنيوية ، لينغمس فيها كُليا، دون أن يَعِي خطورة الطريق الذي عليه ...
لقد كان بيننا شابا ،خَلوقا ،مستقيما، لا تفوته الصلوات الخمس، في المسجد ،بل ويزيد ما أقدره الله عليه ، من نوافل الصلاة، والصيام .....
كنت ولا زلت ، أحبه في الله ،لخلقه الرفيع، ولطيبة صُحبته، التي دامت أكثر، من خمس سنوات ....
قدر له الله الزواج ،وهو ابن ثمانية عشرة سنة ، لكن هذا لم يمنع سفينة الشهوات، أن تأخذه عنا بعيدا، فلم نستطع ،إلا أن نراقب تلك السفينة من بعيد ، ونراها مرة تطفو على السطح ،ومرة تغطس ،حتى تبتعد عن الأنظار....
حاولنا مرارا ، زيارته في بيت والدته ،إذ أبوه متوفى _رحمه الله_ وبجميع الطرق ما استطعنا إخراجه، مما هو عليه ، إذ التفت حوله ،رفقة سيئة، لا هَمَّ لها سوى ،ركوب الدراجات الكبيرة ،الغالية الثمن ،أو القيام برحالات تَشُوبها شُبَه ،وفتن نساء ....
كان من قدره أن أصيب ،بحادثة سير مروعة، كان سيفقد فيها حياته، واستغلالنا الفرصة ،وزُرناه بعد خروجه، من المستشفى ، وهَمسنا له في أذنه ، أن الله يحبه، وهذا الابتلاء ،ما هو إلا رسالة من الله ،حتى تَستفيق من غفلتك، رأيت على وجهه، الشاحب المتعب ،من ألم الكسور، التي أصابت رجليه ،ورأسه ،خضوعا ،وخشوعا، وعزما على الإقبال على الله، لكن ما إن تعافي ،حتى عادت حليمة لعادتها القديمة ، حينها عَلِمْتُ حقيقة ،ووقرت في قلبي عقيدة، أن القلوب لله ، يُقلبها كيفما يشاء ،وليس لمخلوق، كيفما كانت تقواه، أو عصيانه، أن يُحَوِّل ذاك القلب، لطريق ، إلا بمشيئة الله ....
لكن مُقلب القلوب ،رحيم بعباده ،ورؤوف حليم بنا ، وهو أحكم الحاكمين ،ولا يُسأل عما يفعل، ونحن نُسأل عما نفعل.....
لقد كان لحظة لن أنساها...
لحظة اختلط فيها الفرح مع البكاء ... دقات قلبي تسارعت ...وأحسست ،بالفرحة ،والسرور.... لقد عاد لنا أخي ****** ....عاد لبيوت الله ....
لم أصدق ،ما رأته عيناي.... لكن لم أشعر حتى ضَمَّمْتُه إِلَيَّ ، وتحسست قلبه ، يحن لله ، ولإخوته الكرام ...
هذا الفرح الذي انتابني ، أحسسته من قبل ،فقلت في خاطري سبحان الله ،
هذا إحساس بشر ،مذنب، مقصر، بِعَبْدٍ تاب، وأناب، ورجع ،فما بالك ، بفرح الله _عز وجل _يقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال :
" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأ يس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح "
الخلاصة:
ارحموا_ عباد_ الله_ فأنتم_ دعاة _ولستم_ قضاة

:e412a:

:Blooming-Rose-roses


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59