ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   الإدارة الإستراتيجية : مدخل بناء وادامة الميزة التنافسية (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=1406)

Eng.Jordan 01-29-2012 03:08 PM

الإدارة الإستراتيجية : مدخل بناء وادامة الميزة التنافسية
 
طارق يونس
خالد الهيتي


أ.د. طارق شريف يونس و أ.د. خالد عبد الرحيم الهيتي
يعد ميدان الإدارة الإستراتيجية احد المجالات المعرفية التي اهتمت بكيفية بناء المزايا التنافسية وتطويرها والمحافظة عليها، ولهذا فقد تداخلت مصطلحاته مع العديد من المصطلحات المعرفية الأخرى، إذ ينصرف مصطلح الميزة التنافسية إلى دلالات اصطلاحية تفيد في تحديد الطريق الأمثل لتنفيذ المهام والواجبات على وجه يفوق ما ينجزه الطرف المنافس. وفي هذا السياق لم يعد دور الإدارة الإستراتيجية مركوناً ضمن زوايا إعداد الخطط وتنفيذها ومتابعتها وحسب وإنما يمتد ليشمل الاستخدام الأمثل لأنماط التفكير الإستراتيجي وابتكار الأساليب الإبداعية التي تنقل وضع المنظمة ايا كانت تسميتها ( منظمات وشركات وكيانات اقتصادية وحكومية وغيرها ) من حالة حاضرة إلى حالة مميزة بين المنافسين. فضلاً عن ابتكار المبادرات والمفاجات التي ينتظرها أصحاب المصلحة (stakeholders) لتنسجم مع توقعاتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم المأمولة. وعندئذ تصبح الإدارة الإستراتيجية فناً وتطبيقا وممارسة تتمحور حول تمكين المنظمة من استثمار قدراتها وكفاءاتها في بناء مزاياها التنافسية والحفاظ عليها وإدامتها ضمن التوجهات الإستراتيجية للمنظمة التي تحددها وتوجهها قممها الإستراتيجية ) ( Strategic Apex’s .
وعلى النحو الذي قدمنا له، فإن مدخل بناء وإدامة الميزة التنافسية أصبح من بدهيات متطلبات نجاح المنظمات التي تعمل في بيئات مختلفة، وإن التمّيز يعد طموحاً وحلماً يلازم كل منظمة(*) في عصرنا الحاضر. كما أن التميز هو احد مفاهيم الإدارة والأعمال المعاصرة ويعد احد التحديات التي تواجه الشركات والأجهزة الحكومية ، وإن تحقيقه يعني تحقيق النجاح والتفوق والريادة, والمحافظة عليها. لا سيما في التحول نحو عالمية الأسواق، وتنوع أساليب وأدوات المنافسة، وإنتشار مفاهيم ومعايير ضمان الجودة، فضلاً عن صدور تشريعات عديدة تؤكد على هذا الاتجاه. كما ساهم الأنتشار الواسع لثقافة الجودة بين مختلف شرائح المجتمع سواء كانوا مواطنين او طلبة او مستثمرين او حاكمين او محكومين في ضرورة انتشار موازٍ للممارسات المتميزة في الإدارة الإستراتيجية في كل ما يتم عرضه في مفردات هذا الميدان المعرفي، إذ أن لغة الخطاب بين مختلف الشرائح يجمعها قاسم مشترك وهو، الأداء المتميز، والأنتاج المتميز، والخدمة المتميزة، والتعامل المتميز والمنظمة المتميزة والحكومة المتميزة. ولكل من تلكم المفردات المتميزة شيء يميزها على نظائرها و منافسيها عندما تستخدم لغة التميز في الخطاب اليومي في إطار المقارنة المرجعية لمن يشخص حالة التميز سواء في معاييره المادية او معاييره الذهنية التي يستخدمها في التعبير عن الخطاب المتداول. كما أن التوجه إلى مدخل التركيز على العميل ألقى بحمله الثقيل على كاهل كتاب الإدارة الإستراتيجية بضرورة التفكير في كيفية التعامل مع هذا العميل ذي الحاجات والرغبات والميول المتجددة بطريقة لا لتلبيتها فحسب ، وإنما بطريقة متميزة عن المنظمات المثيلة، وبالأخص في بناء سلوك الإخلاص لدى العميل العلاقة الطويلة الأمد معه.
والتميز كمفهوم بدأ الاهتمام به في مطلع الثمانينات عندما ألف توم بيترز وزميله روبرت ووترمان Waterman Jr Tom Peters and Robert H) كتابهما المشهور ـ البحث عن التميز (In Search of Excellence1982) والذي جاء كردة فعل لتميز الشركات اليابانية منذ ستينات وسبعينات القرن العشرين، وقد درس الباحثان بيترز وزميله مجموعة من الشركات الأمريكية المتميزة وحددا عوامل تميزها وفق معايير التميز المحددة.
(*) تستخدم مصطلحات المنظمة او شركة او كيان اقتصادي في هذا الكتاب على إنها مرادفة لمصطلح منظمة. وتنوع استخدام هذه المصطلحات هو ضمن سياق واحد يقصد به كل تشكيل منظمي.
والجدير بالذكر، فإن عناصر الميزة التنافسية تختلف بمضمونها باختلاف المنظمات، إذ أن الميزة التنافسية التي تحققها شركة أعمال معينة من خلال امتلاكها لقدرات استثمارية فريدة وتحقيق أرباح
مميزة على منافسيها بهذا الصدد لا يعد بالضرورة أن يكون هو بذاته معيارا تعتمده منظمة حكومية ، وإنما قد تكمن الميزة التنافسية للمنظمة الحكومية في قدرتها على خدمة الجمهور، وبناء انطباع ذهني ايجابي لديهم. وبين هذين المعيارين هناك مزايا تنافسية لا حصر لها ترتبط بالغايات التي أنشئت لأجل تحقيقها تلك المنظمات. وتتجذر هذه المزايا التنافسية مهما كان نوعها من القدرات الإستراتيجية للمنظمة والمتمثلة بحيازة المنظمة قدرات ذاتية تحول مواردها النسبية إلى مزايا تنافسية.
لقد اتسعت الدراسات التي تناولت الكيفية التي تصنع المنظمات فرصها التنافسية، وطور الباحثون في هذا المجال مداخل ونماذج عديدة لتحقيق الميزة التنافسية وتطوير القدرات التنافسية للمنظمات. إذ تجاوزت نظرية الإدارة الإستراتيجية مرحلة التخطيط للاستقرار، او التخطيط المالي والاستثماري او التعامل مع قيود المنافسة وحدودها، فضلاً عن مغازلة العوامل البيئية فحس، وإنما أصبحت أمام حتمية التحديد المبكر للوضع الجديد والتوجه المنشود لبلوغ موضع مستقبلي قائم على تفكير إستراتيجي مؤهل للقيادة الإستراتيجية في المنظمة. وهذا بحد ذاته يمثل احد متطلبات القرن الحادي والعشرين التي تتطلب استيعاباً جديداً لهذا التحول في النظرية والممارسة للإدارة الإستراتيجية في ظل إدامة الميزة التنافسية.
هيكلية الكتاب
في إطار السياق الذي قدمنا له احتوى الكتاب الموسوم " الإدارة الإستراتيجية: مدخل بناء وإدامة الميزة التنافسية " موضوعات توزعت ضمن بابين وعلى النحو الاتي:
الباب الاول: يتناول موضوعات القيادة الإستراتيجية، وإنماط تفكيرها، ومؤشرات قياسها، وتصنيفاتها في المنظمات عموماً، إذ يتفرع عن هذا الباب أربعة فصول ، الفصل الاول يوضح "القـــــيادة: فلسفتها ونماذجها وأدوارها الإستراتيجية" ، والفصل الثاني يبين " التفكير الإستراتيجي وإدارة التميز" في حين يتناول الفصل الثالث " القيادة الإستراتيجية ومتطلبات قيادة التميز "، وينتهي هذا الباب بالفصل الرابع، والذي يشير إلى " دور القيادة الإستراتيجية في إدارة الإبداع والتغيير والتمكين".
الباب الثاني: يتناول الإطار العام للإدارة الإستراتيجية ومنها موضوعات ذات طبيعة وظيفية تمارسها القيادات الإستراتيجية التي تم توضيح ماهية وطبيعة القيادات في المصطلح العلمي للإدارة الإستراتيجية الباحثة عن التميز في الباب الاول وفصوله ، واستكمالاً لذلك يتكون الباب الثاني من سبعة فصول ، إذ يتناول الفصل الخامس " عملية الإدارة الإستراتيجية " ، والفصل السادس " ميدان الإدارة الإستراتيجية " ، والفصل السابع " إمكانات وقدرات المنظمة "، والفصل الثامن " فرص التميز : بناء الميزة التنافسية "، والفصل التاسع " إدامة الميزة التنافسية "، والفصل العاشر " تنفيذ وتقييم الإستراتيجية " ويختتم الفصل الحادي عشر بالحالات الدراسية.
التقييم العلمي واللغوي للكتاب:
لا شك في إن عملية التأليف والإعداد لموضوعات معرفية متخصصة لا يمكن أن تتم بجهود فردية، وفي هذا الإطار حرصنا على أن يخضع كتابنا الحالي إلى تدقيق وتقييم علميين فضلاً عن مراجعة لغوية متخصصة. ومن حسن الطالع دأبت جامعة العلوم التطبيقية في مملكة البحرين (www.asu.edu.bh) إلى اعتماد سياسة إدارة النتاج العلمي ودعمه مادياً وعلمياً من خلال توفير إمكانات مهمة ومنها التقييم العلمي من خارج الجامعة ومن ذوي التخصص في موضوع النتاج العلمي. وقد تم مرور هذا الإصدار بعملية التقييم العلمي ضمن معايير موضوعة بهذا الخصوص، وتعد ملاحظات الخبير العلمي واللغوي ملزمة للتعديل والتصويب وبما يعزز الجهود العلمية للباحثين والمؤلفين. ويلي ذلك إجراءات متابعة التنسيق والنشر في دور نشر معتمدة.
تثمين وعرفإن:
نثمن بهذا الخصوص جهود المقيمين العلميين وتحديداً البروفيسور نزار البرواري (nazarbarwari66@hotmail.com) أستاذ إدارة الأعمال ورئيس قسم إدارة الأعمال في الجامعة المستنصرية (سابقاً)- جمهورية العراق، وكانت لإضاءته العلمية المتأنية التأثير البالغ في تعزيز المادة العلمية والمعرفية والفنية كذلك، ونسجل له كل التقدير لما لمسناه من تمحيص برؤية مهنية وعلمية وبحثية ثاقبة. والشكر موصول كذلك لرئيس جامعة العلوم التطبيقية الأستاذ الدكتور وهيب أحمد الخاجة لدعمه لعملية التأليف والنشر على حساب الجامعة. ولا يفوتنا أن نتقدم بخالص الشكر للمقيم اللغوي الأستاذ محمود شقير( المعتمد لأغراض التقييم اللغوي في الجامعة)، وقد اغنى النصوص اللغوية بجهد مخلص وأبدع في تصويب مواضع عديدة في متن الكتاب. وكذلك نسجل شكرنا للأستاذ أنور عبد الوهاب لمتابعته الدؤوبة لأمور التقييمات العلمية واللغوية والطباعية والاخراجية، ونقدم العرفإن والاحترام لكافة الزملاء الذين لم يدخروا جهداً في تقديم المشورة العلمية.
ونأمل من خلال هذا الجهد العلمي أن نكون قد أسهمنا في إطار هذه الرؤية بتقديم إطار متكامل لنظرية الإدارة الإستراتيجية ومتطلبات الممارسة الفاعلة لمهامها .
وما زال طريق العلم يتحمل المزيد من الإضاءة والإضافات الواعدة، ونتأمل من القارئ الكريم لهذا الكتاب أن يزودنا بكل راي او فكرة او إشارة تعزيزية ضمن رؤية ناقدة مؤازرة لتصويب الفكرة والأنموذج والمنهج عموماً وفي كل ما ذهبنا إليه.
وختاماً، نسأله تعالى أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وإن يثيب من علمنا، ويمكننا من مواصلة التحصيل العلمي، ويثيب من نصحنا بكلمة او فكرة لخدمة رسالة العلم والمعرفة الأنسانية.
ولا يسعنا في نهاية هذا التقديم إلا أن نقدم خالص الشكر والتقدير لمن سبقونا من الباحثين والمؤلفين والقائمين على التقييم والنشر والدعم المادي والمعنوي ونخص منهم من كانت أعمالهم العلمية ومؤلفاتهم وبحوثهم مراجع علمية اعتمدت و أسست لكتابة هذا الموضوع.
ومن الله التوفيق.
المؤلفإن
2010
المستفيدون من هذا الكتاب:
يوفر كتابنا " الإدارة الإستراتيجية: مدخل بناء وإدامة الميزة التنافسية " صورة متكاملة نقدمها لشريحة واسعة من المعنيين بالإدارة عموماً ،والإدارة الإستراتيجية على نحو خاص، والأكاديميين، وطلبة الدراسات العلىا والاولية ، ومنظمات التخطيط والتطوير، ومراكز التدريب والتأهيل الإداري وغيرها. وتحديداً يوفر هذا الكتاب لتلك الفئات حاجتهم من الأطر النظرية وما تتضمنه من مفاهيم للمحتوى العلمي معززة بأمثلة مبسطة افتراضية وواقعية تسهل للقارئ والباحث محاكاة الحالات التي تعرض في فصل ختامي للكتاب. إذ يعزز الكتاب الحالي من خلال الحالات الدراسية الأنسجام بين أهداف هذا المؤلف وغاياته التعلىمية والتطبيقية والتدريبية.
غرض وأهداف الكتاب:
الغرض الأساس من هذا الكتاب هو توفير أطر مفاهيمية تربط بين القيادة الإستراتيجية للمنظمات وإنماط تفكيرها ، فضلاً عن انعكاس نتائج الأنماط التفكيرية على تعزيز قدرة المنظمة في بناء وإدامة مزاياها التنافسية.
ويركز الكتاب الحالي على تحقيق مجموعة أهداف، أهمها ما ياتي:
 عرض نظري لأدبيات القيادة الإستراتيجية وما يتفرع عنها من موضوعات معاصرة تتناول القيادة عموماً والقيادة الإستراتيجية على وجه التحديد.
 توضيح طبيعة أنماط التفكير الإستراتيجي لقيادة المنظمات في إطار التنافسية الموجهة والمحسوبة.
 تقديم شامل لخصائص المنظمات المعاصرة وما تتطلبه عملية تحديد التوجهات الإستراتيجية لها.
 عرض شمولي لعملية الإدارة الإستراتيجية كحاضنة لتنسيق أهداف ذوي المصالح واحتوائها ضمن نسق الرؤية الشاملة للمنظمة.
 تقديم لمختلف أساليب التحليل الإستراتيجي وتقنيات صياغة الإستراتيجيات لمختلف المنظمات.
 توضيح سياقات عامة تساعد في التخطيط الإستراتيجي من خلال الممارسات الشائعة في ميدان الإدارة الإستراتيجية
 التطرق إلى الموضوعات التنافسية وأشكالها وطرائقها المختلفة مع دعمها بأساليب أثبتت نجاحها في هذا المجال.
 توضيح شامل للطرائق الناجحة في توليد الخيارات الإستراتيجية وأساليب تقييمها وسبل نجاحها.
 طرح مفاهيم معاصرة لبناء القدرات التنافسية وسبل تنفيذها .
 توضيح سياقات إستراتيجية لإدامة الميزة التنافسية وتعزيزها في البيئات المختلفة.
 تحديد الأطر العامة المعززة لتنفيذ الإستراتيجية وخياراتها في إطار تكاملي.
 عرض حالات دراسية مختارة تنسجم وأهداف الكتاب الحالي وبما يعزز الفهم الميداني لواقع ممارسة الإدارة الإستراتيجية في بيئات مختلفة.
Title in English:
Strategic Management: Sustaining Competative Advantage Approach

جمال ختاتنة 02-11-2014 12:24 AM

الف شكر اخي العزيز وبارك الله فيك
 
الف شكر اخي العزيز وبارك الله فيك

ثائر صبري الغبان 10-06-2014 07:41 AM

نحن بحاجة الى التعمق في تحليل مثل هذه البحوث الاصيلى
ة

وائل سلام 04-21-2015 05:11 PM

الف شكر ياملك

ايادالمعكر 04-29-2016 03:20 AM

شكرا ياشباب


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59