ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   رواق الثقافة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   مصطلح "ما بعد الحداثة" (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=12704)

Eng.Jordan 04-07-2013 01:44 PM

مصطلح "ما بعد الحداثة"
 
دلالات "ما بعد الحداثة"

كتبه ياسين بن علي
تمهيد:
لا يعرف على وجه التحديد متى نشأ مصطلح "ما بعد الحداثة"، إلا أنّ الدراسات تشير إلى أنه كان محور اهتمام جملة من المحققين منذ عقود من الزمن، "ومن هؤلاء مايكل كولر MICHAEL KOEHLER في مقال له عام 1976 تحت عنوان POSTMODERNISM أشار فيه إلى استخدام المصطلح واشتقاقاته عند فيديريكو دي أونيس عام 1934، وعند عالم الأنثروبولوجيا دادلي فيتيس عام 1942، وعند أرنولد توينبي المؤرخ الشهير الذي يرجع استخدام هذا المصطلح عنده إلى عام 1947 حسب رأي كولر، وهناك أيضا تشارلز أولسون ( فيما بين عامي 1950 و1958) وإيرفنج هاو (1959)، وصولا إلى المتأخرين من أمثال هاري ليفين ( 1969) وليزلي فيدلر (1965) وأميتاي انزيوني (1968) وإيهاب حسن في مقاله "عما بعد الحداثة" عام 1971 ورالف كوهين في "التاريخ الأدبي الجديد" عام 1971. وبعد أن ينتهي مايكل كولر من هذا الاستعراض لمصطلح ما بعد الحداثة يقول إنه من الواضح عدم وجود اتفاق على ما يمكن اعتباره "بعد حديث". ويرجع ذلك لأسباب كثيرة منها المعنى المزدوج لمفهوم الفترة "الحديثة". فلفظ الحديث – كما يقول كولر- يمكن اعتباره مرادفا لكلمة DIE NEUZEIT الألمانية التي تعنى حرفيا "العصر الجديد" رغم أنها تترجم عادة "الفترة الحديثة" THE MODERN PERIOD أو العصور الحديثة MODERN TIMES، وهذا التعبير من وجهة نظر كولر يشير إلى الفترة الممتدة منذ عصر النهضة الأوروبية، أي منذ حوالي عام 1500م، ومع هذا يخلص كولر إلى أن ما بعد الحداثة لم تبدأ في التشكل إلا في السبعينيات، أي منذ عقدين من الزمان ومن ثم فإنه يسمى الفترة من عام 1945 حتى عام 1970 باسم الحداثة المتأخرة. وهذا التقسيم يعد أكثر التقسيمات مصداقية عند كثير من مفكري ما بعد الحداثة، إذ يرون أن الحداثة تبدأ من منتصف القرن التاسع عشر تقريبا وتستمر حتى العقود الأولى من هذا القرن أو حتى منتصفه، وبعضهم يعود ببداية الحداثة إلى القرن الثامن عشر، وهو المسمى في أوربا "عصر التنوير" وتستمر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية لكي تعقبها فترة الحداثة المتأخرة. ويحدد تشارلز جنكس في مؤلف له عن ما بعد الحداثة أزمنة الحديث في الفترة من عام 1920 حتى عام 1960، والحديث المتأخر خلال عقد الستينيات، أما ما بعد الحديث فيتداخل مع المرحلة السابقة إذ يبدأ من الستينيات ويستمر حتى الآن...".(1)
و"يرغب الكثيرون في قراءة الفكر ما بعد الحداثي كانعكاس لما يحصل من تحوّلات اجتماعية واقتصادية ونفسية في المجتمعات الغربية، وهم بذلك يعودون بظاهرة ما بعد الحداثة إلى نقطتين رئيسيتين؛ أولاهما التأكيد على خصوصية الظاهرة بحكم نشأتها في المجتمعات الغربية وعدم خضوع المجتمعات الأخرى لتحولات من نوع مماثل مما يجنبها أو يبعدها عن الجدل الدائر حول ما بعد الحداثة، أما النقطة الأخرى فهي الإصرار على الربط الميكانيكي بين الفكر ما بعد الحداثي وتحوّلات المجتمع الغربي، بحيث تصبح كلّ أفكار ما بعد الحداثيين إفرازا طبيعيا لما عاشه الغرب من تناقض في الأيديولوجية الحداثية لاسيما في علاقات المركز بالهامش وما نشأ عنها من علاقات الاستغلال، وفقدان للمساواة وسيطرة للنخبة وفرض هيمنة التغريب على مجتمعات العالم الثالث... وقد جرى توصيف هذا المجتمع بالعديد من المصطلحات التي تصف هذا المجتمع انطلاقا من منظورها السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي فأحيانا يطلق عليه (المجتمع ما بعد الصناعي) كما أطلق عليه عالم الاجتماع الفرنسي الشهير آلان توران، وأحيانا أخرى (المجتمع المعلوماتي) أو (المجتمع الاستهلاكي) بحسب تعبير فردريك جيمسون. إنّ كلّ هذه التوصيفات تقوم على محاولة إنشاء صلة رمزية بين ثقافة ما بعد الحداثة وظرف اجتماعي معين، فهي تربط بين ولادة (مجتمع ما بعد صناعي) وبين (ثقافة ما بعد الحداثة)...".(2)

