السعودية تطالب بوقف التطهير العرقي .. و"الإسلامي": جرائم ضدّ الإنسانية
 

مأساة "الروهينجيا" .. السعودية تطالب بوقف التطهير العرقي .. و"الإسلامي": جرائم ضدّ الإنسانية
__________________________________________________ ______

29 / 1 / 1441 هـــ
28 / 9 / 2019 م
______________

https://cdn.sabq.org/uploads/media-c...fa7d59188.jpeg



تعد قضية مسلمي الروهينجيا في "ميانمار" إحدى أهم القضايا الإنسانية العالمية التي يُمارَس فيها أسوأ صور الوحشية والدموية والعنف ضدّهم من قِبل القوات المسلحة في ولاية أراكان، وعلى الرغم من إعلان السعودية -قبل أيام قليلة- تقديم مساعدات إلى مسلمي الروهينجيا بـ 10 ملايين دولار أمام الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، ومطالباتها المتواصلة بوقف أعمال العنف ضدّ مسلمي الروهينجيا، وإيجاد حل سلمي يعيدهم إلى وطنهم، إضافة إلى دعم السعودية للضحايا الروهينجيين بالبرامج التأهيلية ذات العلاقة بالتعليم والصحة بمبلغ 50 مليون دولار.. وبعد أن دعت "منظمة التعاون الإسلامي"، حكومة ميانمار، إلى متابعة حالة حقوق الإنسان، ووقف العنف المستمر ضدّ أقلية الروهينجيا المسلمة، وإعادة اللاجئين إلى وطنهم، وتقديم المسؤولين عن العنف، والتطهير العرقي، والجرائم ضدّ الإنسانية التي تعرّضوا لها إلى العدالة، إلا أن المجتمع الدولي مازال لا يتحرّك من أجل ضمان عودة آمنة للاجئي الروهينجيا المسلمين إلى وطنهم.

"سبق"، ترصد في التقرير التالي الأوضاع الحالية لمسلمي الروهينجيا؛ حيث يعيش نحو 900 ألف لاجئ من الروهينجيا في مخيمات مزدحمة في "كوكس بازار" في بنجلاديش؛ أكثر من 740 ألفًاً منهم هربوا من "ميانمار" منذ 2017م، إضافة إلى اللاجئين الآخرين في مخيمات في الدول المجاورة.

ويُضطهد الروهينجيا في بلادهم منذ عقود، من قِبل الحكومة الميانمارية العنصرية نتج عنه مقتل كثير منهم، وتشريد عشرات الآلاف فيما يسمّى "المذبحة الكبرى" التي قُتل فيها أكثر 100 ألف فرد، إضافة إلى خسائر كبيرة في ممتلكاتهم، ومنذ عام 2012م يتعرّضون لأنواع التعذيب، وواجهوا القتل، وحرق القرى والبيوت، واغتصاب النساء دون أن يتحرّك العالم.

في هذا السياق، قال محققو الأمم المتحدة: إن الحملة الأخيرة شملت أعمال قتل جماعي، واغتصاباً جماعياً، وحرقاً متعمداً، وتم إطلاقها بنية "الإبادة الجماعية"، فيما أشارت بعض التقارير الصادرة من بعثات دولية، إلى أن الروهينجيا المسلمين يعيشون ظروفاً غير إنسانية في منطقة "أراكان"، وأن القوات العسكرية في ميانمار قامت بالتدمير والتطهير العرقي، وطالبت تلك البعثات مجلس الأمن الدولي، بالتحرك وإحالة ملف "ميانمار" إلى المحكمة الجنائية الدولية، أو إنشاء محكمة خاصة بها على غرار يوغسلافيا السابقة أو رواندا، كما طالبت الحكومات والشركات الأجنبية، بوقف جميع الروابط التجارية مع الجيش الميانماري، وتجميد الاستثمار ومساعدات التنمية في ولاية أراكان، وبعض هذه البعثات الدولية بيّنت أن لديها قائمة سرية بأكثر من ١٠٠ شخص في ميانمار بينهم مسؤولون و٦ جنرالات أُعلنت أسماؤهم سابقاً؛ يُشتبه بتورطهم في الإبادة وجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب.

ويعيش حالياً مسلمو الروهينجيا أوضاعاً صعبة للغاية في مخيمات ببنجلاديش؛ حيث يتكدّسون في خيام في منطقة "كوكس بازار" على الحدود الجنوبية الشرقية؛ حيث تنتشر الأمراض والأوبئة، ونقص الغذاء والأدوية.

ونقلاً عن مركز الدراسات والتنمية الروهينجية عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، قال إن نحو 36 % من أطفال مسلمي الروهينجيا الذين أعمارهم ما بين الـ3 والـ14 عاماً؛ ما زالوا خارج المدارس الابتدائية، والذين أعمارهم ما بين الـ15 والـ24 عاماً بنسبة 96% منهم لم يلتحقوا بأيّ نشاطٍ أو برنامج تعليمي، ومع بدء موسم الأمطار الشديدة، والفيضانات والسيول الجارفة يقضي كثيرٌ من مسلمي الروهينجيا أغلب الأيام غارقين في هذه السيول.

وفقاً لتقارير رسمية يطلب مسلمو الروهينجيا من العالم مساعدتهم على العودة إلى بلادهم والحصول على الجنسية الميانمارية، كما حصلت عليها القوميات الأخرى، وضمان أمنهم وكرامتهم، والحصول على حق ملكية ممتلكاتهم، وانسحاب الجيش الميانماري من أراكان قبل عودتهم إليها، والعودة إلى قراهم وديارهم؛ لا إلى أماكن أخرى في البلاد



__________________________________________________ __