أضرار الفيتامينات والمكملات الغذائية
 

Sabreen Hassan Mohammed


تؤكد البحوث الحديثة احتمال أن تكون الفيتامينات والمكملات الغذائية عائقاً أكثر منها حلاً وعلاجاً لتحسين الصحّة. غالباً ما كان يُنظر إلى ظهور حبة الفيتامين أو المكمل الغذائي على أنها الحل الوقائي السهل للمرض. كما تم الترويج لها على أنها الحل الأمثل لمن يشعر بالتعب أو الإجهاد أو الأنفلونزا. لكن بينما نأخذ الفيتامينات والمكملات الغذائية من أجل تحسين الصحة، تؤكد البحوث الحديثة احتمال كون تلك الأشياء عائقاً أكثر منها حلاً.

وُجِد في دراسة مطوَّلة أُجريت على 60.000 عجوزٍ سويدية أن أولئك اللاتي يتناولن مكملات الكالسيوم بجرعات عالية أكثر عُرضةً لمرض القلب والموت. وهذا يناقض الاعتقاد الشائع بأن مكملات الكالسيوم الغذائية ذات فائدة صحّية للمسنّين.


وفي دراسة أُخرى نُشرت في المجلة الطبية البريطانية على الإنترنت في فبراير، وُجِد أن النساء اللاتي يستهلكن 1400 مللي جرام فأكثر من الكالسيوم يومياً في هيئة أقراص يكنّ أكثر عُرضةً للموت بمرض القلب بما يجاوز الضعف. وإن مجموع الكالسيوم المطلوب امتصاصه للجسم حسب التوصيات في استراليا لمن هم في سنّ 51 عام فأكثر هو 1300 مللي جرام في اليوم.

"إذا كنت تتبعين نظاماً غذائياً عادياً، فأنت لا تحتاجين إلى تناول مُكمِّلات الكالسيوم الغذائية" كذا قال كبير الباحثين الدكتور كارل مايكِلْسِن أستاذ وجرّاح العظام في جامعة أوبسالا بالسويد متحدثاً إلى جريدة نيويورك تايمز. واستطرد قائلاً: "مكملات الكالسيوم تفيدِك فقط إذا كان امتصاص جسمِك للكالسيوم منخفض جداً، لكن قليل مِن النساء مَن هن كذلك."

ويستطرد مايكلسن في رسالته إلى صور أخرى من التكميل الغذائي، وشرائنا الفيتامينات والمكملات الغذائية، أكثر من ثلث الاستراليين يشترون الفيتامينات بانتظام بينما حوالي ثلاثة أرباعهم ابتاعوها العام الماضي. إنها صناعة نامية قيمتها 1.5 مليار دولار سنوياً و 68 مليار دولار على مستوى العالم، وفقاً للبحث الصادر من مؤسسة Euromonitor.

ما زالت الأسئلة تتزايد عن مدى فائدة الفيتامينات صحيّاً وعن ضرورتها. الصورة في استراليا غير واضحة، لكن ما بين عام 2007 إلى منتصف نيسان/ أبريل 2012 استقبلت إدارة الغذاء والدواء في أمريكا أكثر من 6300 تقريرًا عن آثار سلبية فعلاً ترتبط بالمكملات الغذائية.

في العام الماضي، وضع مراسل صحيفة التايمز جون كلاود نفسه موضع التجربة. وخلال خمسة أشهر تناول ما يزيد عن 3000 حبة فيتامين ليرى ما إذا كانت تؤثر. واستعان بأطباء لمقارنة التغيّر في دمه قبل التجربة وبعدها، فوجده طفيفاً.

لم يطرأ على نتائجه أيّ تغيّر سوى ارتفاع مستوى الكوليسترول ومستوى فيتامين د. وقال أن أياً من الطبيبين الذين استشارهما لم يكن واثقاً من أن سبب تلك التغيرات هو المكملات الغذائية. بل قال: "تطابقت نتائج اختبارين أجريتهما على كليتي (قيمة نيتروجين بولينا الدم، وقيمة الكرياتينين). كذلك لم يتغير أي من الكالسيوم أو البروتين أو الصوديوم كثيراً."
يتفق أغلب خبراء الصناعة الصحّية على أننا لم نكن لنحتاج المكملات في العالَم المثالي إلا في حالات خاصة مثل النقص (في حمض الفوليك) الذي يصيب الحوامل، والقصور في امتصاص عناصر غذائية معيّنة. وهذا يُعرف باختبارات الدم.

ومن المعروف جيداً أن بعض العناصر الغذائية والمعادن قد يكون لها أثرًا إيجابيًا على صحتنا. وحتى مع ذلك، علينا تذكُّر أن كثيراً من المكملات ليست "طبيعية" بالدرجة التي نتخيلها. فغالباً ما يستلزم الأمر إنشاء الفيتامينات صناعياً لتعذُّر استخلاص الجرعات الكافية للعلاج من عنصر غذائي بالطريقة الطبيعية. وفي بعض الحالات يتم استخلاصها من البتروكيماويات.

قد تبدو المكملات خياراً جذاباً للقلقين، لكن من الجيد أن تستشيري طبيبك أو أخصائي التغذية قبل الإسراع إلى شراء الحبوب بل اعمدي إلى شراء الفاكهة والخضار الطازجة بدلاً من شراء المكملات الغذائية.