وتختار فريدة النقّاش "من تفسيرات ما بعد الحداثة ومواقف أنصارها للعرض والمناقشة التفسيرين والموقفين الضديين أي الأشد تناقضاً والأكثر رئيسية.. التفسير الأول والأعلى صوتاً والأكثر نفوذاً على صعيد العالم كله هو التفسير الليبرالي بفكره المحافظ الجديد الذي يرى أنه بسقوط الاشتراكية فإن العالم قد وصل لنهاية التاريخ، وأن ما سوف يجري من الآن فصاعداً هو تكرار واستقرار ما نحن فيه حيث تتوطد أركان مجتمع ما بعد الصناعة القائم على الصورة والإعلام، مجتمع المديرين والمهندسين "واليوبيز" أي المهنيين الشبان المندمجين في المؤسسة والذين يتقاضون أجوراً عالية ولا يوجهون أي نقد للنظام باعتبارهم مثقفين. أما التفسير الثاني فيمثله الفكر الاجتماعي التقدمي الجديد الذي ينطلق من حقيقة أن ما حل بالعالم قبل وفي ظل ما يسمى بالنظام العالمي الجديد هو أزمة عقيمة، كان المشروع الاشتراكي المناوئ للرأسمالية قد عجز عن الخروج منها وسرعان ما تعرض هو نفسه للهزيمة، وأن مثل هذا المشروع الاشتراكي يحتاج إلى التجديد وإعادة البناء في ضوء التطور العاصف للعلم والتكنولوجيا وعصر المعلومات والإعلام وسيطرة الشركات عابرة القارات على العالم وهي تقوم بإخضاع البلدان الصغيرة الواحدة بعد الأخرى لهيمنتها".(3)

إشكالية التعريف:

يشير مصطلح "ما بعد الحداثة" إلى حركة فلسفية ثقافية، إلاّ أنّه من الصعب تحديد مدلوله وضبطه في تعريف جامع مانع. ولعلّ أبرز ما يعرّف بهذا المصطلح ويكشف مدلوله نزعته إلى ردّ الحداثة (rejection of modernism) ونقضها.

ومن تعاريف ما بعد الحداثة، وإن كان يتصف بالغموض، تعريف جون فرانسوا ليوتار Lyotard لها بأنّها: الشكّ فيما وراء القصّ "incredulity towards ****narrative".

وفي عام 1984م كتب فريدريك جيمسون في تصديره للترجمة الإنجليزية لكتاب ليوتار THE POSTMODERN CONDITION يقول:" إن ما بعد الحداثة، كما تفهم بصفة عامة، هي الخروج على الثقافة السائدة والإستيطيقا السائدة، وانفصال عن وضع اقتصادي اجتماعي معين في لحظة ما تحدد في مواجهة الابتكارات والتجديدات البنيوية التي أتت بها ما بعد الحداثة".(4)

وكان قد كتب قبل ذلك عام 1983م، في مقال نشره هال فوستر HAL FOSTER يقول:"ما بعد الحداثة ليس مجرد مصطلح يصف أسلوبا بعينه، و إنما هو على الأقل من وجهة نظري مفهوم يقسم التاريخ إلى فترات للربط بين ظهور ملامح شكلية جديدة في الثقافة وظهور شكل جديد من أشكال الحياة الاجتماعية، ونظام اقتصادي جديد، وهذان هما ما يطلق عليهما التحديث أو مجتمع ما بعد التصنيع أو المجتمع الاستهلاكي، أو مجتمع وسائل الإعلام أو الإبهار أو الرأسمالية متعددة الجنسيات ..".(5)

ويرى يورجين هابرماس Habermas أن مقطع POST (ما بعد) في مصطلح ما بعد الحداثة يمثل رغبة لدى دعاة ما بعد الحداثة في الابتعاد عن ماض بعينه، إضافة إلى أنه في الوقت نفسه يعبر عن عجزهم عن تسمية حاضرهم "لأننا حتى الآن لم نجد حلا للمشاكل التي تنتظرنا في المستقبل" وهذا التقابل بين جوهر الحاضر وحل مشاكل المستقبل ملمح رئيسي في تناول هابرماس لما بعد الحديث.(6)

وذكرت موسوعة Wikipedia في تعريف لها أنّ ما بعد الحداثة "طريقة في التفكير توحّد بين المعرفة والتجربة من أجل توفير حقيقة عالمية قاطعة".

ويرى دانيال أدامس أنّه "بامكاننا القول إنّ ما بعد الحديث هو الحالة التي تجد فيها ثقافة أواخر القرن العشرين نفسها، وأنّ ما بعد الحداثة هي النظر في تلك الحالة والإجابة عليها".(7)

ويرى آلان توران أنّ "ظروف النمو الاقتصادي والحرية السياسية والسعادة الفردية لم تعد تبدو متناظرة ومترابطة فيما بينها. ذلك أن فصل الاستراتيجيات الاقتصادية عن بناء نمط مجتمعي معين وثقافة وشخصية، كل هذا قد ظهر بشكل سريع جدا، وهذا الفصل هو الذي يسمى فكرة ما بعد الحداثة ويحددها... وإذا كانت الحداثة تربط التقدم مع الثقافة وتضع الثقافات أو المجتمعات التقليدية في مقابل المجتمعات أو الثقافات الحديثة، مفسرة بذلك أية واقعة اجتماعية أو ثقافية من خلال مكانها على محور: تقليد – حداثة، فإن ما بعد الحداثة تفصل ما كان مشتركا...".(8)

ويشير جون فرنسوا ليوتار Lyotard إلى أنّ لفظ ما بعد الحداثة "مستعمل في القارة الأمريكية من طرف الاجتماعيين والنقاد. وهو يفيد حالة الثقافة بعد التغيرات التي طرأت على قواعد لعبة العلوم، والآداب والفنون ابتداء من نهاية القرن 19م".(9)

إنّ الملاحظ في تعريفات ما بعد الحداثة التباين بينها والغموض. وقد علّق أمبرتو إيكو Umberto Eco على حالة التباين والغموض في المصطلح بقوله: "من المؤسف أن ما بعد الحداثة مصطلح صالح لما هبّ ودبّ Bon tout faire. ولديّ انطباع بأنه اليوم ينطبق على أي شيء يريده مَن يستخدم المصطلح. أكثر من ذلك، هنالك ميل متزايد لتطبيقه بمفعول رجعي: في البداية طُبّق على عدد معيّن من الكتّاب أو الفنانين الناشطين خلال العقدين المنصرمين، ثم تقهقر بالتدريج نحو مطالع القرن، ثم إلى زمن أسبق. وهذه السيرورة الارتجاعية تتواصل، ولن يطول الزمن حتى تنطبق مقولة ما بعد الحداثة على هوميروس نفسه".(10)
وقد أرجع جمع من المحققين هذا التباين والغموض في دلالة مصطلح ما بعد الحداثة إلى الاختلاف في مفهوم الحداثة نفسها، وإلى التركيب الدلالي للمصطلح ذاته لتضمّنه لفظة "ما بعد" المتعدّدة المعاني. وهو ما نكتفي بذكره في معرض بيان إشكالية التعريف في ما بعد الحداثة.

