ملتقى شذرات - "نكتة"حزيران

https://si0.twimg.com/profile_images...2c67943934.png

نشر في المقر يوم الأحد 9-6-2103

لم تستمر حرب حزيران أكثر من ستّة أيام، بينما لم يتوقّف الكلام عنها منذ 45 عاماً.يا إلهي، هزيمة جعلتنا نثرثر نصف قرن فكيف لو انتصرنا؟!!..

منذ نصف قرن ونحن نهزم و نختلف على أسباب هزيمتنا، ومع ذلك لم نتعلم حرفاً واحداً من درس النكسة.. وكل الذي تعلّمناه أن صيف 67 ، أرجعنا أربعين خريفاً، دون أن يسأل العربي ..كيف له ان يستردّ وطنه ما لم يستردّ إرادته؟!!..

**

لم تبق فضائية واحده على خريطة الستلايت الممتّد من النيل الى العرب سات الاّ وتحدّثت عن النكسة ،أما الأحزاب والنقابات والتجمعات فقد أخرجت يافطاتها من خزانة المناسبات وعلقتها على بواباتها وفوق منصتها احتفاءً بالنكسة.وكأنه "الحزيران الوحيد" الذي خسرته أمتنا ،وكأنه "الحزيران" الوحيد الذي هزمنا فيه بتاريخنا ، ترى ماذا عن باقي "الحزيرانات" ؟؟...

ربما لأن العربي بطبعه يبحث عن "الهزيمة" كما يبحث عن "الكمأ" في موسمه ، وحزيران موسم الهزائم ؟ لذا ينبش في كل عام صحراء التاريخ بحثاً عن ثمرة حقيقة واحدة...

في تقرير صحيفة "المقر" والمعنون "يومها هزم العرب "..جلّ الذين التقتهم الكاميرا أعادوا سبب الهزيمة الى "القدر المكتوب"..و" قلة السلاح"..وهذه بحدّ ذاتها هزيمة مضارعة ستظل تلازمنا ما زلنا نحملها تحت قشرة رؤوسنا...وان كانت هذه ألاسباب ( القدر المكتوب وقلة السلاح) وجدت لتناسب مقاسات اللوم والاتهام والتبرئة والجلد والتباكي المتتالي سنوياً بشكل كرنفالي فاق وجع النكسة بكثير...وكان حزيران مناسبة سنوية ل***** الأحزان ليس الا..

أخيراً ، على المؤرخين الذين أطلقوا وصف "نكبة" لــ 48 ووصف "نكسة" على ال67 ، ووصف "فقسة" لـ2003 ..أن يكونوا منصفين أكثر ويطلقوا أوصافاً أكثر حداثة على انكساراتنا وهزائمنا وكبواتنا...بدءاً بأحداث التصفية الطائفية في سوريا ، والعصابات السياسية في العراق المقسم..وانتهاء بالتوهان العربي العربي والخيانة الرسمية التي تنبع من الكراسي المذهّبة وتصبّ في المآسي المعذّبة...

أحمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com