ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   من قصص الاسلاموفوبيا (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=38398)

صابرة 08-08-2016 09:08 PM

من قصص الاسلاموفوبيا
 
Samah Safi Bayazid

تعرضت مؤخراً لموقف صعب سمعت عنه كثيراً وآخر شيء توقعته هو أن يحصل معي أيضاً!

قبل أسابيع قليلة في مطار JFK في نيويورك، الساعة التاسعة مساءً، كنت في المطار أمشي نحو طائرتي المتجهة لفرانكفورت، أمشي بتأني فركبتي اليسرى المربوطة بمشد مصابة وأحاول أن لا أؤذيها أكثر. نجلس في قاعة الإنتظار أمام البوابة، باقي نصف ساعة على بداية البوردينغ.

نجلس أنا ومحمدي ونتحدث ونضحك بشكل طبيعي، ألمح رجلاً أمريكي أبيض في بداية الثلاثينيات يجلس بانتظار رحلة أخرى وينظر لي بشكل غريب، لم أعره اهتماماً فللأسف هذه الأيام مع كل موجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح الولايات المتحدة والعالم الغربي ، نظرة غير مريحة هي أحلى المرين وما عليك إلا التجاهل.

بدأ البوردينغ ووقفت في الصف مع الجميع، كنت المحجبة الوحيدة في صف تلك الطائرة كالعديد من المرات، لازال ذلك الرجل ينظر لي بارتياب، شعرت بالتوتر، محمد شاداً على يدي بتطمين: تجاهليه حبيبتي.

تم قطع البوردينغ، رحبت بنا المضيفات بابتسامتهن اللطيفة ولباسهم السنغافوري التقليدي على متن طائرتهم السنغافورية، وضعنا الحقائب في الأعلى، جلسنا في مقاعدنا وارتديت جاكيتي الصوف الثقيل الدافء، ربطت الحزام ،سندت رأسي على كتف محمدي ودعونا سويةً دعاء السفر كما نفعل في كل مرة "اللهم أنت الصاحب في السفر"، صوت المضيفة تخبرنا بأنها تتمنى للجميع رحلة سعيدة وآمنة، أغمضت عيني للحظات على نية النوم، لحظات قليلة وستقلع الطائرة...

ليقتحم الطائرة على عجالة واستعداد موظف من موظفي ال security للمطار ويقف إلى جانبي: ممكن ترافقيني قليلاً، أريد ان أتأكد من أن كل شيء على مايرام ومن فضلك أحضري حقيبة يدك او اي شيء يعود لك.
تفاحأت جداً وارتبكت! ثم وقفت لأتبع التعليمات، محمد يريد أن يرافقني فيطلب منه الموظف الانتظار في مكانه، وأنا أخبره بأن كل شيء سيكون بخير وأعود بعد قليل وهاتفي معي سأطمنك عني.

خارجة من الطائرة وعيون الكل تحدق بي في موقف محرج ولكنه لم يكن بعد الأكثر حرجاً، خرجنا من الطائرة حرفياً الآن وبدأت أسئلتي تنهال على الموظف ما الأمر هل من مشكلة؟
ليجيبني الموظف لا مشكلة لكن نريد أن نجري إجراءات التفتيش مرة أخرى، خرجت من الجسر الذي يوصل بين الطائرة والمطار، لأجد ذلك الرجل يتنطر ظهوري من الباب بترقب وأخيراً تبدو عليه الراحة! فهمت الأمر الآن!

غضبت وأخبرت الموظف لو أردتم إجراء تفتيش إضافي لماذا لم تفعلوه من قبل دخولي للطائرة انا هنا منذ ساعات! ثم ركزت على الأمر الأهم الآن وقلت له الطائرة حرفياً على وشك الإقلاع هل تضمن لي بأنني سألحق الطائرة وبأن الرحلة لن تغادر من دوني؟
فأجابني للأسف لا الموضوع يعود للكابتين، ولكن اذا فاتتك الطائرة بسببنا تسافرين ليلة الغد على نفس الطائرة، واذا أردتي اللحاق بها فلنسرع!

