لا تدري لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا
*من اجمل ما قرأت*** ***************************************** ***يقولُ أحدُهم : في إحدى الصلوات كنتُ أستمع لإمامنا وهو يقرأ بِنا في الركعةِ الأولى من سورة الطلاق حتى بلغ : (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ، حينها وجدتُ خيالي يسبح في ظِلال هذه الآية .. ويتوه في بحرها ، ***يا تُرى كم هي الأقدارُ التي تألمنا لها وقت نزولها علينا وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلب تخطيها أيدينا ، ولكن يا تُرى هل كان لدينا نور هذه الآية : ***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))؟! حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة ، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة "منحة ربانية وعطية إلهية" ، فتأمل هذه الآية : ***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )). * تلك الأخت التي نزلت بها مصيبةُ الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام ، نقول لها : ***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ، لعل بعد الفراق سعادة وهناء ، لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه ، ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال. * تلك الأم التي فقدت بر أبنائها ، وتألمت لعقوقهم ، نقول لها : ***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ، فلعل الله أن يهديَهم ويشرح صُدورهم ويأتي بهم ، لكي يكونوا بك بررة وخدام ، فافتحي يا أُمَنا باب الأمل وحُسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود. * هناك خلفَ القضبان يرقد عُلماء ودعاة وأحباب وأولياء ، والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم ، ولكن ومع ذلك نقول لهم : ***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ، فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم حلاوة الأنس به ولذة الإنقطاع إليه ، ولعل ما وجدوا خير مما فقدوا ، وهذا إبن تيمية الذي نزل السجون يُصرِح بأنهُ وجد فيها من الأنس ما لو كان لديه ملءُ مكانهِ ذهباً لما وفى حق من تسببوا له بذلك. * في المستشفيات مرضى طال بهم المقام ، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان ، فلكلِ واحدٍ منهم نقول : ***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ، فلعل الصبر يرفع الدرجات في جنان الخلد ، ولعل الرضا أوجب لك محبةَ الرحمن ، ولعل الشفاء قد قرُب وقته وحان موعده. * في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لراعي تلك الأسرة : ***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))، فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى ، فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى. :1: |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع