ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   مقالات وتحليلات مختارة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   مشروع يهودية فلسطين (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=26199)

عبدالناصر محمود 11-18-2014 09:11 AM

مشروع يهودية فلسطين
 
مشروع قانون يعلن يهودية فلسطين، والمسلمون غافلون*
ــــــــــــــــــــــــــ

25 / 1 / 1436 هــ
18 / 11 / 2014 م
ـــــــــــــ

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_8822.jpg

جاءت الفكرة العلمانية من الغرب وغزت عالمنا العربي والإسلامي لتقاتل من اجل العمل بقوة على نشر الفصل بين الدين والدولة وتطبيقها عمليا، أو بالأحرى بين الدين وبين كل مناحي الحياة، على الرغم من عدم وجود البيئة الصالحة لها في الفكر الإسلامي حيث لا تعارض مطلقا بين الدين والحياة.

وعلى الرغم من أن الدول الغربية المصدرة للعلمانية كفكرة لم تبعد الدين بشكل كامل عن الحياة عندهم، ولا زالت رغم كل ادعاءاتهم.

فالمجتمع الأمريكي لا يفتأ ترديد أن دولتهم دولة دينية حتى النخاع، وإنها دولة تهتم بالدين كأساس في كل التعاملات بدئا من اختيار رئيس الجمهورية إلى اختيار أصغر المسئولين، ولابد لكل مرشح لأي انتخابات أمريكية لكي يربح ثقة ناخبيه أن يعلن وثيق صلته بالدين، وتكون أكثر الأصوات لأكثر المرشحين الذين يقنعون الناخب الأمريكي أنهم أكثر تدينا.

وعندما جاء أوباما للعالم الإسلامي ليسوق الوهم العلماني الأمريكي ويعلن أن أمريكا ليست دولة مسيحية بل دولة علمانية، ثارت عليه كل القوى الأمريكية التي أبت هذا النعت لها، وأبت أيضا أن لا يُطلق عليها دول مسيحية واعتبرت أن كلمة "علماني" أحد الاتهامات الموجهة له.

وفي دولة الكيان الصهيوني التي طالما تباهت بأنها دول الحرية والديمقراطية وإنها موئل العلمانية في المنطقة التي تسميها بالشرق الأوسط ولكنها كانت في حقيقتها احتلالا يفرض نموذج دولة ثيوقراطية دينية راديكالية نشأت كوطن قومي لأصحاب ديانة بعينها، وبهذا تتناقض مع فكرة العلمانية التي كانت تدعيها بحسب دستورها في البند الذي تجري المحاولات لتغييره الآن ويصاحبه جدل حاد نظرا لاثاره.

فعلى الرغم من أن هذا البند الذي يقدم الديمقراطية على الدينية إلا أن اليهود من العرب والأفارقة على الرغم من حصولهم على الجنسية الإسرائيلية وحصولهم على حق المواطنة إلا أنهم لا يشعرون بالانتماء الكامل لإسرائيل بالإضافة إلى ما يتعرضون له من تمييز، ناهيك عن ما يعانيه المسلمون في هذا الكيان الغاصب.

وحاليا تناقش اللجنة الوزارية "الإسرائيلية" لشؤون التشريع، مشروع قانون أساسي قدمه رئيس الائتلاف الحكومي النائب عن حزب الليكود "زئيف إلكين"، وينص على إعادة تعريف كيان الاحتلال الصهيوني بـ"الدولة القومية للشعب اليهودي".

كما يشمل اعتبار اللغة العبرية وحدها اللغة الرسمية للدولة بينما تتمتع اللغة العربية بمكانة خاصة"، وهو تقليل من وضع اللغة العربية حيث كان يتعامل معها بصفتها لغة رسمية ثانية.

وبهذا يدعو القانون إلى ربط واشتراط الطابع الديمقراطي – المزعوم - للدولة بشروط ومعطيات ومرتكزات الهوية وذلك من خلال ربط وثيقة "الاستقلال" بالهوية اليهودية للدولة، وهذا مناف تماما للفكرة العلمانية التي يتشدقون بها.

ويتزعم بنيامين نتنياهو تمرير قانون "القومية اليهودية" او قانون "يهودية الدولة" بعد أن اظهر عزمه وأعلن عن تصميمه على تمرير هذا القانون بعد فشل التصويت عليه في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع فأعلن نيته طرحه للتصويت أمام الحكومة بكامل هيئتها ما يتيح له مجالا أفضل من اللجنة الوزارية.

وبالفعل أثار المشروع جدلا عنيفا بين المسئولين الصهاينة حيث يستهدف ترسيخ تعريف إسرائيل "كدولة يهودية وديموقراطية مع أولوية اليهودية"، ولم يكن الجدل من اجل العلمانية ولا التباكي عليها ولكن من اجل الخشية من تأثير القانون على المستقبل الصهيوني، فاعتبرت ليفني ان "مناقشة مثل هذا المشروع في الحكومة أمراً خطيراً من الأفضل إزاحته عن طاولة النقاش"، بينما وصفه آخرون من المعارضين "بالديمقراطية الدينية اليهودية" فيما شبه البعض الأخر ما تسعى إسرائيل إليه حاليا أنها تحاول أن تقيم ما يشبه الجمهورية الإسلامية في إيران من حيث العلاقة بين الديمقراطية والدين.

وكان من أكثر التعليقات وضوحا تعليق الوزير الصهيوني يعقوب بيري، حيث قال :"هناك مستقبل، إن الوضع المتفجر الحالي في الدولة في الوسط العربي قاد إلى أحداث عنيفة وإلى مساس بالأرواح، والنقاش المعمق في قانون القومية هذا هو انعدام مسؤولية، ولذلك فإني أطلب تأجيل النقاش".

ومن أهم نتائج القانون انه وفقا له تلتزم الدولة بتوفير الإمكانيات والاستثمارات الكبيرة لدعم وتطوير الاستيطان اليهودي داخل حدودها في نفس الوقت الذي لم تتعهد بالبناء لصالح "القوميات" الأخرى.

ان قرارا مثل هذا يمثل خطورة كبيرة على المسلمين وعلى الأماكن المقدسة في فلسطين، فلن يكون لهم مكان ولن يكون لهم حتى مجرد قانون يلزم الكيان الصهيوني أمام العالم بشئ، هذا مع يقيننا أن فلسطين لن تتحرر بمعارضة مثل هذا القانون، فلم يحررها أولا إلا عباد وصفهم الله بقوله "بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا " وهكذا فلن يحررها في وعد الآخرة إلا أمثالهم حين يدخلون المسجد كما قال ربنا " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــ


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59