ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   شذرات إسلامية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   اداب طالب العلم .. (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=44774)

صابرة 04-21-2017 08:48 AM

اداب طالب العلم ..
 
اداب طالب العلم ..
1- أن يقصد بعلمه وجهَ الله:
مَن أراد أن يطلب العلم، فليُخلِص في طلبه؛ لأن العلم عبادة، ولا تُقبَل العبادة إلا مع الإخلاص، قال -تعالى-: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].
وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يُصِيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أولَ الناس يُقضَى يوم القيامة عليه: رجلٌ استُشهد فأُتي به فعرَّفه نعمه فعَرَفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استشهدت، قال: كذبتَ، ولكنك قاتلتَ لأنْ يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحِب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرَّفه نعمه فعَرَفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلَّمت العلم وعلَّمته وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبتَ، ولكنك تعلَّمتَ العلم ليقال: عالم، وقرأتَ القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحِب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعَرَفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تحب أن يُنفَق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبتَ، ولكنك فعلتَ ليقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه، ثم ألقي في النار))[1].
ومن الإخلاص أن تنوي بطلب العلم:
• أن ترفع الجهلَ عن نفسك.
• أن تعبدَ الله على بصيرة.
• أن تتقرَّب إلى الله بطلب العلم؛ لأن طلبَه جهاد.
• أن تتعبَّد لله بطلب العلم؛ لأن مدارسته عبادة.
• أن تزداد به خشية، ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28].
• أن ترتفع به عند الله درجات، ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].
وليحذرْ طالبُ العلم أن ينويَ بالعلم تحصيلَ الدنيا:
فقد روى أبو داود - بسند حسن - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن تعلَّم علمًا مما يُبتغَى به وجهُ الله - عز وجل - لا يتعلَّمه إلا ليصيبَ به عرَضًا من الدنيا لم يجدْ عَرْف الجنة يوم القيامة))؛ يعني: ريحها[2].
2- الرحلة في طلب العلم:
ينبغي لطالب العلم أن يجتهد في التحصيل، وأن يقسم وقته بين حضور الدروس، والحفظ، والمذاكرة، والمطالعة، فإن سَمِع بعالِم من أهل السنة يُدَرِّسُ علمًا رحل إليه، فهذا الصحابي الجليل جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - يسافر مسيرةَ شهر كامل ليأخذ حديثًا واحدًا؛ ففي مسند أحمد - وحسَّنه الألباني - عن عبدالله بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: بَلَغني حديثٌ عن رجل سَمِعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاشتريتُ بعيرًا، ثم شددتُ عليه رَحْلي، فسِرْتُ إليه شهرًا حتى قَدِمتُ عليه الشام، فإذا عبدالله بن أُنَيس، فقلت للبوَّاب: قل له: جابرٌ على الباب، فقال: ابن عبدالله؟ قلت: نعم
فخرج يطأ ثوبه فاعتنقنِي واعتنقتُه، فقلت: حديثًا بلغني عنك أنك سَمِعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القِصاص، فخشيتُ أن تموت أو أموت قبل أن أسمعَه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يُحشَر الناسُ يوم القيامة - أو قال: العبادُ - عُرَاةً غُرْلاً[3] بُهمًا[4])).
قال: قلنا وما بهمًا؟ قال: ((ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوتٍ يسمعُه مَن قَرُب: أنا الملِك، أنا الديَّان، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحدٍ من أهل الجنة حق حتى أقصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصَّه منه، حتى اللطمة))، قال: قلنا: كيف وإنَّا إنما نأتي الله - عز وجل - عُرَاةً غُرْلاً بُهْمًا، قال: ((بالحسنات والسيئات))[5].
3- عدم الجلوس وسط الحلقة:
إذا تحلق الطلاب حلقة فلا تقعدْ وسطها؛ لما رواه الترمذي - وقال: حسن صحيح - عن أبي مِجْلَزٍ أن رجلاً قعد وسط حلقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد، أو لعن الله على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- مَنْ قَعَدَ وسط الحلقة[6].
4- عدم الشبع:
ينبغي لطالب العلم أن يقتصد في الطعام، فلا يأكل حتى يشبع؛ لأن الشبع يُثقِل البدن، ويقلِّل الفهم، ويُفسِد الذهن.
فقد روى الترمذي - وقال: حديث حسن صحيح - عن المقدام بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، حسبُ الآدمي لقيمات يُقِمن صُلبه، فإن غلبت الآدميَّ نفسُه، فثُلُث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنَّفَس))[7].

:1:


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59