النصر لا يكون إلا باليقين
النصر لا يكون إلا باليقين
________________-_-_- ـ ما بلغ أحد درجة من درجات الاستضعاف لقومٍ مثل ما بلغه فرعون من بني إسرائيل فيما استضعفهم فيه ، يقتل الأبناء ، يحصرهم ليس بعد وجودهم على وجه الأرض ولا هم أطفال ولا هم بالغون قد التزموا بدين الله ، بل يحصرهم قبل ولادتهم ، أيُّ استضعاف أشد من ذلك ؟.. يحصر كل امرأة تحمل من بني إسرائيل ويضع لها قيداً ، ويعرف وقت ولادتها ويأتي الذباحون ليذبحوا ذكور بني إسرائيل ، ثم لما كثر القتل فيهم حتى كادوا أن يفنوا جعلوا يقتلونهم عاماً ويتركونهم عاماً ، ويولد موسى عليه السلام وقت الذبح والتقتيل ، فانظر إلى أي درجة من درجات الاستضعاف وصل حال بني إسرائيل ، ولكن إرادة الله سابقة : ـ{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذَّينَ آستُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ }ـ [ القصص: 5 ] . ـ وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعقلون هذه المعاني ، ويحيون بها ، وخاصة تلك كانت ببني إسرائيل زمان فرعون . ـ وقد كان عمر رضي الله عنه قد ولَّى عمار بن ياسر رضي الله عنه إمارة بالعراق ، ثم بعد عزله ، فلما سُئل عن ذلك قال : ( إني استعملتُ عمّاراً لقولِ الله جل وعلا : ـ{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذَّينَ آستُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ }ـ [ القصص: 5 ] . ـ وذلك أن عماراً كان يلقى من الأذى ما لم يلقه غيره، واستضعف أشد الاستضعاف حتى اضطر أن ينطق بكلمة الكفر ، وأي أسباب أضعف من أسباب بني إسرائيل ؟ ، بل ما كان عندهم أسباب يواجهون بها شر فرعون وقومه، ومع ذلك فإن إرادة الله هي النافذة ، وحذر فرعون وهامان وجنودهما لم يُغنِ عنهم شيئاً ؛ فإن الله مقلب القلوب ومدبر الأمور، فانظر إلى قدرته سبحانه وتعالى وحكمته أن يجعل فرعون هو الذي يُربي موسى ، وهو الذي يحفظه ويرعاه إلى أن ينفُذ قضاء الله سبحانه وتعالى وأمره ، واستوعب جيداً هذا الموقف من موسى عليه السلام في قوله : ـ{ استَعِينُواْ بِاللهِ وَاصبِرُوا }ـ [ الأعراف:128 ]، وفي تأكيده أن الأرض لله ، ليست لمن زعم أنه قاهر جبار، وأنه إن شاء فعل وفعل : ـ{ إِنَّ الأَرضَ للهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِن عِبَادِهِ }ـ [ الأعراف:128 ]. ـ وتأمل فهمه الدقيق لأهمية التقوى ، وأن العاقبة للتقوى ، وأن العاقبة للمتقين، وأن كثرة الطغيان سبب لقرب الهلاك وقرب نزول البلاء الذي ما كانوا يحتسبونه ، فأتاهم الله من حيث لم يكونوا يحتسبون وهم في أوج قوتهم وجبروت طغيانهم . _- سُنة الله ماضية مهما كانت العقبات ، ومهما كانت نوعية المواجهات ، ومهما كان ضعف أهل الإيمان فيما يبدو للناس ، ومهما كانت ذلتهم فيما يعده الناس ، ومهما كانت قوة المتجبرين الطغاة ، ومهما كان من ظلم وعدوان ، فإن النتيجة الحقيقية لهذا الصراع محسومة مُسبقاً في قدر الله ، لا تبديل ولا تغيير في اللوح المحفوظ : ـ{ وَلَقَد سَبَقَت كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرسَلِينَ * إِنَّهُم لَهُمُ المَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ }ـ [الصافات: 171ـ 173 ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ { م: جراح على طريق الدعوة ـ د/ ياسر برهامي ـ حفظه الله ـ } ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ |
أخي الكريم عبدالناصر جزاك الله خيرا وأثابك الفردوس الاعلى إن شاء الله خالص تقديري وكل الود |
جزاك الله خيراً
وأجزل مثوبتك وكلل دربك بالسعادة شكراً |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:23 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع