ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   أخبار الكيان الصهيوني (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=32)
-   -   جولدا مئير والشعور بالخطأ (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=16395)

عبدالناصر محمود 09-14-2013 07:56 AM

جولدا مئير والشعور بالخطأ
 
غولدا مئير والشعور بالخطأ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(موشيه رونين) [يديعوت 13 / 9 / 2013م]


http://www.el-wasat.com/portal/upload/images/enemy.jpg

في السادس من شباط/فبراير 1974 بعد اربعة أشهر بالضبط من نشوب حرب يوم الغفران مثلت رئيسة الوزراء غولدا مئير أمام لجنة التحقيق الرسمية. وبقيت الشهادة الدراماتيكية التي أدلت بها هناك وراء الابواب المغلقة سراً عن الجمهور مدة نحو من اربعين سنة، الى الآن.
وقد سمح أرشيف الجيش الاسرائيلي في وزارة الدفاع أمس بنشر عشرات من صفحات البروتوكول، تبسط أكثر شهادة مئير. ‘أعتقد أن عنوان الكارثة التي حدثت لنا مساء يوم الغفران هو أخطاء. فكل واحد في ميدانه اخطأ قليلا. لا أعتقد أنه يوجد شخص واحد يستطيع أن يقوم ويقول لم أُخطئ’، قالت مئير لاعضاء لجنة أغرينات. ‘ما الذي أُعذب نفسي به؟ لا بأنني كنت أكثر حكمة أو عرفت بصورة أفضل. لكن لماذا لم أقل: أيها السادة، ربما ينبغي أن نُجند مع كل ذلك قوات الاحتياط؟ ماذا كان سيحدث لي؟ كانوا سيعتقدون أنني غبية. حسن، هذا ايضا صحيح بقدر كبير. لكن ماذا كان سيحدث لي لو أنني قلت ما شعرت به في تلك الايام؟ ليس هذا حسنا بالنسبة إلي. لم أستطع أن أقوم في مواجهة مع رئيس ‘أمان’ أو رئيس هيئة الاركان’.
وليست هذه المرة الوحيدة في شهادة غولدا التي هي أول امرأة تتولى رئاسة وزراء في اسرائيل، التي تُقلل فيها من قيمة نفسها بصفتها سلطة أمنية. وحينما أرادها اعضاء اللجنة على أن تصف فهمها في الشؤون العسكرية قالت في سخرية: ‘لم أكن رئيس هيئة اركان منذ زمن. ولم أعرف التفريق بين جهاز دفاعي وغير دفاعي’. واعترفت في موضع آخر قائلة: ‘في كل شؤون الاستخبارات يوجد أناس أكثر خبرة مني’.
وبيّنت رئيسة الوزراء أنه في يوم الاربعاء قبل نشوب المعركة بثلاثة ايام، حينما أخذت تتجمع الدلائل الشاهدة على الاستعداد المصري والسوري ـ كفّت عن ‘أن تكون هادئة’، لكن ‘لم أعتقد أنني أستطيع أن أجادل أناس ‘أمان’ ورئيس هيئة الاركان’. وقالت، ‘إن الحقيقة هي أنه لم يُشر أحد من اعضاء الحكومة الى أنه ربما ينبغي مع كل ذلك أن نعلن التجنيد… أنا أُعذب نفسي لأنني لم أقترح ذلك… قال لي حاييم بارليف بعد الحرب: ‘لا أفهمك. يجلس جنرالات. وأنا، بار ليف، كنت رئيس هيئة اركان قبل سنتين فقط. ويجلس رئيس هيئة الاركان. ويجلس وزير الدفاع الذي يفهم هو ايضا في الشؤون العسكرية. ويوجد جنرال هو رئيس ‘أمان’. وكل هؤلاء الاشخاص لا يقترحون تجنيدا، فهل يجب عليك أنت خاصة المدنية أن تقترحي ذلك؟’. وقال لي: ‘لا أعلم ما هو الاستعداد ج. وأنت لا تعرفين ما هو الاستعداد ج’. وهذا صحيح، إن هؤلاء اشخاص ليست هذه أول حرب لهم’.