أرسلت رسالة أخبرت محمد بالأمر، ثم بدأنا نركض أنا والموظف عائدين لبوابة التفتيش الأولى في المطار شاسع المساحة، وركبتي التي كنت امشي عليها بتأني طيلة الأسبوع الماضي اركض بها الآن بأعلى سرعتي رغم الألم.
تم التفتيش المشدد لي ولأغراضي، لا مشاكل، الآن ننتظر أن يتم توقيع الأوراق والإجراءات الروتينية أنه لا مشاكل حتى أعود للطائرة في حال لم تكن قد غادرت!
الأوراق توقعت، الموظف يخبرني بأن الطائرة لم تغادر بعد، نركض عائدين لأصل ألى باب الجسر الذي يوصل لباب الطائرة، يشاهدني ذاك الرجل نفسه على وشك الدخول مرة أخرى... ويجن جنونه!

يقف من مكانه ويقترب ويبدأ بالصراخ: لا يمكن أن تسمحوا لها بالصعود على الطائرة! هل تمزحون؟! يجب أن لا تسافر مع الناس، هي خطيرة... ويكمل صراخه!
أنا أقف مشدوهة مصدومة تسقط الحروف كلها من فمي، ماذا أفعل وكل من في المطار ينظر لي، هل أرد بأدب هل أصوره وآخذ اسمه لتقوم مؤسسة CAIR الحقوقية في أمريكا بمقاضاته والدفاع عن حقي!
يقطع حبل تفكيري المتضارب موظف الأمن ويخبرني أمامك دقيقة قبل أن تفوتك الطائرة نصيحتي أن تتجاهليه ونمشي سريعاً.
وبالفعل فعلت على مضض كبير فكيف لا آخذ حقي من هذا الرجل العنصري!

في الطائرة هدأت أنفاسي المتسارعة لتقابلني المضيفة اللطيفة كأنها تقابل من قطع خط النهاية في سباق جري: You made it! أي برافو استطعتي أن تلحقي بالطائرة، وقالت لي زوجك يحبك كثيراً قال بأنه لن يسافر إن لم تكوني معه والكابتين قال سننتظرك ولن نسافر من دونكما. شكرتها ودخلت واضطررت رغم قمة غضبي وفزعي أن ابتسم لكل من في الطائرة فالكل يحدق بي الآن وعدت الى مكاني وابتسمت لمحمدي وتحدثت بصوت هادئ منخفض عن ان كل شيء على مايرام وسكتنا تماماً حتى تذهب العيون والآذان عنا قليلاً.

ثم سألني بهدوء ما المشكلة؟
فأمسكت بطرف حجابي وأجبته ببساطة: قطعة القماش هذه على رأسي...

مشكلة الإسلاموفوبيا في الغرب ماهي الا بازدياد للأسف، وما حصل معي ليس شيئاً مقابل من منعوا من ركوب بعض الطائرات أصلاً بسبب أفراد متطرفين او من تم الاعتداء عليهم حتى.

أكثر من٦٠٪ من الشعب الأمريكي لم يلتقي بشكل شخصي بمسلم، وأكثر من ٨٠٪ مما يتحدث به الإعلام الأمريكي عن المسلمين هو سلبي، لم نصنع إعلان الإسلاموفوبيا #‎Islamophobin قبل أشهر مع CAIR من فراغ ، الخوف من الإسلام و المسلمين واقع علينا أن نواجهه.
أما نحن فسنعمل وسنعمل ونصنع أفلاماً ومسلسلات أكثر مثل مسلسلنا #‎InspirationSeries وغيره حتى نقابل الجهل بالعلم والكراهية بالحب، ولابد أن نغير في هذا العالم المجنون ولو بالقليل.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59