هيئة الأمر بالمعروف بين التنظيم والإلغاء ..
 

السلام عليكم ..

لا نعرف بالضبط متى انشيء جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة وما هي الأسباب خلف ضرورته في بلد متدين حتى النخاع , ولكننا نعلم انه اخذ حيزا كبيرا من الرعاية والأهتمام والصلاحيات بعيد حركة جهيمان عام 1400 هجرية حتى وصل به الحال الى تجاوز صلاحياته بل وحتى تضارب صلاحياته مع الأجهزة الأمنية والشرطية في البلاد , وكان ان تدخل بشكل غير مقبول في حريات الناس وخصوصياتهم بأسلوب خادش للحياء ومحرج على اقل تقدير ..
هذه الممارسات من قبل بعض افراد الهيئة وليست الهيئة نفسها وسعت الخلاف بينها وبين المجتمع الى درجة رأى فيها الكثيرون ضرورة الغاؤه حتى لا تشوه ممارساته صورة البلاد داخليا وخارجيا , فكان ان تدخلت الدولة بتنظيم جديد يحد من أخطاء هذا الجهاز ويحصر عمله فيما هو مختص به من نصح وارشاد وتبليغ الجهات الرسمية في حالة المخالفات الشرعية ..
حسنا , إذا كانت الدولة تعتبر أن هذا الجهاز مهم وضروري لمحاربة الأخلاق الفاسدة والرذيلة من فئات تكاد لا تذكر في مجتمعنا المحافظ اصلا فأنني اقترح الآتي :
1. ضم الجهاز بأكمله الى وزارة الداخلية ( الأمن العام ) حتى يعمل منسوبوه وفق لوائح الوزارة وتحت سيطرتها ..
2. تدريب العناصر التي تعمل في هذا الجهاز تدريبا متخصصا وعالي المستوى وخصوصا في التعامل مع الناس ..
3. لابد من وجود زي موحد لكل أعضاء الجهاز ويكون معروفا من الجميع ويوضح عليه الاسم كما هو معمول به في الشرطة ..
4. تحديد رقم موحد لتلقي البلاغات أو الشكاوى والاعتراضات من الناس حول أي مشكلة تواجههم ..
5. تحديد الصلاحيات بكل دقة والتشديد على عدم المس بالحريات الشخصية للأشخاص وعائلاتهم وذويهم خصوصا في الأسواق وامام الناس ..
6. لابد من تواجد العنصر النسائي المدرب في الجهاز وخصوصا في الأسواق النسائية وغيرها من المواقع التي يكثر تواجد النساء فيها ، وذلك للمراقبة ولحماية النساء من أي سوء يتعرضن له ..
7. يجب أن يكون هدف الجهاز أولا الحفاظ على الحريات العامة للناس بشكل لا يضر بأحد وثانيا محاربة الرذيلة والأخلاق الفاسدة عن طريق الكلمة الطيبة والأسلوب الأطيب ..
هذه بعض الأمور التي ينبغي الالتفات إليها وهناك أمور أخرى قد يرى المشرع اهميتها ..

برأيي إن ترك الوصف الوظيفي لمهام الهيئة غير محدد فتح المجال لبعض الموظفين للاجتهاد الشخصي والإسراف في التدخل بالمواطنين والسكان بل والتجاوز على الناس في بعض الأحيان مما أثر على نظرة الناس للهيئة ودواعي وجودها بل اعطى فكرة سيئة عن الإسلام نتيجة جهل بعض الموظفين في فهم وإدراك طريقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب ما جاء في مدرسة رسولنا الكريم وصحابته ورسالته الإنسانية السمحة .


أعتقد أن التدرج في سحب الصلاحيات من هذه الهيئة هو المطلوب وإيجاد منهجية ومؤسسية وأسلوب مناسب لتحقيق الغايات المنشودة من مهام الهيئة .




احترامي وتقديري لشخصكم الكريم

بارك الله فيك