وأكدت رئيسة الوزراء في اللجنة أن ‘كل رجال الأمن ورئيس الموساد ايضا يعلمون أنه لا توجد ساعة في الـ24 ساعة كلها يكون فيها هاتفي مقطوعا لا في النهار ولا في الليل ولا في السبت ولا في العيد. وليس مسموحا لهم فقط، بل إن طلبي هو أنه اذا كان يوجد شيء ما فليُهاتفوني’.
وبيّنت أنها تتلقى مادة استخبارية كبيرة بعضها خام وبعضها مُنقح: ‘توجد أوراق وردية وصفراء وزرقاء، وتوجد منتخبات… أنا لا أرى المادة الأصلية. بعد ذلك تأتي مادة منتخبة من ‘أمان’ وهم ‘يطبخونها’ ويُقدرون ذلك’.
وقالت رئيسة الوزراء في ما تلا ذلك من شهادتها: ‘كان لي حديث مع رئيس الموساد وقلت له لا تُشفق علي. أنا أريد أن أتلقى كل ما تتلقاه. فاذا افترضت أنه شيء مهم فحوله إلي. لا تُشفق. وقلت له آنذاك: أريد أن أرى مصادر. معلومات في المصدر لا بعد أن ‘تُطبخ’ ‘. ومع ذلك كله، حينما خرج رئيس الموساد تسفي زمير في الليلة بين الرابع والخامس من تشرين الاول/اكتوبر للقاء عاجل في لندن مع أشرف مروان المقرب من رئيس مصر، الذي أصبح عميلا لم يُبلغ مئير ذلك. وعلمت بذلك في الغد فقط: ‘قيل لي بعد ذلك إن الرمز الشيفري كان ‘الحرب’، ولذلك قام وخرج ولم يتصل حتى بي’.
واعترفت مئير عند سؤال عضو اللجنة يغئال يادين، أكان هناك عيب في أن رئيس الموساد لم يُبلغها عن سفره الى لندن بقولها: ‘للحقيقة أقول إنني غضبت قليلا في تلك اللحظة.. اعتقدت بيقين أنه ليس على ما يرام لأن هذا لم يحدث قط’. وقالت في مرحلة اخرى من شهادتها: ‘أعتقد أنه كان يجب أن أحصل على المعلومة لأن ذلك مصدر جيد’.
وندمت مئير لرأيها في مروان الذي مُحي اسمه من البروتوكولات. ‘أريد أن أعترف بظلم أوقعته بهذا المصدر طول السنين. فقد قلت لرئيس الموساد أكثر من مرة: ‘هل تُصدقه؟’ وكنت أعتقد دائما لأنني لست مختصة إنه ربما كان تضليلا في حالات كثيرة’.
وسأل يادين رئيسة الوزراء عن مصدر استخباري آخر أنذر في الثلاثين من ايلول/سبتمبر 1973 بأنه ستنشب في الغد في الاول من اكتوبر حرب شاملة مع مصر وسورية، مع تفصيل أكثر دقة. ونبّه زميله القاضي موشيه لندوي قائلا: ‘يجب أن نقول هنا شيئا في فضل ‘أمان’ وربما رئيس الموساد ايضا. قال المصدر إن الحرب ستنشب في الاول من اكتوبر في الصباح ولم يحدث شيء’. وردت مئير قائلة: ‘أعلم أنه أُصيب.. أنتم لا تُعاملونني بجدية’.
وطلبت اللجنة أن تتطرق رئيسة الوزراء الى تلك ‘الرسائل الخاصة’، التي كان يفترض أن تُنذر بحرب قريبة لكنها لم تُستعمل في اللحظة المناسبة. وتكشف مئير في شهادتها على ذلك، وقد حذفت الرقابة قطعا منها، عن أنه ‘منذ 1967 أُنفقت مبالغ ضخمة لضمان أن يوجد إنذار.. وانشأنا اشياء مذهلة وكل ذلك بقدر المستطاع لضمان أن يكون لنا إنذار، وطول الوقت حينما كنا نتحدث في تلك السنين قيل لنا دائما ‘سيكون لنا إنذار’. ولم يكن ذلك ما عدا مسألة خروج الروس (إجلاء المستشارين السوفييت وأبناء عائلاتهم من مصر وسورية قُبيل الحرب)’.
