ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   وهدوا إلى الطيب من القول_2_ (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=31069)

صابرة 08-04-2015 08:02 AM

وهدوا إلى الطيب من القول_2_
 
وهكذا فالكلمة الطيبة سرٌّ عظيم من أسرار هذي الحياة،
👈 ولعلنا نلمس ذلك بأنفسنا فكم من مشكلة كبرى كادت تندلع نيرانها ـ بين الأفراد أو العائلات أو القبائل، أو حتى بين الجماعات والأمم ـ وعصَمَ الناسَ،
بفضل الله،
🍥من ويلاتها كلمةٌ طيبةٌ يقولُها رجلٌ مخلصٌ؛ فيريحُ الله تعالى بها الناسَ ويشفي صدورهم، ويُذْهِبُ غيْظَ قلوبهم، فتهدأَ النفوس ويُفْسَحُ المجالُ للعقل ليقول كلمته، ويعالَجُ الموقِفُ بحكمة ورَوِيَّةٍ، وتتبددُ بأمر الله تعالى سحبُ الغضب، ونُذُرُ الحرب التي لو اندلعت شرارتها لحل الخراب والدمار، ولَحرَقَ لهيبُها الأخضر واليابس
↩ وصدق الله العظيم إذ يقول:
﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت : 34]
🍥إن الإسلام يسعى باستمرار إلى بناء وتأسيس الفضائل كلها في النفس الإنسانية، ويدعو إلى اللِّين والرحمة، والحلم والصفح، والعفو والتسامح،
↩ ويحثُّ دائما على التحلي بغير ذلك من مكارم الأخلاق، وتبنِّي خطاب إنساني راقٍ مع كل الناس، ولعَلَّ محور ذلك كله الكلمة الطيبة؛ فهي روح الفضائل، ووسيلة إظهارها والتعبير عنها.
👈ومن هنا نفهم حرص الإسلام البالغ على إشاعة الكلمة الطيبة، ونشر ثقافة احترام الآخر، والتلطف معه، والحرص على مشاعره وأحاسيسه، والرفق به، والمرونة في التعامل معه... وغير ذلك من مظاهر التراحم والتعاون والتفاهم بين الناس
🍥قال تعالى: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة : 83] وقال عز من قائل:
﴿ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 5]
🍥بل جعل الله تبارك وتعالى الكلمة الطيبة السديدة سبباً من أسباب حفظ الذرية ووقايتهم من المشاكل المختلفة، وحمايتهم من كل مكروه وسوء،
قال تعالى: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]
🍥ليس هذا فحسب بل جعل الإسلام القول السديد والكلم الطيب علامة ودليلا على التقوى وطاعة الله ورسوله، وسبباً لصلاح الأعمال، وغفران الذنوب، والفوز بالجنة،
↩ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾
[الأحزاب: 70، 71].
🍥ومن مظاهر حفاوة الإسلام بالقول السديد والكلمة الطيبة أنه جعلها خيراً من صدقة مادية يتبعها أذى ومضايقة وجرح للمشاعر والأحاسيس بنظرة زراية رامقة، أو كلمة أو إشارة جارحة...
🍥فقد عدَّ الإسلامُ هذه الكلمة الطيبة التي تقدم الدعم النفسي للفقير، وتبذل له المواساة والمؤازرة والمساندة المعنوية ـ 👈عدَّها أفضل من الشيء المادي الذي يقدمه الغني للفقير ويتبعه بأي نوع من أنواع الإهانة والإيلام النفسي...
🍥 قال تعالى: ﴿ قوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 263]
↩بل جعل الإسلام الكلمة الطيبة صدقة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ قال:"كل سُلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة " رواه البخاري ومسلم وأحمد.
🍥وأكثر من ذلك أن الإسلام عدَّ قول الخير علامة على كمال الإيمان بالله تعالى
👈 فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواه الشيخان البخاري ومسلم.
👈وقد حذر الإسلام أشد التحذير من فحش القول وبذاءة اللسان
↩لأن ذلك يثير العداوات بين الناس، ويزيل الحياء بينهم، ويجرِّئهم على ارتكاب المعاصي، وهتك الحرمات فيما بينهم،
👈فضلا عن تعودهم الإساءة إلى بعضهم، وانتشار الثقافة الهابطة والكلمات الخارجة والبذيئة في المجتمع، ومجتمع هذه صفاته سيكون بعيداً حتما عن القيم والفضائل ومكارم الأخلاق، وسيكون بيئة خصبة للفساد والانحراف،
👈 وانتشار الجرائم واقتراف الآثام والمحرمات دون وازع من خلق أو ضمير...
↩ومن هنا كان الوعيد الشديد لصاحب اللسان الطويل المجاهر بالمعصية وفحش القول ،
🍥عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ قال: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء" رواه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني،
🍥 وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ قال:" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه الترمذي وصححه الألباني.
🍥وعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ : "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟" قلت: بلى يا رسول الله! قال:"رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد" ثم قال:"ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قلت: بلى يا رسول الله، قال: "كُفَّ عليك هذا" وأشار إلى لسانه، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! قال:" ثكلتك أمك!! وهل يَكُبُ الناسَ في النار على وجوههم ـ أو قال على مناخرهم ـ إلا حصائدُ ألسنتهم؟!!" رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.

:1:


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59