ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   شذرات إسلامية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الرسول الرحيم (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=11273)

جاسم داود 02-03-2013 03:08 AM

الرسول الرحيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرسول الرحيم

إنَّ الناس في حاجة إلى بشاشة سمحة.. الناس بحاجة إلى ودٍّ يسعهم، وحِلم لا يضيق بهم.. بحاجة إلى قلب كبير يحمل همومهم. والإنسان بغير قلب أشبه بآلة صمَّاء، وهو بغير روح أقرب إلى الحجر الصلب..الإنسان يتميز بقلبه وروحه، وبهما يرحم الإنسان.

والرحمة من صفات الله، هو الرحمن الرحيم، وهو أرحم الراحمين. قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. الأعراف: 56.

ولو تراحم الناس لما كان بينهم مظلوم ولا بائس ولا محروم.. لو تراحم الناس لما اقتتلوا ولا سفكوا الدماء.. لو تراحم الناس لما تخاصموا ولما لجؤوا إلى المحاكم لحل النزاعات فيما بينهم.. لو تراحم الناس لسكنت النفوس.

قال عليه الصلاة والسلام: ((إنما يرحم الله من عباده الرحماء)) متفق عليه.

وقال: ((لا تُنزَع الرحمة إلا من شقي)). رواه أبو داود والترمذي.

ونُقل عن المسيح عليه السلام قوله في عظة الجبل: " طوبى للرحماء فإنهم يُرحَمون ".

والرحمة دعوة الأنبياء والمرسلين، وتمثلت بأسمى معانيها وأروع صورها في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الرحمة المهداة للعالمين، يحدو بهم نحو طريق الفلاح، ويضع خطط التغيير والإصلاح، محاطاً برعاية الله، مستنيراً بهديه، لا يأخذ الناس في دعوته بالمكر والخداع، ولا بالعنف والإكراه؛ بل يترفق بهم، ويلين لفظاظتهم، ويخاطبهم بما يفهمون. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. الأنبياء: 107.
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قيل يا رسول الله ادع على المشركين. قال: ((إني لم أُبعث لعَّاناً وإنما بُعثت رحمة)).

وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه إلا أن تُنتَهَك حرمة الله فينتقم لله بها ".

قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}. آل عمران: 159. وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}. التوبة: 128.

وروى الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس منا مَن لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا)).

ومرَّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنازة فقال: ((مستريح أو مستراح منه)). قالوا: ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: ((العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)).

وهاهو خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه يحدثنا كيف كان تعامل النبي معه فيقول: خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين، لا والله ما سبَّني سبَّة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي في شيء فعلتُ لِمَ فعلتَه، ولا لشيء لم أفعله أَلا فعلتَه.


وعن عبد الله بن جعفر قال: ركب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغلته وأردفني خلفه، فدخل حائطاً – بستاناً – لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فنزل صلى الله عليه وآله وسلم فمسح ذفراه وسراته فسكن فقال: ((مَن صاحب هذا الجمل؟)). فجاء شاب من الأنصار وقال: أنا. فقال: ((أَلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها، فإنه شكاك إليّ أنك تجيعه وتدئبه)).

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل فملأ خفَّه، ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له)).

ولم يكن عليه الصلاة والسلام يطيق أن يرى دابة تحمل فوق طاقتها، ونهى أن يُتخذَ مَن فيه روح غرضاً للتسلية، كحال ما يُعرَف بمصارعة الثيران، ونهى عن التحريش بين البهائم. وأنكر على أهل الجاهلية شق آذان الأنعام. وأمر عند ذبح الحيوان أن يحد المرء شفرته، وألا نذبح ذبيحة ودابة أخرى تنظر إليها، وألا يحد الذابح شفرته بحضرة الذبيحة. وعندما كبرت بغلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يطحن لها الشعير، ويطعهمها بيديه الشريفتين.

وما حصل ويحصل من تكالب الأعداء على نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام، قابلته الأمَّة قاطبة بالحكمة المعهودة، فوحدت صفوفها على اختلاف مذاهبها، وجمعت كلمتها في نصرة نبيها، وذلك دلالة واضحة على خيرية هذه الأمة، أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فلنكن على الدوام دعاة الخير والهدى، ولنلتزم هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولننشر رسالته للناس كافة. والحمد لله رب العالمين.




دمتم برعاية الرحمن وحفظه
ملخص محاضرة للكاتب : محمد علاء الدين محسن

مطر وقمح 02-14-2013 11:16 PM

كل الشكر اخي جاسم لهذه الأطلاله المنيرة
محبتي لك

د/عبدالله الشمراني 02-20-2013 01:16 PM

سوف اقول ما اريد دونما تدقيق /ان الله قسم الرحمة الى 100 قسم حفظ لذاته 99 وانزل رحمة واحدة للأرض يتراحم بها الخلائق كلهم انسهم وجنهم وحيوانهم وطيرهم ...

جاسم داود 02-20-2013 10:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الكرام
في الحقيقة أنتم من تستحقون الشكر على ردودكم الطيبة والمحفزة
بارك الله فيكم
اللهم اجعلني خيراً مما يظنون،ولا تؤاخذني بما يقولون،واغفر لي ما لا يعلمون
اللهم إني أعلم بنفسي منهم وأنت اعلم بنفسي مني وقد اثنوا بما أظهرته لهم فلا تفضحني بما سترته عنهم وكما أكرمتني في دنياي بعدم الفضيحة فاسترني في آخرتي بجميل سترك يا منان .
دمتم برعاية الله وحفظه

ام زهرة 04-12-2013 07:35 PM

بارك الله بك ورفع شأنك وأعطاك بكل حرف تكتبه قصراً في الجنّة...


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59