دلالات ما بعد الحداثة:
يعتبر مفهوم "ما بعد الحداثة" بما يحويه من دلالات وتصورات ردّة فعل على الحداثة، سواء اعتبرناه نقضا لها أو تقويما أو استمرارا، فهو لا يتعدّى كونه ردّة فعل عليها. وأحسب أنّ هذا القدر من الدلالة متفق عليه بين المحقّقين.
فالحداثة في حقيقتها تعبّر عن مسيرة المجتمعات الغربية الحضارية، والمدنية، والثقافية منذ عصر النهضة إلى اليوم، فهي تحدّد هوية مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأدبية والفكرية، وتحوي كلّ أنماط المعرفة وأنساق الفكر. إنّها بتعبير آخر المبدأ الرأسمالي الديمقراطي في نزعته، ومنهجه، وتاريخيته، ونظرته الكلية إلى الكون والإنسان والحياة، ونظمه، ومقاييسه، ونمط الحياة في مجتمعه وطراز العيش فيه.
وأمّا ما بعد الحداثة فهي تعبّر عن ردّة فعل مختلفة الأنماط عن الحداثة. فهي عند بعضهم تكشف أزمة الحداثة ولا تعطي البديل عنها، حتّى إن أحدهم قال فيها: إنها "فكر الأزمة"، وعند بعضهم الآخر فهي تهدم الحداثة وتقوّضها وتبني على أنقاضها البديل مرحليا، وهو أمر لا يسلّم به بعض آخر ويراها مقوّمة لمسار الحداثة لا هادمة لها.
ومهما يكن الأمر، فإنّ الحداثة تعيش أزمة منذ عقود من الزمن. وقد طغى البحث في أزمة الحداثة هذه على ذهنية الكتّاب والمثقفين منذ سنين طويلة، فعقدت من أجل تدارسها المؤتمرات، وكتبت فيها الكتب في محاولة لبحث أسبابها، ومظاهرها وبدائلها.(11) ويعلن توران "أنّ القرن العشرين هو قرن انهيار الحداثة، حتى لو كان قرن الفتوحات التقنية".(12) ويدين جان شينو الحداثة التي اخترقت المجتمع الفرنسي وجعلت منه إمعة تنتزع منه هويته وذاتيته وأصالته.(13)
إذن فالحداثة في أزمة كشفت عن فشلها الثقافي والحضاري؛ فشل ثقافي يتمثّل في منهجها المعرفي العقلاني الوضعي، وفي فهمها للإنسان وطبيعته، وفي نظرتها إلى المجتمع ومقوّماته، وفشل حضاري يتمثّل في عقيدتها، ونظامها، وقيمها. وما "ما بعد الحداثة" إلا تعبير عن هذا الفشل. وأحسب أنّ هذا من أهمّ دلالات ما بعد الحداثة.
وإذا أدرك هذا فإننا نستغرب دعوة تحديث مجتمعات المسلمين، ونتعجب ممن يدعو إلى الحداثة في بلاد المسلمين رغم أنّ الغربيين يقرّون بأزمتها وفشلها. وإذا كان المفكرون في الغرب قد تجاوزوا الحداثة إلى ما بعدها، أيعجز المفكرون عندنا عن تجاوزها؟ وإذا كان المفكرون في الغرب لا يطرحون من خلال ما بعد الحداثة بديلا مقنعا عميقا شاملا يحلّ محلّ الحداثة، أيعجز المسلمون عن هذا وعندهم الإسلام بعقيدته التي تقنع العقل وتوافق الفطرة، وبنظامه الشامل الدقيق المتناسق؟
ومن العجائب أن تسير غرائب في الأرض لم يعلم بها المأمول

كالعيس أقتل ما يكون لها الصدى والماء فوق ظهورها محمـول

04 جمادى الأولى 1428هـ
________________________________

(1). ينظر: "الخطاب والقارئ.. نظريات التلقي وتحليل الخطاب وما بعد الحداثة"، حامد أبو أحمد- كتاب الرياض- العدد 30 - يونيو 1996- ص192.

(2). عن "صدى الحداثة"، لرضوان جودت زيادة، ص64-65 بتصرف.

(3) عن "قضايا ما بعد الحداثة في الأدب والنقد"، لفريدة النقاش، مجلة أدب ونقد، ديسمبر 1994

(4). ينظر: "الخطاب والقارئ.. نظريات التلقي وتحليل الخطاب وما بعد الحداثة"، حامد أبو أحمد- كتاب الرياض- العدد 30 - يونيو 1996- ص191-225.

(5). عن المصدر السابق.

(6). عن المصدر السابق.

(7). TOWARD A THEOLOGICAL UNDERSTANDING OF POSTMODERNISM by Daniel J. Adams, Cross Currents, Winter 1997-98, Vol. 47 Issue 4.

(8). ينظر في الحداثة وما بعدها "مصائر الحداثة" لآلان توران، ترجمة قاسم مقداد ومحمود موعد، الكرمل خريف 1998، عدد57 ص75-94.

(9). La Condition Postmoderne, p. 7, Les Editions de Minuit, Paris 1979

(10). عن "ما بعد الحداثة: مصطلح صالح لما هب ودب"، لصبحي حديدي، الرأي10/11/2003

(11). ينظر مثلا: La crise de la modernité européenne. Barbara Koehn. Collection Études germaniques 2001.

(12). ينظر في الحداثة وما بعدها "مصائر الحداثة" لآلان توران، ترجمة قاسم مقداد ومحمود موعد، الكرمل خريف 1998، عدد57 ص75-94.

(13). نقلا عن "من الحداثة إلى ما بعد الحداثة: إشكالية ونقد"، لطيب تيزيني، الكرمل، عدد 54


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59