ملتقى شذرات - عظمة الله ونعمه على الصالحين

[COLOR=#4F4F4F !important]د. علي العتوم
قال تعالى : (إنَّ الذينَ آمنُوا وعَمِلُوا الصالِحاتِ، كانَتْ لهُمْ جنّاتُ الفِردَوْسِ نُزُلاً * خالِدينَ فيها لا يبغونَ عنها حِوَلاً * قُلْ : لو كانَ البحرُ مِداداً لكلماتِ رَبِّي، لَنَفِدَ البحرُ قبلَ أن تنفَدَ كلماتُ رَبِّي، ولو جِئنا بمثلِهِ مَدداً * قُلْ : إنّما أنا بشرٌ مثلكم يُوحَى إليّ أنّما إلهُكُمْ إلهٌ واحِدٌ، فمَنْ كانَ يرجُو لقاءَ ربِّهِ فليعمَلْ عملاً صالِحاً، ولا يُشْرِكِ بعبادةِ ربِّه أحداً *) . (الكهف 18/ 107 - 110) .[/COLOR]
[COLOR=#4F4F4F !important]تعليقات:
11- سُمِّيت السورة بهذا الاسم نسبة للكهف الذي لجأ إليه مجموعة من أبناء الذوات في الدولة الرومانية القديمة هاجرين لمجتمعهم الجاهلي ومهاجرين بدينهم إلى مكان بعيد عن أعين الطغاة، ليعبدوا الله على أمن وأمان منهم . ولعل هذا الكهف هو الذي الآن في طريق عمان – سحاب كما ذهب إلى ذلك الأستاذ تيسير ظبيان في كتابه الموسوم بهذا الاسم، أو بعبارة ابن عباس رضي الله عنهما أنه الكهف الذي في البلقاء . ومعلوم أن عمان وسحاب وغيرهما في المنطقة، هي من البلقاء .
22- الفردوس : البستان، وفي الصحيحين : (إذا سألتم الله الجنّة، فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تُفجر أنهار الجنة) . نُزُل : ضيافة . حِولاً : تحوّلاً من مكان إلى آخر، وتغيّراً ملالة وسآمة . مداداً : حِبراً . نَفِدَ : انتهى، فَنِيَ . مدداً : زيادة وإضافة .
ما يستفاد من الآيات:
أ- هدية الله لعباده الصالحين، الفردوس وهو أحسن مكان في الجنة .
ب- إن من صفات الجنة أنّ أصحابها لا يتطلّعون إلى غيرها مكاناً ينزلون فيه، إذ هم يجدون فيها الراحة السرمدية والنعيم المقيم الذي لا يخطر على بالهم مكانٌ أحسنُ منها .
ج- كلمات الله وآياته لا تنفدُ ولا تفنى ولا تنتهي مطلقاً، ولو كانت بحار الدنيا كلها وأيُّ إضافاتٍ لها من البحور لجفّت دون أن تجف كلمات الله أو تنتهي، لأنه خالق الخلق، المتكلم بذاته، الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون، ومن ذلك قوله تعالى في سورة لقمان : (ولو أنّما في الأرضِ من شجرةٍ أقلامٌ والبحرُ يمدُّه من بعده سبعة أبحر، ما نفدَتْ كلماتُ الله، إنَّ اللهَ عزيزٌ حكيمٌ) .[/COLOR]
[COLOR=#4F4F4F !important]http://assabeel.net/media/k2/items/c...g?t=1484341407
د- وظيفة الرسول – صلى الله عليه وسلم – الأولى أنه مبعوث الله إلى خلقه، وإلا فهو أولاً وأخيراً بشر، لكن ميزته عليهم أنه يوحى إليه .
هـ- الله جل وعلا أغنى الشركاء عن الشرك، وقد جاء في الحديث عن شداد بنأوس رضي الله عنه : (إنَّ الله يقول : أنا خيرُ قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً، فإن عمله قليلَه وكثيرَه لشريكه الذي أشرك به، أنا عنه غني)، ومن أنواع الشرك الرياء الذي سماه – صلى الله عليه وسلم – الشرك الأصغر . [/COLOR]