ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   أخبار الكيان الصهيوني (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=32)
-   -   الفاتورة التي تطالب الدولة اللقيطة دول الخليج بدفعها (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=17743)

عبدالناصر محمود 11-01-2013 08:22 AM

الفاتورة التي تطالب الدولة اللقيطة دول الخليج بدفعها
 
الفاتورة التي تطالب إسرائيل دول الخليج بدفعها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(صالح النعامي)
ــــــــــــــــــــــ
27 / 12 / 1434 هـ
1 / 11 / 2013 م
ــــــــــــــــــــــــــــــ

تعاظمت في إسرائيل مؤخراً الدعوات لاستغلال ما تصفه النخب اليهودية بـ " التقاء المصالح " مع بعض دول الخليج من أجل تحسين البيئة الإستراتيجية للكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق. وتفترض هذه النخب إن التقاء المصالح بين إسرائيل ودول الخليج يتمثل في محورين أساسيين، وهما:

أولاً: إفشال تجربة الحكم للإسلاميين بعد ثورات الربيع العربي.

ثانياً: إحباط جهود إيران الهادفة للحصول على قدرات نووية.

وللإحاطة بحجم الرهان على التعاون مع دول الخليج في تحقيق المصالح الإسرائيلية، فإنه يكفي فقط الإطلاع على ما تضمنه آخر عدد من مجلة " سيكور مموكاد "، البحثية الصهيونية. فقد خلصت دراسة أعدها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق البرفسور ألون ليفين والباحث يوفال بوسموت، ونشرت في هذه المجلة إلى أنه يتوجب على إسرائيل توظيف مخاوف بعض دول الخليج من مخاطر المشروع النووي الإيراني في تجنيد هذه الدولة في الضغط على الغرب لاستخدام الخيار العسكري ضد طهران، وتحسين العلاقات مع تل أبيب، علاوة على توظيف الدعم الذي يقدمه الخليج للسلطة الفلسطينية في إجبارها على تقليص سقف المطالب السياسية في المفاوضات الدائرة معها، إلى جانب التعاون في إيجاد مخرج للأزمة السورية بما يتفق مع المصالح الإسرائيلية. وترى الدراسة إنه يتوجب على إسرائيل أن تعرض جهودها لإحباط المشروع النووي الإيراني على أساس إنها " بضاعة " يتوجب على دول الخليج دفع ثمنها. وأكدت الدراسة على وجوب دفع بعض دول الخليج للمارسة الضغوط على الغرب لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، حيث تؤكد الدراسة أن قدرة دول الخليج على ممارسة الضغوط على الغرب أكبر من قدرة إسرائيل، سيما في ظل وجود إدارة الأمريكية تنأى بنفسها عن الفعل العسكري. وتتناول الدراسة آلية التحرك المطلوب من دول الخليج، حيث تقترح إن تقوم دول الخليج بتوظيف سلاح النفط بشكل يجبر الغرب على الاستجابة لمطالبها وتوجيه ضربة عسكرية لإيران، حيث أوضحت الدراسة أن دول الخليج بإمكانها أن ترفع سعر برميل النفط بشكل جنوني بشكل يدفع الغرب إلى إعادة حساباته، سيما إن هذا الخطوة ستقلص من قدرة إدارة الرئيس أوباما على إعفاء الاقتصاد الأمريكي.

وأوضحت الدراسة إنه على الرغم إن إسرائيل حرصت على توفير الظروف والإمكانيات التي تسمح لها بتوجيه ضربة عسكرية قاصمة للمشروع النووي الإيراني، إلا إن حكومة نتيناهو لم تكن جادة في تنفيذ تهديداتها بتوجيه ضربة لإيران، وإنها راهنت على أن تتولى الولايات المتحدة تنفيذ هذه المهمة.

وقد وصلت الجرأة بمعدي الدراسة، اللذان يعبران عن تيار واسع في النخبة الإسرائيلية إلى حد إنهما يطالبان بالتوقف عن عرض التحركات الدولية ضد المشروع النووي الإيراني كما لو كانت " صنع معروف " لإسرائيل. ويرى ليفين وبسموت إن هذا التعاطي قد أعفى دول الخليج من " واجباتها " لممارسة ضغط أكبر على الغرب لإحباط المشروع الإراني. وتنصح الدراسة باستغلال حقيقة عدم وجود سياسة متفق عليها بين جميع دول الخليج، بحيث يكون إمكان إسرائيل أن تتوصل لتفاهمات مع كل دول حسب مدى شعورها بالخطر الإيراني. ولا تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن معدي الدراسة يرون إن إسرائيل تقف أمام فرصة تاريخية لتتحول إلى قوة إقليمية معترف ومرحب بها وألا يتم النظر إليها " كنبتة غريبة في المنطقة، في حال عرضت جهودها ضد برنامج إيران على أساس أنها خدمة أيضاً لدول الخليج وليس لتل أبيب فقط ". وتؤكد الدراسة إنه يتوجب على إسرائيل استغلال المأزق الذي علقت فيه دول الخليج بعد إن تبنت إستراتيجية أمنية قامت على الاعتماد على المظلة العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة، في حين تبدي الولايات المتحدة الآن مؤشرات عن قرب تركها للمنطقة، سيما بعد الانسحاب من العراق. وحول المصلحة المشتركة في إحباط حكم الإسلاميين، يقول البرفسور رونين يتسحاك رئيس درائرة الدراسات الشرقية في كلية " الجليل الغربي " إن التقاء مصالح واضح بين إسرائيل وبعض الدول الخليج في منع الإسلاميين من الوصول في الحكم. وفي مقال نشره في موقع صحيفة " معاريف " قال يتسحاك إن كلاً من إسرائيل وبعض دول الخليج منزعجة من عدم وجود دعم دولي قوي وصريح للانقلاب الذي قاده السيسي في مصر والذي أطاح بالرئيس محمد مرسي. وشدد يتسحاك على أن إسرائيل وبعض دول الخليج تتبنى المخاوف ذاتها من تعاظم مكانة الإسلام السياسي في المنطقة. ، داعياً إلى توظيف التقاء المصالح بين الجانبين في تحقيق تعاون أمني على غرار التعاون الحاصل بين إسرائيل والدول العربية التي وقعت على اتفاقيات سلام معها.

قصارى القول، إن عداء العرب المبرر لإيران، لا يبرر بحال من الأحوال أن يتم التعاون مع إسرائيل والإقدام على أية خطوة من شأنها أن تكون مصدر دعم للكيان الصهيوني.

إن الدول العربية التي تشكو من خطورة التقارب الإيراني الأمريكي هي ذات الدول التي أسهمت بهذا الشكل أو ذاك في إسقاط أول رئيس عربي منتخب، والذي كان دلل على إنه كان بالإمكان الاعتماد عليه في مواجهة إيران دون الحاجة للتحالف مع الصهاينة.

ولقد أجاد الكاتب الصهيوني إيلي فودا، الذي وصف الدل العربية التي أسهمت في إسقاط مرسي وتشكو الآن من التقارب الإيراني الأمريكي بأنها مثل شخص قتل والديه ثم يطلب الرحمة لأنه يتيم.

---------------------------------------


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59