المعونة الأمريكية بين الوهم والتغفيل
المعونة الأمريكية بين الوهم والتغفيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ ـ بقلم : أحمد ال**** : ـــــــــــــــــــــــــ ـ تردد هذه الأيام تهديدات أمريكية بقطع المعونة عن مصر ، في حالة عدم عودة الدكاكين الحقوقية التابعة لها في مصر ، ومن شروطها لذلك بقاء هذه الدكاكين غير خاضعة للقوانين المصرية ، وبالتالي رقابة الجهاز المركزي لميزانياتها ومن أين اكتسبتها وفيم أنفقتها . ـ وإصرار أمريكا يأتي في سياق رفضها لأي قرار يعبر عن استقلال مصر ( باختصار تلك هي المشكلة ) . فهل المعونة الأمريكية تستحق كل هذا العناء ؟ ـ جمعتني جلسة مع أخي م . عبد الرازق ال**** وقد سبق له العمل مديراً في أكثر من مشروع خاضع للمعونة الأمريكية وكان مما قاله وأعرضه دون تدخل : ـ مشروعات المعونة الأمريكية أو المنحة الأمريكية كما تسميها أمريكا لها شروط : * أولاً : مشروع المعونة لابد أن ينفذ بواسطة شركة أمريكية . *ثانياً : لابد من شراء 60% من خامات المشروع واحتياجاته من المصانع الأمريكية الموجودة داخل أمريكا ، حتى لو توفر البديل بالسوق المحلي ، أو لدى **** لنفس المصنع خارج أمريكا . * ثالثاً : التصميمات والإشراف لمكتب استشاري أمريكي . * رابعاً : تقوم الحكومة المصرية بدفع جزء من التمويل للمشروع . *خامساً : تتحمل الحكومة المصرية إقامة الخبراء ومرتباتهم ( بسعر المثل في أمريكا ) . ـ ومن الأمثلة : (( مشروع المدن الثانوية )) بمحافظة أسوان ( مدن كوم أمبو ، دراو ، وناصر النوبة ) . ـ بلغ تمويل المشروع 110 مليون دولار من المعونة و110 مليون جنية من الحكومة المصرية ، والمبلغ الذي مولت به مصر يكفي لتنفيذ المشروع كاملا في حالة تنفيذه بشركة كبرى مثل ( المقاولون العرب ) بنفس المواصفات . ـ ومن أسباب توقف تمويل مشروعات البنية الأساسية (من المعونة): ـ لا تقبل هيئة المعونة التعاقد إلا مع شركات أمريكية ، وانتبهت الشركات المصرية والعربية لذلك ، فأنشأت شركات في أمريكا وكلها شركات على الورق لا تكلفها إلا فاكس وسكرتير ، وبدأت تتقدم لمشروعات المعونة لتنافس الشركات الأمريكية الأصلية منافسة شرسة وتحصل على المشروعات بـ 30 % من القيمة التي كانت تحصل عليها الشركات الأمريكية . وبالتالي توقفت استفادة أمريكا من مشروعات المعونة في تشغيل مواطنيها ومصانعهم وبالسعر العالي جداً . ورهن القرار المصري للولايات المتحدة تحت ضغط إلغاء المعونة . ـ ولو أخذنا مثال مشروع المعونة في مدينة كوم أمبو ، ومدينة دراو، وناصر النوبة ، لوجدنا أن تنفيذ المشروع لم يخدم كل المدينة ، ولكن يخدم الأحياء ذات الأغلبية المسيحية فقط . ـ والأهم من ذلك المعلومات والإحصائيات ؛ فكل مسئول مطلوب منه تقرير تجسس ديمغرافي عن عادات السكان ، ملابسهم ، أسماء الشوارع ، المستوى الاقتصادي ..إلخ ..)، فكنا ننزل المدينة لأول مرة مع الخواجات الجدد فتجدهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة في المكان (*) .:Egypt: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ (*) صحيفة الفتح ـ 18ـ3ـ1433هـ / 10ـ2ـ2012م . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع