تغريدة تاريخية
 

تغريدة تاريخية.
إشتهر الحكم بن عبدالرحمن (المستنصر بالله) تاسع أمراء الدولة الأموية وثاني الخلفاء الأمويين في الأندلس (915م - 976 م) بعشقه للعلم واقتناء الكتب، فكان عصره إمتدادًا لفترة نهوض الدولة الأموية في الأندلس الذي بدأ في عهد أبيه، وشهد عهده نهضة ومجانية التعليم العام، جعلت أبناء عوام الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه علية القوم في أوروبا لا يستطيعون ذلك، وقد بذل الحكم الكثير من الأموال لاقتناء الكتب والمجلدات التي كان يبعث رسله للبلدان ل***ها ولما ضاقت مساحات قصره عن استيعاب العدد العظيم من الكتب والمجلدات التي وصل عددها إلى 400 ألف مجلد فأنشأ على مقربة من قصره مكتبة قرطبة وأودع بها جميع مجلداته التي بذل جهدًا كبيراً في جمعها من مختلف الأقطار، وقلّما خلا كتاب منها إلا وعليه تعليق بخط يده، وكانت هذه التعليقات موضع تقدير واستفادة من العلماء الذين عاصروه وأتوا بعده، فاعترفوا له بالعلم وسعة الاطلاع. وكان البابا سلفستر الثاني (946م - 1003م) قد تلقى علومه في جامعة قرطبة وأصبح عالماً سبق زمانه، وكانت مساهمته في نقل العلوم العربية إلى أوروبا لا تقدر بثمن وقد قال بعد إعتلاء عرش البابوية " ليس في روما أحد له من المعرفة ما يؤهله لأن يكون بواباً لمكتبة المستنصر بالله ".
د. عصام الغزاوي.