وسأل يادين مئير أعرفت أن الوسائل لم تُستعمل قبل الحرب. ‘كان واضحا لي تماما أنه يوجد سبيل للمعرفة. وأعلم الآن أن ذلك لم يعمل’.
يادين: ‘لا أريد أن أُزعزعك أكثر. هل تعلمين أن رئيس هيئة الاركان ووزير الدفاع اعتقدا أن … مفتوحة في الوقت الذي لم تكن مفتوحة فيه؟’.
مئير: ‘أجل، أنا أعلم كل ذلك لكن بعد أن حدث. لم أحقق الى الآن وليس عندي جواب معقول عن ذلك. ولم أتحدث الى رئيس ‘أمان’. وعرضت غولدا على اللجنة وثيقة قسم الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي الذي قدّر أن احتمال الحرب منخفض: ‘لم يقولوا إنه ليس لمصر قدرة بل قالوا إن كل شيء مُعد وإنهم قادرون على فعل ذلك لكن ليس من المعقول أن يفعلوه… أنا مُجبرة على أن أقول إنه في قضية حرب يوم الغفران هذه كان زعيرا (رئيس ‘أمان’، اللواء ايلي) قاطعا جدا. وكذلك كان ايضا معاونه العميد أريه شيلو. لكن لم يُسمع ايضا اعتراض لشخص ما من رجال الأمن.
‘من حسن حظنا وجود ‘أمان’. إنه جهاز استخبارات أشك في أن تستطيع دول كثيرة منافسته’، قالت مئير. لكن كما قالت حينما يستقر رأي حاكم مثل أنور السادات وحده من دون مشاورة أحد على الخروج لحرب يصعب التنبؤ بنياته: ‘اعتدنا أن السادات ليس رجلا جديا. فهو يرمي بمواعيد (لنشوب الحرب) ولا يخجل ولا يفي بذلك بعد ذلك. وكان موضع تندر، على أنه كيف يستطيع البقاء أصلا وكيف يستطيع الشعب تحمله’، شهدت مئير وأضافت في أسى: ‘يمكن الآن تقريبا أن نطلب المعذرة منه’.
ووصفت مئير الجدل الذي نشب في صباح يوم الغفران قبل نشوب الحرب بساعات معدودة، بين وزير الدفاع ديان ورئيس هيئة الاركان اليعيزر، فيما يتعلق بعدد فرق الاحتياط التي ينبغي تجنيدها. فقد طلب اليعيزر تجنيد اربع فرق واكتفى ديان باثنتين واستقر رأيه على أن يأتي بالقضية لتبت فيها رئيسة الوزراء: ‘بدأ وقال ‘توجد بيننا اختلافات في الرأي، واذا حسمت الامر لصالح رئيس الاركان فلن أستقيل’… قلت له: ماذا تريدان من حياتي؟ أيجب علي أن أبت الامر بينكما؟’. وفي نهاية المطاف قبلت مئير رأي رئيس هيئة الاركان، لكنها شعرت بأن ديان ‘ظل على رأيه حتى النهاية. وقد قبل ذلك بروح طيبة لكنني شعرت بأنه غير مقتنع في قلبه’.
وبيّنت مئير أنها لا تندم على قرارها على عدم السبق وبدء حرب على مصر وسورية. لأن هجوما استباقيا كان سيفضي بحسب كلامها الى انتقاد دولي لاسرائيل ويُعرض للخطر القطار الجوي للمساعدة العسكرية التي أُرسلت من الولايات المتحدة: ‘حينما أثار رئيس الاركان أمر الضربة المانعة قلت: إن 1973 ليست 1967 ولن يُغفر لنا ذلك هذه المرة ولن نحصل على مساعدة حينما نحتاج إليها. ويمكن أن نقول بيقين إن الشباب الذين لم يعودوا موجودين كانوا سيبقون أحياءً لو أننا بدأنا بضربة مانعة. لكنني لا أعلم كم كان سيسقط من الشباب الآخرين بسبب عدم وجود معدات’.
‘ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59