حبلى ..بقلم الدكتور علي طوالبة
حبــــلــــى هناك طفلٌ ميت ٌ قرب َ الحطام ْ وأشباح ُ أجساد ِ الطفولةِ حولــهُ وشعبي يصفق ُ بانتظام ْ وهناك بنتٌ قبل ذاك اليوم بنتًا تنزعُ من جبينها القبلاتْ يدمي حوضُها نبعٌ تجلى في لون ِ ثورة ِ صمتها حـبــــــلــــــى تهز ُ جدارَ الفصل ِ بإصبع ِ رجلها يرتجف ُ الحديد لصوت نحيبها يتفسخ ُ الاسمنتُ من زفراتها حبلى وينقضي يوم ٌ ليأتي غيرُهُ يحملُ الأخبار عن وادٍ مقدسْ عن ظلم ٍ تكدسْ عن قاتل يبكي ومقتول ٍ سيُجلد نخاف ُ الموتَ ونعشق ُ قاتلا فالقمح والبترول هدية ُ قاتلي نقطف ُ الأزهارَ ننثر عطرها ويدوسها لما يمرٌ فوقنا قدم ُ السلامْ. قتلى نمسح الآثار عن جبهاتنا ويدفنُ البترولُ مع أجداثنا ويزغرد ُ الذل ُ يهللُ ضعفنا ونضيفُ للتاريخ زيفا آخرا زغردي أم الشهيدْ واهتفي الله أكبرْ. يا راية الإسلام كيف ضاع لونك ِ وتبعثرت أجزاؤك ِ رفت فوق خازوق كبير ٍ دقَ كل جبالنا يا راية الإسلام أين رجالك؟ أين النساء! وكيف لا يكبر الطفلُ في صحرائنا ... ألم ٌ وجوع وتعطشٌ للعيش يوم كرامـــة ٍ يا أيها الذلْ قد أطلت زيارتكْ ضيف ٌ ثقيل ٌ قد آن تترجلْ يا أيها الخوفْ قد أتحفتنا أتبقى من سحر ِ الخيال ِ بجعبتكْ شيء ٌ يزيد ُ الخوفْ يا أيها الجوعْ قاوم قمحهمْ يا أيها البردْ جمد نفطهمْ يا أيها الألم ْ جدد نضارة الجرحْ وانزفْ دما ً أحمرْ لم يزل صدام ُ يجري... كما الدماء في العروقْ يخاطب ُ الأرواح عند سباتنا ويخلصُ الأجسادَ من صدأ الحديدْ ما زالَ يرفع ُ سيفه ُ في وجه ِ قطاع ِ الطريق ْ في وجه ِ اللصوصْ ووجه ِ كل ِ الخائنينْ... كابوس ُ صدام َ أحلى حلمنا في روعة ِ الإقدام ِ نحو مولدنا الجديدْ. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:39 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع